07-22-2021, 08:20 PM | #1 | ||
مشرف المنتدى الإسلامي
|
ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
ترى أعينهم تفيض من الدمع في سورة المائدة آية تفيد أن اليهود أشد عداوة للذين آمنوا، وأن النصارى العارفين للحق منهم أقرب مودة للمؤمنين، وأن أعينهم تفيض من الدمع إذا سمعوا كلام الله، يقول سبحانه: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} (المائدة:83) فما هو سبب نزول هذه الآية؟ أخرج النَّسَائي في "السنن الكبرى" عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع} الآية. هكذا جاء في سبب نزول هذه الآية الكريمة، واختار هذا جمهور المفسرين. قال البغوي: "الآية فيمن أسلم منهم من النصارى، مثل النجاشي وأصحابه" قال: "قال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عطاء: يريد النجاشي وأصحابه، قرأ عليهم جعفر بالحبشة {كهيعص} (مريم:1)، فما زالوا يبكون حتى فرغ جعفر من القراءة". وقال ابن عطية: "وذكر سعيد بن جبير، ومجاهد، وابن عباس أن هذه الآية نزلت بسبب وفد بعثه النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليروه، ويعرفوا حاله، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم القرآن، فبكوا، وآمنوا، ورجعوا إلى النجاشي فآمن". وقال في موضع آخر: "وقوله تعالى: {وإذا سمعوا} الضمير في {سمعوا} ظاهره العموم، ومعناه الخصوص، فيمن آمن من هؤلاء القادمين من أرض الحبشة؛ إذ هم عرفوا الحق، وقالوا: آمنا، وليس كل النصارى يفعل ذلك". وقال القرطبي: "وهذه الآية نزلت في النجاشي وأصحابه لما قَدِمَ عليهم المسلمون في الهجرة الأولى". وقال السعدي: "وهذه الآيات نزلت في النصارى الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كالنجاشي وغيره، ممن آمن منهم". وقال ابن عاشور: "إن المعني في هذه الآية ثمانية من نصارى الشام كانوا في بلاد الحبشة، وأتوا المدينة مع اثنين وستين راهباً من الحبشة مصاحبين للمسلمين الذين رجعوا من هجرتهم بالحبشة، وسمعوا القرآن، وأسلموا..." إلى أن قال: "فكانت الإشارة إليهم في هذه الآية؛ تذكيراً بفضلهم. وهي من آخر ما نزل، ولم يُعْرَف قوم معيَّنون من النصارى أسلموا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولعل الله أعلم رسوله بفريق من النصارى آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، ولم يتمكنوا من لقائه..." إلى أن قال: "ولعل هؤلاء كان منهم من هو بأرض الحبشة أو باليمن، ولا شك أن النجاشي أصحمة منهم". وقد ذهب الطبري إلى عدم تعيين هؤلاء، فقال بعد أن ذكر أقوالاً في المراد بهم: "والصواب في ذلك من القول عندي: أن الله تعالى وصف صفة قوم، قالوا: إنا نصارى، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يجدهم أقرب الناس وِدَاداً لأهل الإيمان بالله ورسوله، ولم يُسمِّ لنا أسماءهم، وقد يجوز أن يكون أُرِيد بذلك أصحاب النجاشي، ويجوز أن يكون أُرِيد به قوم كانوا على شريعة عيسى، فأدركهم الإسلام فأسلموا لما سمعوا القرآن، وعرفوا أنه الحق، ولم يستكبروا عنه" انتهى كلام الطبري. والصواب أن يقال: إن أُريد بقوله: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه أنها تقص قصصهم، وتتحدث عنهم، فهذا صحيح، ولهذا روى ابن إسحاق عن أم سلمة رضي الله عنها في قصة الهجرة، قالت: فقرأ -أي جعفر- عليه صدراً من {كهيعص} (مريم:1) قالت: فبكى والله النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم. وإن أريد بالنزول هنا ما اصطلح عليه العلماء، فليس هذا بصحيح؛ ولهذا قال ابن كثير: "قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: نزلت هذه الآيات في النجاشي وأصحابه حين تلا عليهم جعفر بن أبي طالب القرآن، بكوا حتى أخضلوا لحاهم، وهذا القول فيه نظر؛ لأن هذه الآية مدنية، وقصة جعفر مع النجاشي قبل الهجرة". وما ذكره ابن كثير صحيح؛ فإنه لا يُعهد في القرآن أن يتأخر النزول عن السبب على هذا النحو؛ ولا سيما إذا عرفنا أن المائدة من آخر سور القرآن