ارحمنا .. خذ إجازة!

أحيانا يستفزني خبر يقول: تكريم موظف أمضى خمس سنوات دون أن يأخذ إجازة يوماً واحداً!
هذا الموظف لا يجب تكريمه.. بل تجب معاقبته.. ولفت نظره والحسم عليه.. وإحالته إلى طبيب نفسي ليقوم بالكشف عليه!


خبر آخر أقرؤه بين حين وآخر يقول: تكريم معلم قطع إجازته المرضية من أجل طلابه!
هذا المعلم هو الآخر ينبغي معاقبته والحسم عليه ونقله لأبعد قرية في المنطقة عقابا له وردعا لأمثاله.
نحن لا نريد معلما مريضا يقوم بالتحامل على آلامه لتدريس الطلاب.. الوزارة قادرة على سد الحاجة حتى يشفى من إصابته أو مرضه.. يفترض أن يتمتع بإجازته المرضية ويحظى بفترة الراحة الموصى بها طبيا كي يعود بنشاط وصحة كاملة..



كذلك الموظف الذي أمضى خمس سنوات دون أن يحصل على إجازة يوم واحد.. من مصلحتنا نحن أن يأخذ هذا الموظف إجازة.. نريده أن يذهب إسبوعا .. شهرا.. بعيدا عن العمل.. ثم يعود إلينا بحماس متجدد ونشاط كبير.. نريد أن يتغير مزاجه.. يسافر .. يختلط بالناس.. يسمع يرى يشاهد يقرأ..



الإجازة حق نظامي لكل موظف.. ولم يتم وضعها عبثا في النظام.. بل تم إقرارها لفوائدها العظيمة على الموظف والمنشأة التي يعمل بها.. حتى الشارع الحكيم حثنا على الراحة:" إن لبدنك عايك حقاً.. فأعط كل ذي حق حقه".. يفترض أن يتمتع الموظف بإجازته حتى يتجدد نشاطه ويجد فرصة للانعتاق من الروتين اليومي القاتل.. يلعب يركض يقرأ ينام متى شاء يستيقظ متى شاء يسافر يخرج للبر للبحر.. يتواصل مع أقاربه مع أصدقائه.. يتفرغ لمشاريعه المتوقفة أيا كانت.. يمنح أسرته وقته كاملا.. ينفرد بنفسه.. وغير ذلك كثير لو أراد..


الخلاصة: يفترض أن تتصدى وزارة الخدمة المدنية بالتنسيق مع أجهزة الدولة الأخرى لهؤلاء الموظفين الذي يكبسون على أنفاسنا في مكاتبهم ويرفضون التمتع بالإجازات النظامية.. يفترض أن يصدر نظام يلزم كل موظف في الدولة بأن يتمتع بإجازته رغما عنه.. حتى لو قضاها على الرصيف!




صالح الشيحي

مشكور على الطرح