عبد الله المحيميد: أصنع الأبواب النجدية بزخارفها التراثية منذ 30 عام🍀

03-01-2024, 01:16 AM

عبد الله المحيميد: أصنع الأبواب النجدية بزخارفها التراثية منذ 30 عام
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المحيمد صانع الأبواب النجدية

العربية.نت - نادية الفواز
نشر في: 29 فبراير ,2024

يتجلى الإبداع النجدي، في فن تزيين وزخرفة الأبواب والنوافذ، هذا الفن الرائع له سمات وخصائص ونسب تميز الفكر الإنساني الشعبي السعودي، وتأتي كحرف جمالية لها أدائها الدقيق وإرثها الزخرفي، والذي حرص الفنان عبدالله المحيميد على تعلمها ذاتياً.

تلك الأبواب التي عُرفت بنقوشها المميزة، وألوانها العريقة، التي جذبته لتعلم حرفة صناعة الأبواب النجدية قبل أكثر ظ£ظ* سنة، متأثراً بأشهر صانعي الأبواب القدماء، وهما علي النقيدان وسليمان المزيني، واللذان تركا خلفهما إرثاً كبيراً عن مبادئ النجارة وطريقة عملهم اليدوي في الزخرفة النجدية على الأبواب، والتي تميزت بالبساطة والإبداع والتلقائية، والبعد عن التعقيد والافتعال، والاعتماد على البيئة المحلية في نوعية الخامات والأولوان، وأشكال الرسومات والخطوط.

المحيميد يعتبر مستشارا للأبواب النجدية بهيئة تطوير الدرعية، ومدرباً للنقوش النجدية والزخرفة على الأبواب، وصاحب متحف "روح نجد" الذي يضم العديد من الأبواب الأصيلة والنقوش الجبسية التي جمعها في منطقة نجد.

صناعة الأبواب النجدية

جمالها الجذاب

وفي حديثه لـ"العربية.نت" قال: أهم ما يميز أعمالي هي طريقتي في صنع الباب النجدي، والتي لا تختلف عن عمل النجارين القدامى، الذين كانوا يستخدمون العدة اليدوية مثل القدوم والمنشار والأزاميل والعواكير والفرجار، بعيداً عن الآلات الحديثة، ‏كما أقوم باستخدام الألوان الطبيعية المخلوطة بالصمغ العربي في زخرفة الأبواب، والمعروفة برونقها وجمالها الجذاب، ويتم من خلال ذلك إضافة النكهة التراثية في طريقة عمل الباب ببساطة ومهارة الأولين في صناعتهم في تلك الحقبة.

الزخارف النجدية

ويسرد المحيميد معلومات حول التصاميم في الزخارف النجدية والتي تضم التصميم المربع والدوائر وأنصاف الدوائر، والخطوط الطولية والعرضية، لكون أعمال الأولين هي المرجعية الرسمية التي يتم الاعتماد عليها.
كما أضاف: أقوم ببعض العناصر الزخرفية للعمل مع الحفاظ على الهوية الرسمية لهذه الأبواب، والتي تتميز كونها مريحة للنظر من ناحية الألوان الطبيعية، ومختلفة عن الأبواب الحديثة المقلدة، والتي تعمل بنقوش خفيفة، وألوان زيتيه صارخة.
وأوضح أنه يحرص على تقديم العمل بدقة متناهية في تركيب وعمل الشرائح الغير متساوية، وهي أهم مزايا جماليات الباب القديم، وذكر أن الزخرفة في الأبواب، والنوافذ في البيوت النجدية تعتمد على الزخرفة الهندسية والنباتية بشكل كبير، مثل المثلث والدائرة، والمربع والخطوط المتقاطعة، ومحاكاة الورود والأوراق وسعف النخل، وعناقيد العنب، وبعضها يكون متوارثاً من الآباء والأجداد.
وأبان في حديثه: الزخارف مائلة إلى التجرد واختصار بعض التفاصيل، وتمتزج بفكر وإبداع الفنان الشعبي من جهة وتخضع لإمكانات الخامة، والأدوات المستخدمة والمستمدة من البيئة، وقد استطاع الفنان الشعبي أن يوظف الزخارف بكتابات لها بعدها التاريخي، واعتمدت الزخارف على الخطوط والتشكيلات الهندسية في لوحات جمالية لها دلالاتها الشكلية، وإشارة حية لتفاصيل المكان في منطقة نجد التي زخرت بإبداع من نوع خاص.

ما وراء الباب

وعن مشاركته في معرض "ما وراء الباب" يقول: أن هذا الحدث يعتبر حدثاً فريد من نوعه، حيث تم عرض أبوابنا القديمة بطريقة عرض نفتخر بها، وتم عرض كل باب علي حدة داخل دولاب زجاجي.. وهذا المعرض اعتبره عالمي من ناحية الكم ومن ناحية المكان، وقد لقي المعرض إقبالاً كبيراً من الزوار والمثقفين وأهل التراث، ونال إعجاب الزائرين، وهو يستحق الإشادة بجهود هيئة تطوير بوابة الدرعية، وجميع العاملين المشاركين لإنجاح هذا المعرض.
يذكر أن الأبواب النجدية تصنع من خشب الأثل لقوته، ومقاومته للظروف المناخية، وفي المدن والبلدان النجدية يقومون بزخرفتها وتلوينها ويكون لها (مجرى) لفتحها، وإقفالها وعادة ما يكون من (الداخل) ومن يريد فتح الباب يدخل يده من (الكوّه) ويفتحه، والكوّه عبارة عن فتحة صغيرة بجانب الباب تكفي لدخول اليد.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة