الإمارات وإسرائيل ..

الإمارات دولة مستقلة وذات سيادة ومن حق أي دولة ذات سيادة أن تقيم علاقات طبيعية مكتملة الأركان أو في جزء معيّن من العلاقات البينية كأن تقيم علاقات اقتصادية أو رياضية أو ثقافية دون ارتباط دبلوماسي يتمثل في تبادل السفارات والسفراء ، وهذا الأمر حصل بين اسرائيل وكل من قطر وعُمان والامارات ( قبل الاجراء الأخير ) وموريتانيا والمغرب والبحرين ، وفي مصر والأردن تم التطبيع الدبلوماسي الكامل وانشاء السفارات وتبادل السفراء ، بمعنى أن الخطوة الاماراتية ليست بدعة حدثت فجأة بل هي خطوة تطويرية لما كان قبلها في ذات المسار , وليس من حق احد ان يرفض خطوة الإمارات الأخيرة بالتطبيع الكامل مع عدو الأمة العربية التقليدي , الكيان الصهيوني , رغم ان هذا سبب وبدون شك شرخا في الإجماع العربي من هذه القضية وشكل ضربة في الصميم للقضية الفلسطينية التي يجمع عليها العرب وكل العالم الحر , لأن الأمر وبكل بساطة يتعلق بدولة تحتل ارضا ليست ارضها , ولكن الإمارات كنظام سياسي حقيقة لا تهمها القضية الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني في هذه الفترة بالذات ..
التقارب العربي مع الدولة العبرية حقيقة بدأ منذ كامب ديفيد , ولكن وتيرته ازدادت مؤخرا وبالذات بعد توقيع الإتفاق النووي مع ايران , ثم اصبح مطلبا ملحا بعد وصول ترمب الى الرئاسة ودفاعه المستميت عن اسرائيل وإعتبار من يعاديها عدوا لأمريكا , بمعنى ان الجميع يعلم ان كل الأنظمة العربية تقريبا لهم علاقات بطريقة او بأخرى مع اسرائيل وان الإمارات لها مثل هذه العلاقات مع اسرائيل منذ الثورات العربية عام 2011 م , وهي لا تعدو كونها حاليا الدولة الوحيدة التي علقت الجرس ..!
الشيء الغريب في نظري في اعلان العلاقات هو أن الإمارات، لا حدود مشتركة لها مع اسرائيل ولا تقارب جغرافي ولا تاريخ مشترك ولا أصول عرقية مشتركة ولا حروب بينهما تستدعي السلام كما يقال , ولهذا لا يوجد مبرر جيد لهذه الخطوة ..
وما اراه شخصيا ( كوجهة نظر ) ان هذه الخطوة تمت وبهذه السرعة من اجل تعزيز فرص الرئيس الأمريكي , الراعي الرسمي لهذا الإتفاق في جولة الإنتخابات القادمة والتي تشير استطلاعات الرأي الى تدني شعبيته وصعوبة فوزه واعطاءه نوعا من شعور النصر بتحقيق انجاز ما لعل وعسى يشفع له لدى الناخب الأمريكي الذي حقيقة لا تهمه السياسة الخارجية في شيء ولا يعلم عنها اصلا اي شيء ..
واعتقد ان خطوة الإمارات اذا تبعتها خطوات مماثلة من بعض الدول العربية فسوف تكون نتيجتها فوز محقق للرئيس الأمريكي بولاية ثانية ..
كما انها ربما تحقق نفس الشيء لنتنياهو الذي يترنح تحت وطأة الفساد والمحاكمات التي تلاحقه ليلا ونهارا ..
اما الإمارات , فلا اجد لها مصلحة جيدة من هذا التقارب الذي سوف يبعدها عن محيطها الشعبي العربي ..