ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

داء الجسوم يبين في الأحداق


داءُ الجسومِ يبينُ في الأحداقِ


ويبينُ داءُ النفس في الأخلاقِ
كالجِذرِ ذاكرةُ النباتِ وإن يكنْ


داءٌ بهِ ستراهُ في الأوراقِ
والنفسُ تألفُ في النفوس نظيرَها


أعنِي نظيرَ الفكرِ لا الأعراقِ
فإذا تآلفتِ النفوسُ تخالها


متعانقاتٍ دونَ أيِّ عناقِ
والدينُ أخلاقٌ فعاشرنا بها


في البيتِ والمحرابِ والأسواقِ

عبده فايز الزبيدي

حيلة صقر


سكوتي لم يكن جبنا وضعفا


وكان الصمت للأسرار كهفا
وقد أغراك حلمي في هجائي


وقد جدعت بالأشعار أنفا
كعصفور رأى صقرا بجوٍّ


يحلق في الفضاء يرفُّ رفّا
تظاهر فارسُ الأجواء مكرا


وأظهر منه للعصفور ضعفا
فراح الصقر يغري بابتعاد


وكم من ماكر للمكر أخفى
فأقنع نفسه المسكين جهلا


بأن الصقر يهرب منه خوفا
فعاد عليه صقر الجو ضربا


بنصل مخالب أودته حتفا
فأعطى نصفه أفراخَ عُشٍّ


وأودعَ جوفه من ذاك نصفا

عبده فايز الزبيدي

عزة نفس ورد


انظر إلى الورد في صمت وفي ألق


يعلم الناس أصحاباً وأعداءَ
فالورد يظمأ مثل الناس إن ظمئت


لكنه أبدا لا يطلبُ الماءَ
فعزة النفس في ورد ستمنعه


أن يسأل الماء تصريحا وإيماءَ

عبده فايز الزبيدي

إذا تخاصم موجُ البحر والريح


حالُ الصغار ببيتٍ كان والدهم


حادَّ اللسَانِ ورَدُّ الأُمِّ تَجًرِيْحُ
مثلُ المراكبِ في بحرٍ على خطرٍ


إذا تخاصمَ موجُ البحر والريحُ

عبده فايز الزبيدي

كالنهر يملؤه المطر


العين يملؤها النظرْ


والأذن يملؤها السمرْ
والنفس يملؤها التفا


ؤل ثم تُملأُ بالحذر
وأرى الحياة كصورةٍ


ملُئت وجوها أو قدرْ
وتسير سير سحابةٍ


عجلى وليس لها مقرْ
فتعال مثل الغيث من


كل الجهات إذا انهمرْ
فالحب يملأُ أنفساً


كالنهر يملؤه المطرْ

عبده فايز الزبيدي

فاربَّما وضَعَ القبيلةَ واحدُ


كن للقبيلة زائدا لا ناقصا


مجدا إلى مجد وذكرُكَ خالدُ
فلربَّما وضعَ القبيلةَ واحدٌ


ولربَّما رفعَ القبيلة واحدُ

عبده فايز الزبيدي

كالطفل يعشق أمه


شبَّهْت ُنفسيَ في ودادِ رَشِيْقَةٍ


أسعى بجدٍّ نحوها وإليها
كالطفلِ يعشقُ أمَّهُ ببراءةٍ


ويغارُ حتّى مِن أبيهِ عليها

عبده فايز الزبيدي

رواية غربية


الحبُّ مثل روايةٍ غربِيَّة ٍ


وأنا وأنتِ بِصفحَة العُنوانِ
أتهجَّأ الأشْواقَ فوقَ سُطورِها


وحُروفُهَا جاءتْ خِلافَ لسَانِ

عبده فايز الزبيدي

بعضُ الأحبة كالزمان وكالمكان


بعض ُالأحبَّةِ كالزمانِ وكالمكانِ


وإن هربتَ فأنتَ فيهم هاربُ
فتعالَ يا هذا نعيدُ غرامَنا


حتَّى البُعادِ لنا يقول: تقاربوا!

عبده فايز الزبيدي

موشح تام : (عمودي(الكامل) + هايكو(الرمل))


باب يرد بوجهنا لن أطرقه


والنفس رغم الصد فيك معلقة
يا شبيه الوردْد كم،

طال الجفا فدعي الهجر حبيبي

واقبليني يا هوى

فرع وخد والسوالف مغدقة


سبحان من جمَع الغروب ومشرقه
مثل نور الشمس في

وجه الدنا فاستنار الليل

يا بدراً تجلى

يا غنة أذكت بنفسي شقشقة


كم شاعر بالسحر سحرُك أنطقه
صنع الصمت علينا خندقا

وحياء فيه زاد الصمت

صمتا لا تسلني

كالنهر حسنك قد شهدنا رونقه


ورأيت في خز الثياب تدفقه
إن شوق الحب نار ٌ

بالحشا،كم ينادي الصبْبُ

لُطْفَاً لا تدعني

قد كان قلبي غافلا من أقلقه؟


ناداه حسنك ثم خان وأغرقه

عبده فايز الزبيدي