حــبــي مـغـتصـبـة

	قبل أن أتعلم السباحة ! كنت بارعاً في صيد الأسماك على الشواطئ! وحينما تعلمت السباحة هاوياً !! خالجني شعور فطري يلزم احترافها !! والغوص في أعماقها كافةً ! مبحراً عن مرافئ الأقران ! مفتشاً في قيعان البحار عن اللؤلؤ والمرجان والمحار ! بمركب ليس مترفًا بزركشته !! لكنه سميك بتراثه و مواكب لكل تطوراته ! * * * تعرفت على وجوه صيادين كثر ! وعلق في ذهني من مدني بخبراته !! وكذلك كل من أجهضت سبله الحثيث لغرقي !! عمت في خلجان عديدة , وغصت في بحار مختلفة !! تجاوزت الحدود الإقليمية والدولية !! ذاع صيتي بين المراكب في حكاوي الصيادين !! وشاع ذكري حتى بت حديث مرتادي مقاهي مدن السواحل !! مشتهراً باستخراج كل نفيس * * * لكنني مع ذلكم كله . لم أجد مجد قمة عرشًا أتربع عليه ! فشعرت بملل لا أطيقة ! فذهبت بحدسي بعيداً عن الواقع المعقول . متوجهاً نحو أسطورة ! ( عروس البحر ) في روايات البحارة ( صيادين شرفاء كانوا، أو مرتزقة وقراصنة ) ليس للتسلية بحكي سمر ! بل منقباً عنها بعدسة مجهر ! حتى جعلت الأسطورة واقعي المحتوم !! بإصرار وعزم من يبحث عن مفقودة ! وليس طمعاً في سراب ! * * * وكالعادة صدق حدسي !! ونجحت بالفعل في أولى خطوات مآربي ! حينما وجدت تلك العروس الحالمة ! في بحار إقليمية مجاورة ! أقتربت منها وتوددت إليها !! وهي تارة تقترب وتتودد واخرى تبتعد ! فسرت اقترابها وابتعادها !! بأنها متقبلة قربي بحياء شديد !! ولكن لديها أمرًا ما ! تخشاه وتهابه ! اختفت بلا أثر ! وعادت دون سابق خبر ! حينها تقبلت على مضض !! أتلصص عليها بلا تودد !! مكتفياً بمتعة النظر ! وكان ذلك الهدوء ! هو الذي يقال عنه " يسبق العاصفة " !! حين هبت رياح وأعاصير سلطات مياه بحارها الإقليمية !! لتمنعني من الصيد في حدودها !! * * * حينها علمت بأن رحلتي مع الصيد انتهت ! والبحار لم تعد بالنسبة لي سوى للتنزه وحسب ! وأنني على موعد ملزم للاسترخاء ! والبعد كلياً عن الضوضاء ! فمر على الاسترخاء عام وشارف الآخر على الانقضاء !! وهي مدة زمنية أطول من تلك الصاخبة التي قضيتها تحت الاضواء ! حتى ظهرت معجزة عشقية ! بغتة ! لتذهل وتبهر وتدهش كل جوارحي ! حين شاهدت عبر نافذة شرفتي الفسيحة !! عروس البحار في حوض أسماكي ! والصمت يحكم قبضته على بوح خاطري ! وهي آتية بجرأة منتفضة ! ونضج عار ٍ! متمردة على كبتها ! ممزقة عباءة احتشامها وحيائها ! ملمحة ومصرحة ٍ بوله الثمالة !! مصوبةٍ على قلبي طلقات الاغراء النارية ! مدوية فجأة !! كل أفكاري ! مغتصبة أشجان وأحاسيس مشاعري !! مداعبة عواطف وجداني !! لتجعلني بعد ذلك أشعل سجائر الانتشاء . وأستمتع بنفث أدخنة اللذة ...!