المجمع الانتخابي ..

عدد سكان أمريكا حوالي 300 مليون نسمة , صوت منهم في هذه الانتخابات حوالي النصف , أي 150 مليون , 70 مليون منهم أعطوا أصواتهم لترمب , بينما 80 مليون اختاروا جو بايدن , ولكن هل هؤلاء فعلا اختاروا ترمب او بايدن ؟
الجواب : لا , هم في الواقع يصوتون لمجموعة من المسؤولين يشكلون ما يعرف بالمجمع الانتخابي , وهؤلاء لا يعرفهم احد شخصيا فهم مجموعة من الأشخاص هم من يقومون بانتخاب الرئيس ونائبه ,
حيث يُعقد المجمع الانتخابي اجتماعه كل أربع سنوات، بعد أسابيع من يوم الانتخابات، من أجل القيام بهذه المهمة ويتناسب عدد أعضاء المجمع الانتخابي عن كل ولاية مع عدد سكانها بينما يبلغ العدد الإجمالي لهؤلاء الأعضاء 538 عضوا تتصدره ولاية كاليفورنيا بالعدد الأكبر من أعضاء المجمع وهو 55 عضواً ويمثل كل عضو من أعضاء المجمع الانتخابي صوتاً انتخابياً واحداً, ويحتاج المرشح الرئاسي للحصول على أغلبية هذه الأصوات -270 صوتاً أو أكثر- كي يفوز بالانتخابات ..
بشكل عام ، تمنح الولاية من باب الأمانة والنزاهة جميع أصوات مجمعها الانتخابي لمن يحصل على أغلبية أصوات الناخبين العاديين في الولاية ما عدا ولايتي( مين ونبراسكا ) اللتان تقومان بتقسيم أصوات المجمع الانتخابي بحسب نسبة الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح , وانا شخصيا أرى هذا عادلا ..
وهذا هو السبب وراء تركيز المرشحين على "الولايات المتأرجحة" - وهي الولايات التي لا يمكن التنبؤ باتجاهات التصويت فيها- بدلاً من محاولة الفوز بأكبر عدد من أصوات الناخبين في مختلف أنحاء البلاد فكل ولاية يفوز بها المرشح تجعله أقرب للوصول إلى عدد أصوات المجمع الانتخابي الـ270 التي يحتاجها , وفي حالات نادرة من الممكن أن يحصل أحد المرشحين على العدد الأكبر من أصوات الناخبين على مستوى البلاد ، دون الحصول على العدد الكافي من أصوات المجمع الانتخابي لتأمين الأغلبية اللازمة ..
وفي الواقع، فإنه في اثنتين من الانتخابات الخمس الأخيرة فاز مرشحان بالرئاسة رغم حصولهما على عدد من أصوات الناخبين في التصويت الشعبي أقل مما حصل عليه منافساهما , ففي عام 2016 م ، حصل دونالد ترامب على عدد أقل بثلاثة ملايين صوت مما حصلت عليه عن هيلاري كلينتون ، لكنه فاز بالرئاسة لأنه حصل على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي , وفي عام 2000 م فاز جورج دبليو بوش بـ271 صوتاً داخل المجمع الانتخابي، رغم تقدم المرشح الديمقراطي آل غور في التصويت الشعبي بأكثر من نصف مليون صوت , وخلال القرن التاسع عشر، انتخب ثلاثة رؤساء آخرون رغم عدم فوزهم بالتصويت الشعبي، وهم جون كوينسي أدامز، وروزرفورد بي هايز، وبنجامين هاريسون ..
وتاريخيا , حين وُضع المؤسسون الكبار الدستور الأمريكي عام 1787م ، كان من المستحيل عملياً أن يتم إجراء تصويت شعبي لانتخاب الرئيس، وذلك بسبب اتساع مساحة البلاد وصعوبة الاتصال وفي ذلك الوقت ، ولم يكن هناك حماس شديد لترك اختيار الرئيس الجديد في يد المشرعين في العاصمة واشنطن لذا خرج مهندسو الدستور بفكرة المجمع الانتخابي ، حيث تقوم كل ولاية باختيار أعضائها الذين ينتخبون الرئيس وقوبل النظام بترحيب الولايات الأصغر، إذ يمنحها تأثيراً أكبر في تحديد الرئيس، مقارنة بالتصويت الشعبي , ونظراً لأن عدد أصوات المجمع الانتخابي تتحدد بناء على تعداد سكان الولاية ، فإن الولايات الجنوبية كان لها تأثير في انتخاب الرئيس من خلال هذا النظام ، أكثر مما كانت لتحققه عبر التصويت الشعبي ..
وهناك حالة وحيدة فقط , لم يحسمها المجمع الانتخابي حدثت عام 1824 م , عندما تساوت الأصوات فتم تحويل القرار الى مجلس النواب للبت في تعيين الرئيس , ولكن مع هيمنة حزبين على النظام الأمريكي ، فمن غير المرجح لسيناريو كهذا أن يتكرر ..
وتعد أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتبع هذا النوع من الاقتراع غير المباشر وهو نظام المجمع الانتخابي في عملية التصويت على اختيار رئيس الولايات المتحدة ونائبه , فمن هم أعضاء هذا المجمع الكبار الـ538 ؟
امرهم سر لا يعلمه احد وغالبيتهم مسؤولون كبار جدا في مختلف القطاعات ولا يحق لهم الاقتراع كما بقية الشعب , ولكن ومن باب الفضول لا بد ان نسأل أيضا عمن يعين هؤلاء في هذا المجمع وكم مدة بقائهم فيه وكيف يقالون او يستبدلون .. الخ
الشائع انه لا احد يعلم هذا ولا حتى الرئيس الأمريكي نفسه , والشائع أيضا ان من يعينهم لجنة سباعية تهيمن أصلا على القرار الأمريكي برمته , ومن الشائع أيضا ان هؤلاء من بينهم شخصيات قليلة مؤثرة غير أمريكية ..
وقد بات عرفا وتشريعا في أمريكا ان يجتمع هؤلاء لاختيار الرئيس ونائب الرئيس , وذلك التاريخ حدده القانون الأمريكي الذي ينص على أن "يجتمعوا ويدلوا بأصواتهم في أول يوم إثنين بعد ثاني يوم أربعاء بعد ديسمبر , بمعنى انهم سيجتمعون في 6 يناير 2021 م لتثبيت بايدن رئيسا ثم يؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير 2021 م ..
ولتبسيط فكرة "المجمع الانتخابي" وآلية عمله، فعلينا أن نتخيل أن كل ولاية أميركية دولة مستقلة، بذاتها، وأن المتسابقين نحو سيادة البيت الأبيض هم مرشحون لرئاسة كل دولة من تلك الدول على حدة، قبل تحديد هوية الفائز بالمحصلة النهائية وهو كل أمريكا ..
هذا المقال كتبته وجمعت مادته من هنا وهناك فقط لإلقاء الضوء على هذا المجمع الانتخابي حديث الساعة في أمريكا والعالم ..

تسلم استاذنا الفاضل عبد الله عسكري الشمراني على المعلومات
مقال جد مفيد
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك
بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

مقال رائع ومفيد
دام لنا قلمك المميز
ونحن دوما نترقب المزيد من مواضيعك الراقية
شكري وتقديري لكم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمرانية الروح

تسلم استاذنا الفاضل عبد الله عسكري الشمراني على المعلومات
مقال جد مفيد
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك
بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

حفظك الله سيدتي الكريمة , وشكرا لك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى بلاد شمران

مقال رائع ومفيد
دام لنا قلمك المميز
ونحن دوما نترقب المزيد من مواضيعك الراقية
شكري وتقديري لكم

شكرا لك يا فتى , وممنون لكرم المرور ..

بارك الله فيك استاذنا القدير عبد الله عسكري الشمراني
معلومات بصراحة اول مرة اسمع بها فشكرا لك
إستمر ولك التوفيق بـإذن الله
تقديري وإحترامي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الياسمين

بارك الله فيك استاذنا القدير عبد الله عسكري الشمراني
معلومات بصراحة اول مرة اسمع بها فشكرا لك
إستمر ولك التوفيق بـإذن الله
تقديري وإحترامي

شكرا لك سيدة شذى , تقبلي تقديري واحترامي ..

اشكرك استاذنا على الطرح المفيد , رائع فعلا

وبصراحة الانتخابات عندهم لها نظام مدروس جيدا ودقيق

فهذا الشعب يحترم عمله وغالبا تكون هناك شفافية من مراقبيهم عند الاقتراع
اشكرك على هذا المقال وعلى تحليلك العميق وعلى اعطائنا نظرة وغاية من هذه الاحداث
فافكارك جميلة ولك كفائة عالية في الشرح

تسلم يداك ولك كل التقدير والاحترام

الدكتور الفاضل عبد الله عسكري الشمراني

شكرآ جزيلا على المقال الرائع و المميز

واصل تالقك معنا في المنتدى

بارك الله فيك ...

الاستاذ الفاضل عبد الله
شكرا على المقال والمعلومات المفيدة
جزاكم الله خيرا
تقديري لشخصكم الكريم