بلاد خضر وعلاقتها بنقش أم موشر!!

( بلاد خضر)
كثير ماتردد هذا الإسم على ألسنة كبار السن وتحديداً في قرية الكتادة ببلاد آل مطاع فقد ذكر كثير منهم أن هذه البلاد كانت تقع في أعلى قمة جبل الفرش في الجهة الشرقية لبلاد آل مطاع ومما ذكر عن هذه البلاد أنها كانت أرض خضراء مما يدل على أنها كانت أرض زراعية وأن مقابر هؤلاء القوم لاتزال موجودة ومنتشرة في ذلك المكان رغم اعتداء السباع والضباع على بعض تلك المقابر ونبشها واستخراج الجثث منها ولا أدل على ذلك من وجود بعض الجماجم والعظام البشرية متناثرة هنا وهناك على أرض تلك البلاد !
ولشدة تعجبي من هذه الروايات ورغبتي في التحقق من مدى صحتها فقد قًدر لي أن صعدت الى ذلك المكان ووقفت على طبيعة هذه الأرض فوجدتها أرض منبسطة بعض الشيء ولأول وهلة فإنه يبدو للناظر أن هذه الأرض قد سكنت من قبل ! فهي عبارة عن أرض ممهدة تقع بين جبلين وتربتها تشابه الى حد كبير التربة الطينية وهي التربة التي تصلح للزراعة ورغم بحثي عن وجود أية أثار لبعض المنازل التي سكنها هؤلاء فإني لم ألحظ شيئاً يذكر سوى بعض التلال الصغيرة المتناثرة هنا وهناك ، وفي الجهة الغربية من هذه الأرض وجد مايشبه المقابر وبعض العظام البالية ، كما أن المتأمل في طبيعة الأرض يجد أن هناك بعض المستحثات واللقى الأثارية البسيطة والتي ربما تدلنا على طبيعة العصر الذي عاشت فيه تلك الأقوام .
ومما لفت نظري هو قرب هذا المكان والمسمى ( بلاد خضر ) من النقش الأثري الموجود في
(كهف أم موشر) والذي يقع الى الجنوب من بلاد خضر بحوالي كيلو ونصف تقريباً وبالتالي فإني أعتقد - وكإستنتاج شخصي لم يثبت علمياً الى الآن - أن سكان بلاد خضر هم من قام بكتابة ذلك النقش أو رسمه فالنقش عبارة عن رسومات لحيوانات ولطيور برية لايزال بعضها معروفاً ويعيش في تلك المنطقة الى الآن مثل الضباع والحجل وغيرها .
وبعد فإن هناك سؤالاً لايزال يحيرني وهو مالذي جعل سكان بلاد خضر يهجرون تلك الأرض ؟!
أتراهم تعرضوا لبعض الأمراض المعدية والتي قضت عليهم وأهلكتهم ؟!
أم أنهم فضلوا الهجرة والنزول من الجبال الى المناطق المجاورة كبلاد آل مطاع وبلاد آل كثير والإستقرار على ضفاف وادي جفن ذو الأراضي الزراعية الخصبة والمياه الوفيرة ؟!
كل هذا وذاك يحتاج الى أيدي علماء الآثار ليميطوا اللثام عن تاريخ بلاد خضر وعن طبيعة الأقوام البشرية التي كانت تسكنها وتعيش بها !
بقلم ..
حسن الشمراني