مجرد حكاية

قالت لي ونظراتها تخترق جسدي ، بل قصمت ظهري :
كيف أعيش وكل من حولي يستخفون بي
وأنا أبحث عن كسرة خبزاً في أكوام النفايات !!
كيف أعيش وفصولي كلها
ألم وكبد وحيف ،
وأنا أنتظر على الرصيف
من يعطيني لقمت رغيف !!
كيف أعيش والفقر كشّر عن أنيابه وزداني وهناً على وهنٍ !
وهنااااك من حولي من تسمع ضحكاتهم وهي تسلب عذريت كرامتي
وكأنها تريد أن أعيش هكذا ولسان حالهم تقول :
جاءت الفقيرة فأعطوها الفتات .
وأنا سيوف الغلبة تمزقني
وحوافر الذلة وطأت هامتي
حتى أفقتدتني
عنفواني
وعزتي
وحيلتي وبصيرتي !!
كيف أجمع فتات قوتي وكيف أرطب فمي وشفاتي !!
كيف أظهر قوتي أمام أبنائي فما حيلتي !!!
والفقر تمكن مني
فأصبح كالوحش الجسور ،
جعلني بقايا للنسور ،
وأنا في العراء
ليس لي بيت وسور !!!
قلت لها :
ليس لنا إلاّ طرق باب السماء
أن يجزل لنا العطاء ،
وبينما أنا كذلك تحشرجت خواطري وكأنها تقول :
ياحكاية ... متى النهاية !!
صاح قلبي وهو يبكي على حال هذه
" الأسيرة الفقيرة "
كفاية .... كفاية .... كفاية .
ربي أشح لي صدري ويسر لي أمري
بقلم خالد دغش