الذبابة التي حرثت الأرض🍀

06-07-2022, 05:21 PM

الذبابة التي حرثت الأرض

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يٌروى أن ذبابة طارت ذات يوم ووقفت على قرن ثور كبير كان يحرث الأرض في مزرعة. وبعد انقضاء النهار عادت الذبابة إلى جماعتها من الذباب والذين سألوها:"أين كنتِ؟ وماذا فعلتِ طيلة النهار؟"، فأجابت تلك الذبابة بكل ثقة وزهو:"لقد كنت أحرث الأرض!"...
قصة الذبابة تتكرر كثيراً في بيئات العمل مع مديرين ومسؤولين لا عمل لهم إلا السطو على جهود الآخرين وسرقة إنجازاتهم ونسبها إلى أنفسهم. المشكلة الكبرى أن الذبابة تظن أن بجلوسها على قرن الثور فإن لها الفضل في تحركه لحراثة الأرض دون أن تعلم أن وجودها كان في حقيقة الأمر يضايق الثور ويعيقه عن أداء مهمته ويفقده تركيزه.
ولا يخفى على أحد أن وجود هذه النوعيات من المسؤولين تجعل الموظف يشعر بالظلم والغبنة بسبب عدم التقدير. الأمر الذي يجعل الدافع الوحيد للعمل هو استلام الراتب حتى تحين فرصة عمل أفضل. وأكاد أجزم أن كل واحد مناً مر أو سمع بأشخاص على شاكلة تلك الذبابة.
ولكن، كيف يمكن أن تعرف وتميز الذباب الذي يحرث الأرض أو المديرين الذي يسرقون جهود زملائهم ومرؤوسيهم؟ هنالك علامات متعددة ومنها:
المصلحة والمكاسب الشخصية لها الأولوية على المصلحة العامة للمنظمة في القرارات التي يتخذونها.
يركزون على إبراز صورهم ومقاطعهم بشكل مبالغ فيه واستغلال الأخبار لتسويق أنفسهم ويشوهون أي عمل أو إنجاز لا ينسب إليهم.
يدعمون الموظفين الذي لا يعترضون على سرقة أعمالهم ويحرصون على إعطائهم صلاحيات أكثر طالما ظلوا موالين لهم ويحاربون أي موظف طموح يرفض سرقة عمله منه.
لا يستطيعون الحديث بإسهاب وتخصص عن الإنجاز أو المشروع الذي تم لأنهم ليسوا على دراسة كاملة به ولم يسهموا عملياً في تنفيذه أو التخطيط له.
لا يحظون باحترام حقيقي أو تقدير من الأشخاص الذين يعملون معهم.
ويبقى السؤال الأهم: ماذا تفعل إذا ابتليت بمثل هذه النوعيات من المديرين؟ أولاً، حاول توثيق عملك وإسهاماتك بشكل احترافي لا يمكن معه إخفاؤه أو تهميشه بسهولة. ثانياً، استثمر في نفسك وطور قدراتك لتصل لمرحلة من النضج والخبرة تؤهلك لتسلم مهمات قيادية مع توسع المشاريع وتعاظم النجاحات. ثالثاً، اخلق أصدقاء وزملاء مخلصين يتحدثون عن عملك أمام المسؤولين. رابعاً، إذا تفاقم الوضع وأصبحت بيئة العمل التي تعمل بها مليئة بالذباب فلا تتعب نفسك بمحاولة تنظيف المكان بالمعقمات بل انتقل إلى بيئة عمل جديدة صحية تقدرك وتمنحك التمكين والدعم.
وباختصار، كما أن سرقة الأموال حرام، فسرقة الجهود حرام، ونسبة الإنجازات إلى أصحابها وتقديرهم أمانة وفن لا يتقنه الكثيرون.
د. م. عصام أمان الله بخاري
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة