.. طـــــيـــرشـــلـــوى ..

.. طـــــيـــرشـــلـــوى ..




يحكى أن ثلاثة أطفال توفي والدهم ,ثم لحقت به والدتهم بعد ستة أشهر,تولت تربيتهم ورعايتهم جدتهم التي تُـدعىشلوى),وأسماء الأطفال الثلاثه:شويش وعدامه وهيشان.



كانت (شلوى) العجوز تشتكي من ضيق ذات اليد,مما دفعها للسيربين بيوت قبيلتها تطلب الأكل لأحفادها الثلاثه,ومن باب الاستعطاف تستجدي الناس بعباره لطيفهماعندكم عشاء لطويراتي؟!),تقصد أحفادها الصغار.



سمع شيخ قبيله قريبه منهم بأمرهذه العجوز,وأمر بنقل بيتها الى جانب بيته ليرعاها هي واحفادها ,وكان عند كل وجبه يتذكرها ويسأل أهل بيته:هل أعطيتم الأكل لطيورشلوى؟ الذين كبروا شيئاً فشيئاً برعاية هذا الشيخ الكريم .



كانت القبيله تقطن بالقرب من دوله متسلطه على جيرانها ,طمعت في خيرات القبيله ,وظلت تطلب منها تقديم ضريبه دائمه ,تقدمها بين وقت وآخر,ومن شدة طمعها بهذه القبيله كانوا يضاعفون الضريبه في كل مره ,ولم يكن أمام القبيله القليله العدد بالنسبه لتلك الدوله المترامية الأطراف إلاتقديمها لهم إتقاء لشرهم وحكمة منه لحماية قبيلتهم.



ذات سنه جاء طلب الحاكم الظالم للضريبه غريباً ومستهجناً,إذ طلب منهم..كما تقول الروايه الشعبيه ..تقديم :نساء!!,وصل هذا الطلب إلى مجلس الشيخ النبيل,ومن بين الحضور رجل عجوز شهم,استهجن الأمر واستعـضمه ,فاستنهض همة الرجال للذب عن عرض القبيله, عندها قفز شويش أكبر احفاد العجوز الثلاثه المدعوين بطيورشلوى, وقال رداً على سؤال الرجل العجوز أنا .. وأنا طير شلوى.. وانطلق شويش بفرسه منفرداً نحو جيش الأعداء المجتمع قريباً من القبيله وضرب فيهم حتى تطايرت رؤوسهم ,ثم لحق به إخوته عدامه وهويش ,لقد استنهض طيورشلوى همة بقية القبيله,ولحقوا بالثلاثه,ودخلوا في معركه ضاريه ,حسمت لصالح القبيله,وعادوا منصورين غانمين,ومن ذلك قالوا طيرشلوى),يريدون به الشجاعه والوفاء والرجوله والشهامه!!



قصة مثل شعبي,أجد أهمية طرحها في الوقت الذي تنتشر فيه صور تدجين الشباب,داخل الأسره وخارجها,فما نشاهده من مظاهر التدليل ,والتأنث,والتخنث,والتميع,في اللباس والكلام والمشي والعادات اليوميه,وطريقة التفكيروالأهداف والآمال ,ينذربخطر جسيم,إذ إن الوطن في حاجه ماسه الى سواعد شبابه,ووفاء أبنائه,وإن واجب غرس حب الوطن في نفوسهم يجب أن تصحبه برامج عمليه أسريه ومدرسيه تسقي عروق الرجوله والفتوه في أجسادهم ,ومع إبعاد كل صورالتأنيث.



والرجوله ليست مرادفه للذكوره أبداً ,ولاتعني الصراخ وتكديرالجبين.ولي الأذرعه,وإنما تعني:النخوه والدفاع عن الحق,(وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه اتقتلون رجلاً لن يقول ربي الله ) وتعني حب الخيرللقوم الذين ينتمي إليهموجاء رجل من أقصى المدينه يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين), وتعني الارتباط العظيم بالخالق العظيم,وفهم الأوليات جيداً,فما عندالله خيروأبقىيسبح له بالغدو والآصال رجال لاتلهيهم تجاره ولابيع عن ذكرالله وإقام الصلاة),وتعني الثبات على الحق مهما بدل الناس وغيروا,(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه,فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظرومابدلوا تبديلا).



وتظهر هذه الرجوله في المواقف الجسيمه الحاسمه,حين يتقهقرالضعفاء,ويتمزغ الشهوانيون في الرغام,ويكتفي كثيرون بمراقبة المشاهد التي كانت تستدعي دخولهم في الأدوار الرئيسه فيها.



إن الحياة تحتاج إلى رجال,يواجهون خشونتها ,ويذللون صعوباتها ,كما تحتاج إلى نساء عظيمات, فالمرأه غير مغيبه هنا,بل هي العنصرالأبرز,فهي التي تصنع الرجال,كما صنعتهم شلوى,وإن كانت بطبيعتها في أشد الحاجه إلى رجل يساندها,وتعززه ,ويحيمها وتعضده ,ويحبها وتفي له.


والوطن في حاجه إلى مثل شلوى وطيورها, .. يحمون ذماره,ويفون لحقه,ويذودون عنه كل باغ أونذل أومعتد يقترب من ترابه الطاهر.. ولن يقوم بذلك إلا من كان (رجلاً)..!

.........................................

~ مـما أعـجـبـنـي ~

للكاتب الدكتور/خالد بن سعود الحليبي

سلمت على الأنتقاء ياأبونايف
تقديري لك

بارك الله فيك على نقل هذه القصة الرائعه

شكراً لك اخوي ,,, أبو نايف الشمراني

ع هذي القصة

الله يعطيك العافية



أميرة الورد

الشكر لله ثم لك عزيزي ابو نايف على نقل هذهـ القصه
الله يعطيك العافيه

موضوع نال اعجابي

كل الشكر لروعة اختيارك..

رعاك الله..

سلمت وسلمت يمينك يا أبا نايف على القصة الرائعة

وطير شلوى مضرب مثل لكل شجاع مقدام

ولكن الكثير يجهل قصته

مثل طير السعد وطير حوران

لك مني ارق تحية

نشكرك أديبنا على ماتقدم

وفقك الله
وسدد على الدرب خطاك