خبر عن الاسثمار السياحي

<H3 class=title>في مفاهيم خاطئة:
الاستثمار السياحي ليس مجمعاً من الدرجة الأولى

تذهب التقديرات إلى ان انفاق السائح السعودي في الخارج بلغ ستين مليار ريال سنوياً، وهذا لاشك مبلغ كبير، ولكن مع الاحداث الأخيرة في العالم فإن هذا الرقم سيتغير كثيراً، إذاً سيبحث السائح السعودي عن البديل اما في الدول العربية أو السياحة الداخلية، وهذه دعوة لرجال الاعمال السعوديين في سرعة الاستثمار في مجال السياحة الداخلية، وجذب هذه المليارات التي كان يصرفها السائح السعودي في الخارج والوطن ورجال الاعمال اولى بها ثم أولى.قد يكون وجهة نظر بعض رجال الاعمال الذين يستثمرون أموالهم في قطاعات اخرى ذات مردود مادي جيد وسريع ان الاستثمار في مجال السياحة الداخلية محدود وموسمي ولا تتناسب تكاليف الاستثمار مع المردود المادي على المدى القصير.ان الاستثمار في السياحة الداخلية يجب ان لا يكون بالضرورة ذا تكاليف مادية باهظة مثل اقامة فنادق الدرجة الاولى أو الشقق المفروشة الممتازة وانما باقامة منشآت سكنية على شكل فنادق صغيرة أو على شكل بيوت أو (شاليهات) خشبية أو خيام ولو حتى من سعف النخيل، كما هو في كثير من الدول السياحية الاخرى وماذا يمنع رجال الاعمال أو المستثمرين من الاتجاه لاقامة مثل هذا النوع من المدن السياحية بتكاليف أقل وبمردود مادي سريع، وهناك الكثير من الحلول للمشاكل التي تعترض الاستثمار السياحي بكل بساطة وخصوصاً ما يتفق مع العادات والتقاليد.ان انخفاض تكاليف اقامة المنشآت السياحية سيؤدي بالتأكيد إلى انخفاض الأسعار وهذا يؤدي بالتالي إلى ازدياد الاقبال على السياحة الداخلية وأيضاً ارتفاع نسبة اشغال الفنادق والمجمعات السكنية على مدار العام وبجانب ذلك فإن وسائل الترفيه مطلوبة، ولكن ليس بالضرورة أيضاً ان تكون على غرار الملاهي الترفيهية الضخمة التي تحتاج إلى اموال طائلة وانما يمكن استخدام البديل مثلا على الشواطئ يمكن استخدام السفن السياحية الصغيرة أو الشراعية والسباحة والصيد..وفي المجمعات الصحراوية يمكن استخدام الخيام أو البيوت المتنقلة ووسائل الترفيه والجمال والعربات التي تجرها الخيول والرماية والمسابقات المختلفة التي تعتمد على الطبيعة الصحراوية وخصوصاً في موسم الشتاء في مناطق نجد مثلا كأحد العوامل للجذب السياحي.وتلعب مكاتب السفر والسياحة دوراً كبيراً لا يقل كثيراً عن دور رجال الاعمال في انعاش وتشجيع السياحة الداخلية من خلال وضع السياسات والبرامج والخطط السياحة لزيارة الاماكن المقدسة والمناطق الاثرية والمناطق الساحلية والجبلية الباردة، والتعاون بين رجال الاعمال ومكاتب السفر والسياحة سوف يحقق نتائج ايجابية إذا ما أخذ بعين الاعتبار العناصر التالية: 1 وضع سياسة تخفيض أسعار الفنادق والشقق المفروشة والمجمعات السكنية عن طريق اشغال المجمعات السكنية على مدار العام بواسطة البرامج السياحية المستمرة والعمل على رفع كفاءة الخدمات السياحية وتحسينها. 2 التنسيق والتعاون مع الخطوط السعودية وشركة النقل الجماعي والسكة الحديدية وشركات الخطوط والنقل الخارجية لوضع برامج وخطط سياحية مخفضة في غير مواسم الاجازات للشباب للزيارة والسياحة لجذب وتشجيع السياحة الداخلية. 3 توفير وسائل التسلية والترفيه في الأماكن السياحية بما يتناسب مع كل منطقة أو مدينة مثل الملاعب الترفيهية ومسرحيات الأطفال، السفن السياحية بين المدن الساحلية، عروض لعادات وتقاليد المنطقة، المعارض، مهرجان التسوق. 4 توفير برامج مخصصة للعائلات بأسعار مخفضة من قبل الخطوط السريعة وشركة النقل الجماعي والسكة الحديدية والفنادق وأماكن التسلية والترفيه، وخصوصاً وان المجتمع السعودي مجتمع محافظ يفضل السياحة الداخلية أكثر بكثير من السياحة الخارجية إذا ما توفرت وتحسنت الخدمات السياحية. 5 وضع برامج زيارات وسياحة خاصة بالمقيمين بأسعار مخفضة في الايام العادية بالتعاون مع الشركات والمؤسسات وخصوصاً وان هناك اعداداً كبيرة من الوافدين العاملين في القطاع الخاص. 6 تقوم مكاتب السفر والسياحة بالتعاون مع شركات الخطوط الاجنبية في جذب السياح الاجانب بأسعار معقولة وبالتنسيق مع الفنادق وأماكن السياحة الاخرى، ومكاتب السفر والسياحة بالخارج. 7 توعية مكثفة عن طريق وسائل الاعلام المختلفة عن مميزات السياحة الداخلية وعرض مشاهد عن المناطق السياحية في البرامج التلفزيونية المختلفة وتخصيص برامج خاصة بالسياحة الداخلية.إن هذه العناصر مجتمعة إذا ما تضافرت الجهود بين المستثمرين في القطاع السياحي وبين مكاتب السفر والسياحة والخطوط السعودية وشركة النقل الجماعي ومؤسسات النقل البرية فلابد وان تكون لها نتائج ايجابية على المدى القصير ولعل أهمها: 1 ازدياد الدخل الوطني والذي يقدر بمليارات الريالات من القطاع السياحي سنوياً. 2 حركة تشغيل دائبة للفنادق والاماكن السياحية بصفة مستمرة طوال العام. 3 انتعاش المناطق السياحية وارتفاع مستوى المعيشة. 4 توظيف عدد كبير من الشباب السعودي في المجال السياحي. 5 اقامة معاهد ومراكز متخصصة للفنادق والسياحة في المناطق والمدن السياحية. 6 تشغيل خطوط جوية وبرية جديدة للمناطق السياحية مما يكون له أثر ايجابي على سكان بعض القرى والهجر. 7 هجرة داخلية من المدن والقرى للمناطق السياحية بحثاً عن فرص للعمل.ان ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من موقع مميز وسط العالم العربي والإسلامي ووجود الأماكن المقدسة واختلاف مناخ المملكة من منطقة إلى اخرى وتوفر المناطق الاثرية وانخفاض مستوى الأسعار وتوفر وتحسن الخدمات السياحية الداخلية سترتفع نسبة السياحة الداخلية عاماً بعد آخر مما يبشر بنتائج طيبة في القطاع السياحي وخصوصاً وان الهيئة العليا للسياحة لا تدخر جهداً في تقديم كل ما من شأنه الرقي بالسياحة الداخلية إلى مصاف الدول السياحية الاخرى.</H3>ثمار السياحي ليس مجمعاً من الدرجة الأولى