نزولاً. وقد يقال: إن نزولها كان بسبب وفد بعثه النجاشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسمعوا كلامه، ويروا صفاته، فلما رأوه، وقرأ عليهم القرآن أسلموا، وبكوا وخشعوا ثم رجعوا إلى النجاشي فأخبروه، وهو المروي عن سعيد بن جبير. وحاصل القول: أن قصة النجاشي وبكاءه ليست سبباً لنزول الآية؛ لما بينهما من الزمن الطويل والأمد البعيد. وقد روى الطبراني في "المعجم الكبير" عن سلمان؛ قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صنعتُ طعاماً، فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما هذا يا سلمان؟) قلت: صدقة، فقال لأصحابهكلوا) ولم يأكل، ثم إني رجعت حتى جمعت طعاماً، فأتيته به، فقال: (ما هذا يا سلمان؟) قلت: هدية، فضرب بيده فأكل، وقال لأصحابه: (كلوا) قلت: يا رسول الله! أخبرني عن النصارى؟ قال: (لا خير فيهم، ولا فيمن أحبهم)، فقمت وأنا مثقل؛ فأنزل الله عز وجل: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا} (المائدة:82) حتى بلغ: {تفيض من الدمع}؛ فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا سلمان! إن أصحابك هؤلاء الذين ذكر الله) والحديث صحيح كما ذكر أهل العلم. منقووول
التعديل الأخير تم بواسطة ابو طلال* ; 07-22-2021 الساعة 08:30 PM. |
||
07-22-2021, 08:48 PM | #2 | ||
مشرف
|
رد: ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
شكرا على المشاركة المميزة
جزاك الله خيرا تحياتي لك
|
||
07-22-2021, 09:20 PM | #3 | ||
مشرفة قسم الرياضة والرياضيين
|
رد: ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
بارك الله فيك على الموضوع ابو طلال
اختيارك جميل تقبل ودى وإحترامى
|
||
07-23-2021, 03:47 PM | #4 | ||
مراقب عام وأداري للمنتديات
|
رد: ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
شكرا على الموضوع الرائع والمتابعة جزاك الله خيرا لك مني خالص التحيه والتقدير
|
||
07-23-2021, 09:55 PM | #5 | ||
مشرف قسم / الرياضه والرياضيين
|
رد: ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
شكرا على المشاركة
سلمت يمناك ولا عدمناك.. دمت برضى الله وفضله
|
||
07-24-2021, 02:07 AM | #6 | ||
عضو شرف
|
رد: ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
شكرا على الطرح المفيد جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ننتظر إبداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
|
||
07-24-2021, 01:01 PM | #7 | ||
مشرف المنتدى الإسلامي
|
رد: ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
بارك الله فيكم جميعا
لاعدمناكم
|
||
07-27-2021, 01:38 PM | #8 | ||
مراقب عام
|
رد: ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
موضوع رائعه شكرا لك وكلي أحتراام وتقديـــــــر لشخصك الســاامي
|
||
07-28-2021, 07:50 PM | #9 | ||
مشرف المنتدى الإسلامي
|
رد: ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
شكرا على الزياره جزاك الله خيرا
|
||
07-28-2021, 09:09 PM | #10 | ||
مشرفه عامه
|
رد: ترى أعينهم تفيض من الدمع 🍃🌿
شكر على الطرح المفيد دام لنا عطائكم المميز والجميل تحياتي الوردية ... لكـ خالص احترامي
|
||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
يا مَن يُسَرُّ بِنَفسِهِ وَشَبابِهِ🌿🍃 | ريهام خالد | المنقولات الأدبية | 9 | 05-16-2021 12:55 PM |
أحكام الزكاة، كيفية إخراجها و في من تجب🌿🍃 | ابو طلال* | المنتدي الاسلامي | 9 | 05-07-2021 12:09 AM |
وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو 🌿🍃 | ابو طلال* | منتدى نصره الرسول (صلى الله عليه وسلم ) | 11 | 03-22-2021 12:58 AM |
على بارق سر ينا 🌿🌾🍃 | فاطمه القرني | ديوان الشاعرة فاطمه القرني | 9 | 03-21-2021 12:21 AM |
(بعض الجمال في شَد وبعض الجمال منسمه) 🌿🍃🌿 | أبو شريح الشمراني | مقالات الكاتب حوفان بن عبدالله | 7 | 08-20-2020 07:37 PM |