ماذا بعد رمضان

ماذا بعد رمضان؟

6/10/1428


أختي الحبيبة.. لقد مضى رمضان وبدأ شوال، ولكنَّ ربَّ رمضان هو ربُّ شوال هو ربُّ الشهور كلها، فاستمرِّي يا أختاه قدرَ الإمكان على ما كنت تفعلينه في رمضان، وابدئي الشهرَ بتجديد التوبة وتجديد النية وبهمة عالية.



يا من وفقكِ الله في رمضان.. إياكِ أن تعودي إلى ذنوبك التي كانت قبل رمضان (من غيبة، كذب، ...) لقد ذُقتِ حلاوةَ الدمعة ولذةَ المناجاة، وهي أسعدُ أوقاتِ العابدين فلا تتركيها، كذلك القيام والصيام والصدقة والقرآن والذكر، واعلمي أن ذلك سيغيظ الشيطان المتربِّص.


كما أن دليل قبول رمضان هو الاستمرار في الطاعة بعده، حقًّا ربما لا يكون بنفس القدْر كما في رمضان، ولكنَّ الاستمرارَ هو الأهم؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن لكل عمل شرة (أي نشاطًا) ولكل شرة فترة (أي فتورًا نسبيًّا) فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل" فإياكِ أن تعودي إلى الذنوب، وأيضًا قال "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".. يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: "لولا ثلاث ما أحببت العيش يومًا واحدًا: الظمأ لله بالهواجر (الصيام)، والسجود له في جوف الليل (القيام)، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقَى أطايب الثمر (مجالس الذكر)، فكوني أمةً ربانيةً طوال العام، ومن عرف ربه حق المعرفة عبده سائر الشهور.


إن الأخت المسلمة التي أعدت برنامجًا لها ولأسرتها في رمضان كي يكون غذاءً للقلب والروح لتغيير عادات وسلوكيات إلى الأفضل ليصبح بدايةً جديدةً في حياتها لا بد أن تضع برنامجًا آخر لما بعد هذا الشهر، تضع فيه ما استفادته خلال شهر رمضان؛ لتتواصل مواسمُ الطاعات، ومما يدفعها ويشجِّعها على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صَامَ رَمضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِستٍّ من شَوَّالٍ فَذَلكَ صِيَامُ الدَّهرِ" (صحيح).


وصيام ستة أيام من شوال بمنزلة السنن التي شُرعت لجبر الخلل الذي يلحق الفرض، كما أنه متابعة بعد رمضان بعمل صالح، فيكون أرجَى لقبول رمضان، فهذه نعمة من الله يجب أن نشكره عليها.



بعض مقترحات البرنامج

1- الصلاة (لكل الأسرة) على أول وقتها، والتحقق من آدابها والخشوع فيها، ففي الحديث "أسوأ الناس سرقةً الذي يسرق من صلاته".

2- إعطاء صلاة الفجر أهميةً خاصة للأسرة كلها، خاصةً بعد الانتظام فيه طوال شهر رمضان.

3- ركعتا الضحى، وصلاة 12 ركعةً من سنن الصلاة؛ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من صلى في يومٍ ثنتي عشرة ركعة تطوُّعًا بني له بهن بيتٌ في الجنة".

4- ركعتان أو أربع في جوف الليل فهي دأب الصالحين ومقربة إلى الله، ومن أنار ليلَه بعبادة الله أنارَ الله قبرَه بفضله ورحمته.

5- قراءة جزء من القرآن أو حزب يوميًّا مع التدبر والتفكر لبعض الآيات قدر الإمكان.

6- الذكر.. أذكار الصباح والمساء، وأذكار اليوم والليلة (طعام، شراب، نوم، خروج، ...)، والاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتهليل، والتحميد.

7- الدعاء والتضرع إلى الله لكِ وللمسلمين، وسؤال الجنة والاستعاذة من النار.

8- الصدقة والجود، سواءٌ كانت شهريةً أو أسبوعيةً أو يوميةً (صندوق للصدقات في كل بيت)، والإنفاق في أعمال البر والخير والتصدُّق المادي والمعنوي للغير.

9- البُعد عن مجالس الغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس واستبدال مجالس صحبة صالحة ومجلس علم، ذكر، قرآن... كل أسبوع بها.

10- صيام ثلاثة أيام م كل شهر حسبما تيسَّر، فهي كصيام الشهر كله؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها.

11- تذكر الموت ولو مرة في اليوم؛ فإن أكيَسَ الناس أكثرُهم تذكرًا للموت واستعدادًا له.

12- التوبة المتجددة من كل ذنب تقع فيه كبر أو صغر.

13- إعطاء كل ذي حق حقَّه، من زوج وأبناء وآباء وأقارب وجيران ومسلمين.

14- معاملة الخلق بما تحبين أن تعاملي به نفسَك، وداوِمي الاتصالَ بهم، خاصةً من تعرفت عليهن خلال هذا الشهر الكريم.



هكذا تكون السنة كلها رمضان..

اللهم تقبل منا أعمالنا كلها، وأعنا على الاستمرار عليها والزيادة فيها بفضلك ورحمتك.. آمين.

بارك الله فيك ونفع بك

جزاك الله خير000وجعل ما سطرته اناملك في ميزان حسناتك00امين

جزاك الله كل الخير وبارك الله فيك