( ( ( ( رحل قبلان وانتهت رحلته في هذه الدنيا ) ) ) ) رحمة الله عليه

رحل قبلان

ذهب وودعنا من هذه الدنيا خلاص ولكن من غير وداع !!!

رحل قبلان

أكتب قصتي هذه وعيني مليئة بالدموع ويدي ترتجف لا

أدري لماذا؟

حزين ضعيف فاقد للأمل وماذا عساني أن أقول فقد رحل

قبلان !!!

ذهب إلى دار لا رجعة منها أبدا, ذهب وترك وراءه زوجته

وأمه وإخوانه وأخواته, كان طيب القلب, طيبة لو توزعت

على من في الأرض جميعا لكفتهم وزيادة, تعارفنا بالمرحلة

الثانوية واستمرت علاقتنا فترة طويلة , كان كالأخ لنا فصدق

من يقول ربّ أخ لك لم تلده أمك, باعدتنا الدنيا والظروف

وإذا بنا نجتمع من جديد عندما وجدناه جار لأخي الأكبر أبو

أسيل في أحد أحياء جدة بالمصادفة, مسكني أخي صبي

الروحاء بيدي وقال هذا قبلان الظاهر أنه جار لأخي أبو

أسيل, وجدناه بالمسجد وبعد فراغنا من الصلاة انتظرناه

بخارج المسجد وسلمنا عليه سلاما حارا ولم يتغير أبدا رغم

الدنيا المتغيرة, سألناه عن أحواله وأهله فقال بخير والحمد لله ,

ثم سألنا عن أبوه فقال: أبي توفى منذ فترة طويلة ففجعنا من

الخبر فأبوه كان إنسانا بمعنى الكلمة ويخاف الله وفيه من الخير

الكثير, أسأل الله أن يرحمه, أخذنا رقم جواله وأخذ أرقامنا

وكنا دائما نتقابل عند المسجد الذي بجوار منزل أخي أبو

أسيل.

في عيد الفطر المبارك أتانا منزل أخي أبو أسيل وسلم

علينا ولكنه لم يستطع الجلوس لانشغاله بأهله, عمر بيت أمه

وقف بجانب أهله لم يبخل عليهم لا بوقت ولا تعب ولا مادة.

قبل فترة اجتمعنا بعد صلاة العشاء أنا وهو والدكتور

وليد ( ابن عمي ) وأخذتنا السوالف كان يسأل الدكتور وليد

عن سيارته وهل هي جيدة أم لا , أخذ أمه وزوجته وأخواته

إلى الحج في هذا الشهر وقد أدوا الحج وهو معهم وكمل به

أركان الإسلام وكمل به دينه.

أتاني أخي سعد ( صبي الروحاء) وأنا كنت جالسا عند جهاز

الكمبيوتر أحاول الدخول الى منتدانا هذا فجلس بجانبي وقال:

بلقاسم ! ترى قبلان مات

مات مات مات مات مات رنّت هذه الكلمة برأسي كثيرا

كلمة ترنّ برأسي إلى الآن, لم أعي ما يقول التفت على

الكمبيوتر مرة أخرى وأنا لا أدري ماذا أفعل أحس بشعور

غريب كأنني أنا الذي مت, قال لي مات قبلان جا عليه حادث

سيارة اليوم ومات لم أفعل شيئا الا عندما خرج أخي من

الغرفة وإذا بي أنهار بالبكاء لقد رحل فجأة لم نكن نتوقع هذه

اللحظة ولكنها أتت أتت أتت وكل شخص سوف تأتيه هذه

اللحظة.

تخيلوا هذه الكلمات بس كانت خبر رحيل قبلان خبر مفارقتنا

له طول الحياة وأنا منذ تلك اللحظة وعيوني تهمر الدمع الكثير

على فراقه ولكن لن ترجعه الدموع أبدا.

ماني مصدق شيء غريب كنا دائما نتقابل ونجتمع ولكن من

بعد اليوم خلاص ما في لقاء أبدا أبدا.

رحم الله قبلان وأسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض

الجنة وأن يجازيه بالخير فقد كانت خاتمته حسنة وما أحلاها

من خاتمة.

ومن هنا أتمنى أن نتعظ جميعا فما هي الا لحظة ونودع أهلنا

و أحبابنا وأقاربنا وكل من هو عزيز علينا ولا ندري من نودع

قبل من؟

فلتكن نفوسنا صافية جميعا مع أهلنا وأحبابنا ومع جميع الناس

فالدنيا قصيرة وما هي الا كعابر سبيل استظل تحت ظل شجرة

وراح .

قال تعالى: ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم)


لا تنسوه من الدعاء رحمه الله فإنه بأشد الحاجة إليه.



أخوكم الفقير الى الله/ بلقاسم الشمراني