أهذا زمان القصعة ياترى ؟!!

(توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها ) بهذه الكلمات السامية الكاشفة لحجب الغيب يخاطب رسولنا العظيم أصحابه وهو متحلقون حوله كأن على رؤوسهم الطير مهابة وإجلالاً.
قتلى هنا وهناك , حصار واضطهاد , نفي وتشريد, يقتل الناس بالمئات وكأنهم خلقوا ليقتلوا , تنتهك الحرمات والأعراض في كل ساعة وحين فلا منظمات تشجب ولا هيئات تدين هذا هو حال امتنا الإسلامية اليوم إلا من رحم الله.
لقد أصبح الدم الإسلامي رخيصاً جداً بل إنه قد يصل الى درجة المجانية , بينما نرى الأمر على العكس من ذلك في الأمم الأخرى فعندما يعتقل أحدهم تقوم دنياهم ولاتقعد فما بالك لو قتل !!
قرأت ذات مرة نكتة ساخرة قيلت على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش ورغم أنها ليست حقيقية ولكنها ربما تصور واقع الحال الذي نعيشه اليوم حيث تقول النكتة أن جورج بوش قال لأحد مساعديه سنقتل اليوم عشرون عراقياً وطبيب أسنان واحد فسأله مساعده ولماذا طبيب الأسنان ؟!!
قال أرأيت أنك لم تسأل عن العشرين الأخريين وسألت عن طبيب الأسنان وكذلك الناس فإنه لن يعنيهم مقتل العشرين بقدر ماسيلفت انتباههم مقتل ذلك الطبيب .
أترانا نعيش زمن تلك القصعة التي أخبرنا بها نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ؟!!
الذي يبدو من واقع الحال أن تلك النبوءة بدأت تظهر في زماننا فالأمة لاتشتكي القلة فهم كثير ولكنهم غثاء كغثاء السيل كما قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه الضعف الذي بدأ ينخر في جسد الأمة والخور الذي أخذ يتعمق في وجدانها وذلك عندما أصبحت الناقة المزيونة تحظى بالإهتمام والرعاية وينفق عليها الملايين في حين أن البعض لايزال ينبش القمامة ليجد كسرة خبز يابسة ليسد بها رمقه .
إن على الأمة الإسلامية أن تتعاون وأن تتكاتف لتصبح كالجسد الواحد الذي يشد بعضه بعضاً وعندما يتحقق ذلك فإنها ستنهض من جديد بعون الله وقوته .


غفر الله لنا ولوالدينا