منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدى العام مخصص للمشاركات العامة والمتنوعة)(تطوير الذات)(سوق الأسهم)

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 10-11-2012, 01:08 PM   #1
 
الصورة الرمزية معقل العصاه
 

معقل العصاه is on a distinguished road
افتراضي مداولة الأيام سنة الله في أهل الأرض

مداولة الأيام سنة الله في أهل الأرض


أكد فضيلة الدكتور محمد المريخي أن في تعاقب الشدة والرخاء والعسر واليسر ونزول الفتن وانقشاعها كشفا «عن معادن النفوس وطبائع القلوب ما بين غبش وصفاء وهلع وصبر وثقة وقنوط في تقلبات الدهر وتنوع الاحداث، يتمحص المؤمنون وينكشف الزائفون وتتجلى دخائل النفوس وتظهر مكنونات الصدور ومن علم حكمة الله في تصريف الامور وجريان الاقدار، لن يجد اليأس الى قلبه سبيلا مهما اظلمت المسالك وقست الحوادث وتوالت العقبات وتكاثرت النكبات فالانسان الى ربه راجع والمؤمن بإيمانه مستمسك وبأقدار الله مسلم وعلى سننه جار، وان شر ما منيت به النفوس يأس يميت القلوب وقنوط تظلم به الدنيا وتتحطم معه الآمال. واليأس قرين الكفر والقنوط بريد الضلال «انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» «ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون». ولقد علم اولو الابصار والالباب ان الهموم والمحن لا يقصرها شدة الجزع ولا يزيد في طولها قوة الصبر والجلد.

وقال المريخي ان تقلبات الدنيا في سرائها وضرائها ومدها وجزرها ليست حكرا على قوم دون قوم او امة دون امة او فرد دون فرد ولكنها سنة الله في ابتلاء اهل هذه الدنيا «ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون». غير ان قلب العبد اذا تجرد من الايمان او ضعف عنده وازع الاسلام جزع للشر وتألم ودعا بالويل والثبور وتبرم، يحسب ان الشر دائم لا يكشف يستبعد الفرج ويمزقه الهلع.. واذا اصابه خير ارجعه الى علمه وكسبه فمنع غيره وحبسه على نفسه وتلك صور لابن آدم بائسة حين يكون محصورا بين يأس وقنوط وطمع وهلع «إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين» اما من عمر بالايمان قلبه واطمأنت به نفسه استقام امره وصح نهجه وطابت حياته متصل برب الارباب ومسبب الاسباب يؤمن بالابتلاء مؤملا في الفرج بعد الضيق واليسر بعد العسر يسلك دروب الخير موقنا بالعوض من ربه في الدنيا والآخرة.

وشدد على ان الوقائع ومداولة الايام محك لا يخطئ وميزان لا يظلم وفي تقلب الدهر عجائب وفي تغير الاحوال مواعظ، القوي لا يستمر ابد الدهر قويا والضعيف لا يبقى طول الحياة ضعيفا ولكنها سنة الله ادوار وأطوار تجري على الامم والشعوب وتمر بالافراد والآحاد وتنزل بالمتقين والفجار وأهل السوء والاخيار.

هذا آدم عليه السلام تسجد له الملائكة ثم بعد برهة يخرج من الجنة وابراهيم عليه السلام أراد به قومه كيدا فكانوا هم الاسفلين وأضرموا نارا لحرقه فكانت بردا وسلاما على ابراهيم، وهذا الذبيح اسماعيل عليه السلام يستسلم للذبح وتوضع السكين في المنحر ثم يأتيه من عند ربه الفداء ويبقى له الفضل والثناء وهذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره من ألم الفراق ثم يعود التواصل والتلاقي بينه وبين اولاده.

اما نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم اليتيم الفقير فيتقلب في عجائب العسر واليسر والرجاء والامل الى ان يجيء نصر الله والفتح ويدخل الناس في دين الله افواجا اتباعا له، مقتدين به بأمر الله عز وجل «يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم» فهذا ما كان من انبياء الله وأوليائه والمصطفين من عباده، فما بالكم بمن هم دونهم من سائر اهل الارض.

ان من تأمل صروف الدنيا ورياح التغيير وامواج التقلبات لا يفجع عند نزول البلاء ولا يفرح بعاجل الرخاء وما يكون في الافراد يكون في الامم كم من امة ضعيفة نهضت بعد قعود وتحركت بعد خمود وكم من قرية بطرت معيشها فزالت من الوجود اذاقها الله لباس الجوع والخوف لما بدلت الشكر بالكفر والجحود.

ايها المؤمنون بالله ورسوله وحين يريد الله سبحانه امرا فإنه يأتي اليه كما يشاء سبحانه فهو العليم القدير السبب والنتيجة من صنعه وتقديره والوسيلة والغاية من خلقه وتدبيره لا يمتنع عليه سبب ولن تعجزه غاية.

يتحصن المتحصنون فيأتيهم الله من حيث لا يحتسبون وقديما خاطب الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في قصة توالت فيها الاحداث كما يشاء لا كما يتوقع المؤمنون وخالفت على ما يبدون ظواهر الاسباب ومظاهر السنن «ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله» لم تكونوا تتوقعون خروجهم فقد كانوا من القوة والمنعة في حصونهم بحيث لا تظنون خروجهم وغرتهم المنعة فنسوا قوة الله التي لا تردها الحصون.



معقل العصاه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الحل المحال .. د/عبدالله مقالات الدكتور عبدالله العسكري الشمراني 14 08-10-2021 09:15 AM
دوام الحال من المحال الحمدان المنتدى العام 1 01-25-2020 01:26 AM
كثر الطق فك اللحام الحمدان المنقولات الأدبية 13 04-11-2019 05:50 AM
الأيام البيض الحمدان المنتدى العام 6 08-14-2014 09:48 AM
هي الأيام تتوالى بن عسرى الخواطر والقصص والروايات 2 10-09-2009 03:01 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية