منتديات قبائل شمران الرسمية


الخواطر والقصص والروايات يهتم بالخواطر والقصص والنثر التي من نزف الأعضاء

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 09-11-2022, 11:49 PM   #1
 
الصورة الرمزية محمد فهد الشمراني
 

محمد فهد الشمراني is on a distinguished road
Post قصة..عفو أشد من الإنتقام

هذه قصة أعجبتني فأحببت أن يطلع عليها الاعضاء الكرام

وهي للأستاذ الكبير محمد الزيات .

على سطح منزل منعزل بمدينة الحيرة يقع عند مشارف الصحراء وقف إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك ينظر بعيداً ربما كان يرقب مطارديه أو يسري عن نفسه الحزينة بعد أن ضاق باختفائه في هذا المنزل الموحش وسئم التنكر عن عيون بني العباس .. كان يرسل الطرف تارة على المدينة بأبنيتها الحديثة وشوارعها الفسيحة وبساتينها اليانعة وأهلها الذين ينعمون بحياة الأمن والطمأنينة .. ثم تعود نظراته إلى الصحراء لتستقر عند ذلك البدوي الذي يرعى غنيمات له بالقرب من منزله فيحسده على ما يتمتع به من دعة وراحة بال إذ لا يعنيه من الحياة سوى بنيه وهذه الغنيمات .
أما هو فقد قدر عليه أن يعيش محنة بني أمية ويرى مصارع آبائه وملاحقة بني العباس لهم والقضاء عليهم أفراداً وجماعات وخفقان الأعلام السوداء فوق كل مكان وزهوة بانتصار بني العباس .. ليته لحق بآبائه فذلك خير من الحياة يترقب فيها الموت كل يوم ..
وبينما هو ينظر إلى المجهول مع أفكاره الحيرى هذه عبر مدينة الكوفة خيل إليه أنه شاهد أعلاماً سوداء قادمة إلى الحيرة فأنعم النظر وقد توقع شراً فتأكد لديه أن مارآه كان حقيقة وليس وهماً أو خيالاً .. وأدرك أنها حملة قد جردت لمطاردته والقبض عليه . من ارتاب فيه ووشى به ليظفر بالمكافأة الضخمة التي رصدت لمن يدل عليه حياً أو ميتاً.
وحدث نفسه : ليس هذا مهما الآن إنما الأهم أن يفكر وبسرعة للخروج من هذا الكمين .. عليه أن يهرب قبل أن تصل الحملة .. أيهرب إلى الكوفة ؟ لكن إلى أين ؟ هذا هو السؤال . وبعد تفكير لم يطل كثيراً هبط متنكراً متجهماً نحو الكوفة ذاتها فقد رأى أنها أفضل مكان يمكن أن يختفي فيه حيث يمكنه أن يختبئ في دار صديقه خالد بن الفضل الذي تربطه به صداقة قديمة . وسلك طريقاً غير مألوه متحاشياً طريق الحملة , ولم يصل حتى تبين له أنه كان مخطئاً في إختياره الكوفة إذ ما كاد يدق باب صديقه حتى فتح غلام عابس الوجه , فسأله إن كان سيده في الدار ؟ فأجابه الغلام في جفاء قل لي من أنت أولاً ؟
أنا سألتك هل سيدك بالدار أم لا ؟ على أي حال قل له صديقك الذي اشترى منك الجواد عقاب , فتركه الغلام وانصرف إلى الداخل ثم عاد بعد لحظات ليقول له : إن سيدي قد سافر منذ أيام ولا ندري وجهته ثم أغلق الباب في وجهه . فانصرف متخاذلاً يحدث نفسه : هل أنت أنكرت نفسك ما أسرع ما نسيت حمايتي لك وسعيي لك عند الخليفة لإطلاق سراحك وعودة أموالك إليك بعد أن بعته لجيوشه خيولاً معيبة جاهدت في اخفاء عيوبها فكادت تكون كارثة على فرسانها . وكم كنت مستحقاً لضرب عنقك لولا تدخلي .
ولم يزل سائراً في المدينة حذراً يخشى الاقتراب من الناس حتى وصل إلى المسجد الكبير فأدى الصلاة وإذا برجلين يتهامسان وهما ينظران نحوه فتظاهر بعدم الاكتراث وواصل سيره على غير هدى . والناس والأطفال يحدقون فيه شأنهم مع كل غريب . لكن الأمر لم يطل كثيراً إذ فجأة سمع صياح الأطفال ووقع جياد فأدرك أن الرجلين قد ارتابا فيه . وأبلغا الشرطة طمعاً في المكافأة وهما هم الشرطة يتعقبونه وغاص قلبه بين أضلعه .. لقد دخل المصيدة برجليه...
ودفعته الغريزة حب الحياة إلى ضرورة الإسراع بالفرار يسابق الريح عدواً من زقاق إلى زقاق والشرطة والصبية يلاحقونه . لكنه كان كما أصابه مس من الجان فلم يزل يعدو حتى استقر في زقاق غير نافذ فوق حائراً إنه لا يمكنه العودة إلى الخلف كما لا يمكنه التقدم إلى الأمام لقد دخل في المصيدة ثانية برجليه ...
وبينما هو يتلفت حوله بحثاً عن مخرج ...



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
محمد فهد الشمراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية