الإمبراطور /كوفيد التاسع عشر ..

هناك مثل دارج في الكويت لعل فيه شيئا من الصحة حاليا , يقول : الله ما يطق بعصا ..!
من كان يتخيل مجرد تخيل ان االعالم سيستيقظ ذات يوم على وقع هجوم من فيروس لا تراه العين المجردة , بحيث لا يكون احد في العالم في مأمن منه , ولم تنفعهم أموالهم ولا أدويتهم ولا أسلحتهم الحديثة ..
الأمر يبدو كما لو أنه سيناريو لفيلم رعب ينتهي بعد ساعة او ساعتين فلم يحدث ..!
فدعونا ننظر للأمر من جانب اخر , فاؤلئك الذين اشعلوا الحروب في العالم ومن لزم الصمت حيال ما حدث ويحدث في ارجاء مختلفة بدأ من فلسطين وانتهاء ببورما مرورا بعديد الدول بينهما أغلقوا أبوابهم اليوم على أنفسهم خشية ان يصيبهم بعض ما اصابوا به غيرهم من مرض وجوع وخوف ..
هؤلاء هم من أشعلوا النار في أنحاء من العالم ، وجلسوا في عليائهم يتفرجون من بعيد على كل هذه المأسي التي تسببوا فيها , لكنهم لم يفكروا بالآباء والأمهات الذين كان أطفالهم تحت القصف وفي جوع وخوف دون ادنى معنى من معاني الإنسانية , وابسطها هو إيقاف هذه الحروب العبثية الى الأبد ..
من يقترب قليلا ربما يجد ان هذا الفيروس ، الذي اجتاح العالم، كان أكثر إنصافًا وعدلًا منهم فقد ابتعد عن الأطفال قدر الإمكان , كما انه كما يبدو ايضا كان رحيما بالمستضعفين والمحاصرين فلم يضرب العديد من الدول المستضعفة , ربما لحكمة لا نعلمها , الله يعلمها ..
هذا العام 2020 م فعلا عام رهيب بالنسبة للإنسانية , جنادب , جراد , جفاف , حرائق غابات غير مسبوقة , زلازل , حروب .. الخ
لا نعلم ماذا سيحدث غدًا ..
لكن يبدو أن الفيروس سيكون له بالغ الأثر في العالم , سوف تنهار اقتصادات وسوف تفتقر دول ، وستعيش أمريكا وأوروبا على الأخص آلامًا رهيبة كتلك التي عانت منها في أربعينات القرن الرابع عشر ..
--------------
والمحصلة : لقد انفلت الإنسان من عقاله فأوغل في الدماء واشعل الحروب فأهلك الحرث والنسل دون تمييز , و لم يكتفِ بما أنعم الله عليه فأفسد كل شيء تقريبا ..
هو الإنسان الظلوم الجهول , الذي أرغم الناس على الجوع والفقر من خلال نظام اقتصادي بناه بنفسه
فبات ينتج الأمراض ليبيع الأدواء ، ويشعل الحروب ليبيع السلاح ، ويثير الأزمات ليبيع البضائع , وهكذا ..
اسأل الله جلت قدرته ان يحفظنا واياكم ويحفظ البلاد والعباد ويحفظ خلقه على ارضه ..