المستنقعات المائية والغدران تتربص بالبراءة

النزهة تدفع الشباب لمواقع التجمعات المائية وتجذبهم للهو بريء يتحول إلى كارثة برك مائية تصطاد الأبرياء

بلقرن: سعد آل عمار

مع بدء الصيف وتوجه آلاف المواطنين إلى مواقع السياحة في المحافظات تزداد المخاوف من تربص المستنقعات المائية والغدران ببعض المصطافين وخاصة المستهترين منهم وبالتالي تحول سعادتهم إلى أحزان، وتظل محافظات ومراكز المنطقة الجنوبية هي الأكثر ارتيادا لتمتعها بمقومات سياحية عالية وعوامل طبيعية جاذبة.
ويظل وجود بعض الغدران والمستنقعات التي خلفتها الأمطار والسيول أو مخزون بعض السدود العامل الأكثر الذي يستهوي فرح أبنائنا ويتربص ببراءتهم، وتظل فئة الصغار والأطفال الأكثر غراما بهذه التجمعات المائية، بأجوائها الجميلة ومناظرها الرائعة،.. إنهم ينطلقون ببراءة لمشاهدة هذه المياه والغدران التي خلفتها الأمطار والسيول في بطون الأودية وعلى حوافها، والبعض يشرع في الدخول فيها بغية السباحة أو اللعب واللهو فيها، ولكنهم بعفويتهم لا يدركون حجم الخطر الذي ينتظرهم، ولا يتوقع هؤلاء الصغار ولا الكبار أيضا أن مثل هذه الرحلات القصيرة والنزهة السريعة قد تكون سببا لأحزان وآلام كثيرة. ومن خلال الوقائع وما تشير إليه الإحصائيات في حوادث الغرق والسقوط المميت في المياه فإننا ندرك مدى خطر الاستهانة بهذه المواقع ومسببات الكوارث التي تحدث فيها.
وأكد أحد مسؤولي السلامة في الدفاع المدني بعسير علي حامد الشمراني أن غالب مسببات هذه المآسي هو الإهمال الأسري، والقصور في متابعة ومراقبة الأسر لأطفالهم والاستهانة بهذه التجمعات المائية وعدم معرفة السباحة، وحقيقة هذه الحفر والمستنقعات بأنها مليئة بالوحل الطيني الذي يلتصق بالطفل أو الشاب، وأحيانا يوجد حفر عميقة أو انحناءات طينية أو صخرية مما يشكل تياراً مائياً خطراً.
من جهته، بين مدير الدفاع المدني بالبشائر النقيب محيميد الحلافي أنه رغم ما يدعو به رجال الدفاع المدني من تحذيرات مستمرة للمواطنين والمقيمين وبرغم الجرعات التوعوية للأفراد حول هذه المخاطر إلا أن هناك إحصاءات للكثير من الحوادث التي وقعت في محافظة بلقرن وغيرها من محافظات المملكة لمآسي الغرقى والمتوفين في التجمعات المائية ومآس إنسانية دامية، وعليه يتوجب على الأسر التنبه لأطفالهم وحمايتهم، بحيث يمكن تعليم هؤلاء الصغار السباحة وقبل ذلك تبصيرهم بخطورة هذه التجمعات المائية والتأكد من هذه الأماكن، ومن ثم متابعتهم والإشراف المتواصل عليهم أثناء التنزه والرحلات.

المصدر / الوطن