رئيس تحرير قريتنا !!

أنا متأكد أن صحيفة الديلي ميرور البريطانية لم تكن تعلم عنه والا لأصبح نائباً لرئيس تحريرها أو على الأقل مراسلاً لها في قريتنا ..إنه رئيس تحرير قريتنا .
فإذا أردت أخبار القرية كاملة فستجدها عنده بكل تأكيد ولكن لاتتعجل بالذهاب إليه فهو سأيتيك حتماً لإيمانه التام بخدمة التوصيل المجاني وضرورة أن يصل الخبر الى المتلقي في اسرع وقت ممكن !!
ولا تتفاجأ كثيرا ً إذا داهمك رئيس تحريرنا في الثلث الأخير من الليل وخصوصاً اذا كان لديه خبراً مثيراً فإنه من الاستحالة بمكان أن يتكتم على هذا الخبر لديه حتى الصباح فهو يعتقد أن هذا مناف لميثاق الشرف الإعلامي والذي يدعو الى ضرورة إطلاع القاريء على الحقيقة كاملة .
ولكي تعرف أنه صحفي متمرس ورئيس تحرير جدير بالثقة فعليك أن تعرف أنه لاينشر الأخبار المثيرة كما سمعها بل إنه يعيد صياغتها بما يتماشى مع منهجه في التفريق بين الأصحاب وبث الفرقة والشحناء بين الأصدقاء .
لقد كان رئيس تحريرنا مثير إلى حد الشفقة ومدهش الى حد الاشمئزاز ولا يداخلك العجب إذا قلت لك بأنه قد يكون هو أول من أخترع المانشيت المثير كعنوان للصحيفة فهو لن يعطيك سوى عنوان الخبر رغبة منه في شد الانتباه وإمعاناً في زيادة الإثارة ولكي تسمع التفاصيل فعليك أن تستضيفه لساعتين او ثلاث قد تطول وقد تقصر حسب تفرعات الخبر ومدى حاجتك لمعرفة المزيد !!
يحدث أحياناً أن لايكون هناك أخباراً جديدة فتفرح القرية بأن رئيس التحرير لن يطرق الأبواب لهذا اليوم ولكنهم ربما لايعرفوا أن هناك مصطلحاً إعلاميا يقول أن الصحفي الناجح هو من يبحث عن الخبر وليس الخبر هو من يبحث عنه وهو مايطبقه صاحبنا بالحرف الواحد في قريتنا الصغيرة فيصول ويجول في القرية حتى يحصل على مايريد من أخبار !!
وعندما يحدث خصومات بين أهل القرية – وماأكثرها – فإنه يكون أكثر الفرحين بها ربما لأنها تمثل عنده منجماً ثرياً للحصول على الأخبار وبيئة خصبة لرسم أسس الحرب الإعلامية بين الطرفين كيف لا وهو خير من يتقن هذا الفن الإعلامي بكل جداره !!
قد تقولون عنه أنه نمام أو أنه فتان ولكنه كان يمثل بدوره هذا حقبة زمنية مرّ بها الإعلام العربي فيما مضى وإن كنا نتمنى أنه قد تجاوزها الى الأفضل .
سؤال الى كل قاريء ...ألم تصادفوا في حياتكم رئيس تحرير كرئيس تحرير قريتنا ؟!!
شكراً لتفضلكم بالمرور ...ودمتم !!