منتديات قبائل شمران الرسمية


الأسرة السعيدة والمجتمع أمومة,الاسرة وشئونها الاجتماعيه وأسرار الحياة الزوجيه

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 01-19-2024, 01:51 PM   #1
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
Arrow عقلاء الأسرة وصلة الرحم 🙏💙

عقلاء الأسرة وصلة الرحم

د. حميد الأحمدي
تاريخ النشر: 17 يناير 2024
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يلعب الشَّيطان دورًا أساسًا ومحوريًّا في الفتنة والتَّحريش بين النَّاس؛ لتحدث بسببه لعنة الله البغضاء والشحناء، ‏والكُره والحقد، وتقع القطيعة بين أفراد الأسرة، والجيران، وزملاء العمل، والاصدقاء، فتظهر النِّزاعات والخُصومات، فعن الصحابيِّ جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ‏يقول: (إِنَّ الشَّيطانَ قدْ أَيِسَ أنّْ يعبدَهُ المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ، ولكنَّ في التَّحريش بينهم). رواه مسلم.

‏وهذا ما نشاهده اليومَ من قطعٍ لصِلَةِ الرَّحم بين ذوي الرَّحم! فنشاهد الأخَ يقاطعً أخاهُ أو أختَهُ! وكذلك العمَّ ‏والعمَّة والخالَ والخالةَ! وغيرهم من الأقارب بجميع درجاتهم وبكلِّ أسفٍ.‏

ولخطورة قطعها، وأهميَّة وصلها، فقد نهانا ديننا الإسلاميُّ الحنيفُ عن قطيعة الرَّحم، وبيَّن عقوبة قاطع الرَّحم كما ‏قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ‏أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).‏

وورد النَّهيُ عن التَّقصير في صِلَةِ الرَّحم في السُّنَّة النبويَّة المطهَّرة، فعن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي اللهُ عنها- أنَّها قالت: قالَ ‏رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (الرَّحمُ مُعَلَّقةٌ بِالعَرْشِ تَقُولُ: مَن وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ) رواه البخاري ‏ومسلم.

بل إنَّ قاطع الرَّحم مهدَّدٌ بعدم دخول الجنَّة -غايتنا جميعًا- كما جاء في الحديث الذي رواه الصَّحابيُّ جُبَيْرِ بنِ ‏مُطْعِمٍ: أَنَّ رسولَ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قَالَ: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ) قَالَ سفيانُ في روايته: يَعْني: (قاطِع ‏رَحِم). متَّفقٌ عَلَيهِ.‏

فإذا حدثت الشَّحناء والبغضاء، ووقعت القطيعةُ بين الأرحام، فعلى عقلاء الأُسرة، المُسارعة بردمِ هذه الفجوة، ‏ورأب الصَّدع، بتدخُّل سريع، لا تترك الأوضاع تتراكم؛ ممَّا قد يسبِّب اتَّساع القطيعة؛ لتشمل بعض المقرَّبين من ‏الطَّرفين لتصبح أكثر من قطيعة!‏

ولكيلا يتَّسع البَينُ بينَ الأقاربِ؛ فعلى حكماءِ العائلة القيام بدورهم على أكمل وجه في إصلاح ذات البَينِ ‏وعدم الاكتفاء بمشاهدة المشهد دون حِراك، من خلال التَّعرُّف على الأسباب التي سبَّبت مشكلة القطيعة، ‏والعمل على حلِّها وفق طريقة حواريَّة مُنضبطة يتجلَّى فيها أدبُ الحوارِ.

والمعروف لدى الجميع أنَّ معظم المُشكلات الاجتماعيَّة التي تؤدِّي إلى قطيعة صِلَةِ الرَّحم غالبًا تكون أسبابُها ‏بسيطةً وتافهةً، والتي حينما تُوضع على طاولة الحوارِ ستتبخَّر؛ لكونها لا تعدُو مجرَّد كلامٍ أُسيء فهمُه، أو نميمة نقلَها واشٍ أو ‏واشيةٍ بدوافع غير نبيلةٍ! أو بعض المُنغِّصات من هنا وهناك، قد تذهب مع أوَّل جلسة حواريَّة، تعود بعدها ‏صِلَةُ الرَّحم مملوءةً بالمحبَّةِ والمودَّةِ والسَّعادةِ.‏ فالحوارُ هو بوابةُ المُتخاصِمين التي من خلالها تُحلُّ مشكلاتهم الاجتماعيَّة، وتعودُ أواصر صِلاتهم العائليَّة الأخويَّة ‏أقوى، يتنعَّمُون فيها بحياةٍ سعيدةٍ، صافيةِ النَّفسِ، خاليةِ البالِ، مليئةٍ بالسَّلامِ الداخليِّ الجميل.‏

وقد حثَّ دينُنَا الإسلاميُّ الحنيفُ على إصلاح ذات البَين، ورغَّب بها، يقول الله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ ‏نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ ‏أَجْرًا عَظِيمًا). ‏

وعن أبي الدَّرداء -رضي اللهُ عنه- أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: (أَلَا أُخْبِرَكُمْ بِأَفْضِل مِن درجةِ الصِّيامِ وَالصَّلاةِ والصَّدقةِ، قالُوا: بَلَى. ‏قال: صَلاحُ ذَات البَينِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البَين هِي الحَالِقةُ) وفي رواية: (لَا أقولُ تحلِقُ الشَّعرَ، وَلكنْ تحلِقً ‏الدِّينَ) رواه الترمذي.‏ وعلى أهل الحكمة من الوجهاء والكبار والعقلاء في العائلة، أو حتَّى القبيلة استشعار دورهم الكبير والهام في ‏إصلاح وتصحيح العلاقات الأُسريَّة، والعمل بكلِّ جهد وإخلاص لردم الفجوة، حتَّى ترجع المياهُ إلى مجاريها ‏الطبيعيَّة، وتعمَّ المحبَّةُ والمودَّةُ بين كافَّة أفراد الأُسرة، لنجني أسرةً مطمئنةً سعيدةً، تقوم على المحبَّةِ والمودَّةِ بقلوبٍ ‏صافيةٍ، وأفئدةٍ نقيَّةٍ لا تحمل سوى السَّلام والوِئام.‏

د. حميد الأحمدي




التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية