هكذا هي الأيام

بعد أيام سيرحل عامنا هذا
وقد رحل فيه آخرون
لقد رحل رجل كان يبني المجد
وآخر يبحث في هوى النفس
وكلاهما رحل
ورحل رجل بنى بعروسه
ولم يدخل بها
وآخر بدأ في بناء بيته ولم يسكنه
وثالث ينتظر وظيفته أو تخرجه
ورابع وخامس رحلوا وهم
غارقون في الأمنيات
لاهون في معترك الحياة
أغلبهم كانوا يأملون أن الحياة
أفسح من أحلامهم
وأكبر من أمنياتهم
ونسوا أنها أضيق على قوم
من ثقب أبره وأن الحياة
مليئة بكثير من المفاجآت
رحلوا ولا زالت أيديهم لم
تمتلئ من الدنيا بعد
لكنهم رحلوا ورحل من هؤلاء
من سطر كلمته وكتب اسمه
بحروف من ذهب
وأشهد التاريخ أنه مر في
ذاكرة الأيام وهذه آثاره
ورحل آخرون دون أن يعرفهم أحد
ولدوا صغارا وعاشوا صغارًا
ورحلوا حين رحلوا وهم صغارًا

ثمة سؤال يبعثه الوداع
كم هم الذين أهيل عليهم التراب
من أهلينا وأصدقائنا وأحبابنا؟
أما لو سألت الأيام كم
حفظت لهم الأرض من آثار؟
وكم حفظت لهم المجالس
من أقوال؟ ثم ماذا؟
هاهم هناك في بيوت أخرى
ومعالم مختلفة ومآثر قديمة
ولم يبق من آثارهم إلا ذكرًا فقط
ولم تبقَ من معالمهم
إلا أجرًا أو وزرًا
وهكذا هي الأيام!

هكذا هي الايام.!
تمضي لتكون ذكريات
ونحن لم نكن سوى حروف
سطرتها الحياة
فاجعل سطورك ملونة
بأجمل الألوان