هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏قال الطبيبُ وقد تأمّلَ بُرهَةً
هذا الهوى حتْمًا ولي برهانُ

مُتلازماتُ العِشْقِ هُنّ ثلاثةٌ
السُّهْــدُ والتّنهيـدُ والخفَقَانُ!

‏حجّي إلى عينيك لحظةَ أُحرمُ
وإذا ظمئتُ فإنّ ريقَكَ زمزمُ

يا ثالثَ الحرمين حمّلني الجوى
وصبابتي والشوق ما لا تعلمُ

الحبَّ علمني بأنَّ مشاعري
مهما أحاول فهمها لا تُفهمُ

وبأنّها في الصمتِ أبلغ حجّةً
وأقلُّ إقناعاً إذا أتكلمُ

من وقتها وأنا بصمتٍ مُطبقٍ
وإذا نطقتُ لمرّةٍ أتلعثمُ

‏شعبانُ أطلقَ للفؤادِ عِنانا
مُتَشوِّقًا حتى يرى رمضانا

ربَّاهُ أكرِمْنا بتوبةِ نادمٍ
حتى ننالَ الفضلَ والإحسانا

ونُصافِحَ النَّفَحاتِ في شهرِ العطا
ونرى السُّرورَ يحفُّنا ألوانا

وارفَعْ مقامًا في المعالي دائِمًا
حتى نُلاقي الفوزَ والرِّضوانا

أَقِلَّ اِشتِياقاً أَيُّها القَلبُ رُبَّما
رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ جازِيا

خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا
لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا

هيَ الروحُ من نفسي ولِلعيْنِ قُرَّةٌ
‏فداءٌ لها نفسي وعيني وحاجبي

‏فَإنْ يَكُ عنِّي وَجْهُهَا اليوم غائباً
‏فليْسَ فُؤادِي من هواها بِغَائبِ

إنّ الذي يشكو إليك مُصابهُ
‏وأتاك يبكي لاذَ تحتَ حماكَ

‏خُذه إليك وضمه فهو الذي
‏ما اختار من تلك الجموعِ سواك

والله إنّي ما سريتُ بظُلمةٍ
‏إلا رأيتك في نجُومِ سمائِي

‏والله ما هتفَ الفؤادُ مُناجِيًا
‏إلا واسمك جآء بين دعائِي

تأتينَ مثل المستحيل تفرّداً
‏ تتواضعين لهن، وأنتِ مُحالُ

‏ ما كان إلا أن تكون - أنوثتك
‏ شمسٌ وكلّ الأخريات ظلالُ

أَشكو إِلَيكِ الَّذي بي يا مُعَذِبَتي
‏ وَما أُقاسي وَما أَسطيعُ أَن أَصِفا

‏يا هَمَّ نَفسي وَيا سَمعي وَيا بَصَري
‏ حَتّى مَتى حُبُّكُم بِالقَلبِ قَد كَلِفا

شَكوتُ إليها حُبها فتبسَّمت
‏ولم أَرَ شمسا قبلها تتبسمُ

‏ولم أرَ شَمْسًا ثَغْرهَا مُتحمِّرًا
‏فصِرْتُ فتًى فِي حُسْنِها يَتَلعْثمُ