ﺷﺮوط اﻟﺼﯿﺎم ودﺧﻮل رﻣﻀﺎن (1)

(ﺷﺮوط اﻟﺼﯿﺎم ودﺧﻮل رﻣﻀﺎن )۱


اﻟﺤﻤﺪ لله وﺣﺪه وﺑﻌﺪ : ﻓﮭﺬه ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮة ﻷﺣﻜﺎم اﻟﺼﯿﺎم ، ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻲ
زاد اﻟﺼﺎﺋﻢ ،وﻣﻦ أراد اﻻﺳﺘﺰادة ﻓﯿﺮاﺟﻊ ﻛﺘﺐ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ، وﻧﺴﺄل ﷲ أن
ﻳﺒﻠﻐﻨﺎ وإﻳﺎﻛﻢ ﺑﺮﻛﺔ ھﺬا اﻟﺸﮭﺮ وﻓﻀﺎﺋﻠﻪ وﻣﻐﺎﻧﻤﻪ واﻟﺘﻮﻓﯿﻖ واﻟﺴﺪاد ﻓﻲ
اﻟﻘﻮل واﻟﻌﻤﻞ.
۱-ﻳﺠﺐ اﻟﺼﯿﺎم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ، ﺑﺎﻟﻎ ، ﻋﺎﻗﻞ ، ﻗﺎدر ، ﻣﻘﯿﻢ ،ﺧﺎل ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ
) ﻛﺎﻟﺤﯿﺾ واﻟﻨﻔﺎس ( .
۲- ﻣﻦ ﺗﺮك ﺻﯿﺎم رﻣﻀﺎن ﺟﺎﺣﺪا ً ﻟﻮﺟﻮﺑﻪ ﻛﻔﺮ ، ﻷﻧﻪ أﻧﻜﺮ رﻛﻨﺎ ً ﻣﻦ أرﻛﺎن
اﻹﺳﻼم ، وﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺗﻜﺎﺳﻼ ً وﺗﮭﺎوﻧﺎ ً ﻓﮭﻮ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﻟﻠﻜﺒﯿﺮة وﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ ﻋﻈﯿﻢ،
وﻳﻌﺰره اﻟﺤﺎﻛﻢ.
۳-أھﻞ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻳﺘﺒﻌﻮن رؤﻳﺘﮭﻢ ﻓﻲ دﺧﻮل اﻟﺸﮭﺮ وﺧﺮوﺟﻪ ، وھﻮ ﻣﺬھﺐ ﺟﻤﻊ
ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء ، ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﮭﻢ رؤﻳﺔ ﺗﺨﺼﮭﻢ ﻓﯿﺘﺒﻌﻮن أﻗﺮب ﺑﻠﺪ إﺳﻼﻣﻲ ﻟﮭﻢ
ﻓﻲ اﻟﺮؤﻳﺔ ، وھﻮ ﻣﺬھﺐ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء .
وﻗﯿﻞ: إذا رآه أھﻞ ﺑﻠﺪ واﺣﺪ ﻟﺰم اﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﺼﻮم ، وھﻮ ﻣﺬھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء
واﺧﺘﺎره اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮭﻲ.
وﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻮاﺣﺪ أﻻ ﻳﺘﻔﺮﻗﻮا وﻳﺨﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ،
ﻷن اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺼﯿﺎم واﻟﻔﻄﺮ ﻓﻲ ﻳﻮم واﺣﺪ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﻘﺼﺪا ً ﻋﻈﯿﻤﺎ ً ﻣﻦ
ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ، ﻓﻘﻮل ﻣﺮﺟﻮح ﻳﺤﻘﻖ ﻣﻘﺼﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎع واﻻﺋﺘﻼف ﺧﯿﺮ ﻣﻦ
راﺟﺢ ﻳﺤﺪث اﻟﻔﺮﻗﺔ واﻟﺨﻼف ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﺤﺘﻤﻠﮭﺎ اﻟﺨﻼف ، وﺣﻜﻢ اﻟﺤﺎﻛﻢ
وﻧﺎﺋﺒﻪ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻳﺮﻓﻊ اﻟﺨﻼف ﺑﻼ ﺧﻼف، وإذا ﺗﻘﺎرﺑﺖ اﻟﺒﻠﺪان
ﻓﺤﻜﻤﮭﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻮاﺣﺪ اﺗﻔﺎﻗﺎ ً ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺬاھﺐ اﻷرﺑﻌﺔ، وﺣﻜﻲ اﻹﺟﻤﺎع ،
وإذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻏﯿﺮ إﺳﻼﻣﻲ ووﺟﺪ ﻓﯿﻪ ﻟﺠﻨﺔ -ذات ﺧﺒﺮة وأﻣﺎﻧﺔ -ﺗﺘﺮاءى
اﻟﮭﻼل ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أن ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﮭﻢ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ وﻣﺎ ﻗﺮب ﻣﻨﻪ واﺗﺤﺪ
ﻣﻄﻠﻌﻪ ، ﻷﻧﮭﻢ أﺳﻌﺪ ﺑﺎﻟﺪﻟﯿﻞ وأﻗﺮب ﻟﻠﺴﻨﺔ.
٤-ﺗﺠﻮز اﻟﺘﮭﻨﺌﺔ ﺑﺪﺧﻮل ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن ، واﻟﺘﮭﻨﺌﺔ ﻋﺎدة ﻣﻦ اﻟﻌﺎدات ، وﺗﺘﻀﻤﻦ
اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﺒﺎح .

ﻛﺘﺒﻪ
فضيلة الشيخ المفيد/ فهد بن يحيى العماري.
قاضي الاستئناف في محكمة مكة المكرمة