منتديات قبائل شمران الرسمية


الأسرة السعيدة والمجتمع أمومة,الاسرة وشئونها الاجتماعيه وأسرار الحياة الزوجيه

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 12-01-2009, 10:16 PM   #1
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية ابويزن
 

ابويزن is on a distinguished road
افتراضي امنيات اب الي ابنتة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصايا هنا ووصايا هناك ومن اجمل ما قرأت فعل هذه الوصايا , حيث الحكمة والأقوال الجميلة
بتمني متل ما قرأتها واستفدت منها انتو كمانا تقرأوها بتمعن وتستفيدو منها
أمنيات أب إلى ابنته
حملت إلينا كتب التراث الكثير من وصايا الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم . وكانت كلها تعنى بإدارة الحياة الزوجية بعد الزواج , وما يجب على الفتاة فعله لتعيش حياة سعيدة مع زوجها . وقد ذكر ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه ( العقد الفريد ) , والأصفهاني في كتابه ( الأغاني ) ... وغيرها , الكثير من الوصايا , مثل وصية والدة أم أياس لابنتها , ووصية عامر بن الظرب لابنته , ووصية أسماء بن خارجة لابنته , ووصية بن الأسود لابنته......

ما ساقني إلى ذكر ذلك , وصية رائعة لمقدم برامج وممثل أميركي يدعى ( ألن آلدا ) Alan Alda الذي اشتهر من خلال تقديم برنامجه الشهير ( ماش ) MASH . وأتت تلك الوصية من خلال خطاب ألقاه لمناسبة حفلة التخرج في إحدى الجامعات , وكانت ابنته في عداد المتخرجات , عني فيه بتقديم النصح بطريقة مختلفة لمواجهة الحياة , قبل مواجهة الحياة الزوجية . وجاء فيه :

" أجْود الكلام ما يأتي أخيراً . فالناس يتحادثون ساعات طويلة من غير أن يقولوا شيئاً ذا بال , حتى إذا وقفوا عند الباب لينصرفوا تدفقت من قلوبهم كلمات حلوة وعميقة .

هانحن اليوم جميعاً واقفون على العتبة , وإننا نتلكأ فيما تقبض أيدينا على الباب , ويتكلم أحدنا على الآخر كما وقف بولونيوس يخاطب ليرتيس في مسرحية " هاملت " لشكسبير , أذكروا جيداً الكلام الآتي " لا تكن مستديناً ولا دائناً " . ولا تنسوا هذه الحكمة
" رأس الواجبات أن تكون صادقاً مع نفسك " .

وفيما نحن واقفون على العتبة اليوم , هذه هي كلمات الوداع إلى ابنتي , فثمة أشياء كثيرة أود أن أخبرك إياها .

أول هذه الأشياء : لا تجزعي . ستجدين نفسك وسط عالم يسير مثل سيارة ذات عجلات مربعة , ولا ضير في أن يكون المرء متشككاً . إنكِ شخص بالغ وسط عالم يتصرف قادته كأطفال . إنهم إرهابيون يعبرون عن الاهتمامات الإنسانية بصيغ لا إنسانية . ورد الفعل الوحيد لذلك هو الغيظ المكبوت , وإذا لم يراودكِ القليل من الشك فسأضطرب من أجلك .

لقد دهمك البلوغ وأنتِ غير واثقة من استعدادك لمواجهته , وأحياناً يبدو لي أني غير مستعد لمواجهة البلوغ أنا أيضاً – بلوغك أو بلوغي . قبل أمس كنتِ طفلة , وكنتُ أخشى أن أحملك لأنك بدوتِ سهلة المكْسَر , وأمس اجتاحني اليأس عندما كسرتِ ذراعك وأنتِ في التاسعة , وهذا الصباح كنت مراهقة .... فأين غدونا ؟ الشيء الوحيد الذي أراه مسرعاً كلما تقدمت بي السن , هو الوقت . ولكن إذا كان الوقت لصاً , فهو يبقي لنا شيئاً في مقابل ما يسرقه منا . إنه يترك الخبرة , والخبرة تمنحنا اليقين , في مضمار العمل على الأقل.

أحبي عملك . لأنكِ إن سكبت قلبك في كل شيء تفعلينه , فلا يمكن أن تخسري , ولا يهم إذا انتهيت بالكثير أو القليل من المال . فالمهم أن تستمتعي بالحياة , لأن أحداً لا يمكنه أن يسلبكِ هذه المتعة .

إني أريد أن أعصر الأشياء , كبيرها وصغيرها , في هذه الكلمة الوداعية . أود أن أنصحكِ بالضحك دائماً , فلا تنسي أن تفعلي هذا ثلاث مرات يومياً من أجل سعادتكِ . وإذا استطعتِ حمل الآخرين على الضحك معكِ ,
ففي إمكانك إبقاء هذا المركب المهتز طافياً , فالناس عندما يضحكون , لا يقتل بعضهم بعضاً

ثمة حاجة ملحة تجعلني أفرغ كلماتي في قالب حكميّ ولكن حتى القاعدة الذهبية تبدو غير ملائمة لنقلها من أب لابنته كما هي ( افعلوا للآخرين ما تريدوه أن يفعلوه لكم ) . لذلك يجب أن يضاف شيء إليها , وهذه قاعدتي الذهبية التي أطرحها لعصر مبدَّد الآمال : تصرفوا بعدل مع الآخرين ولكن لاحقوهم ليكونوا عادلين معكم" . إنه عالم معقد حقاً وأرجو أن تتعلمي فن التمييز , فالدراق ليس بالزغب النامي فوقه , والضفدع ليس بثآليله , والإنسان ليس بنزواته. وإذا استطعنا التمييز بين الأمور , سهُل علينا أن نكون متسامحين , وأن نَنْفذ إلى لب المسائل عوضاً عن مصارعتنا القشور. ومتى أصبح التمييز عادة لديكِ , تبدأين امتحان افتراضاتكِ السابقة . فالافتراضات هي نوافذكِ على العالم , وعليكِ أن تمسحيها من وقت إلى آخر , لئلا يُحجب النور عنها , وإذا امتحنتِ أفكاركِ , فلن تكوني سريعة إلى قبول أفكار الآخرين التي لم يمتحنوها , كما سيقل إمكان سقوطكِ في التميُّز والتحامل أو الوقوع ضحية لأولئك القوم الذين يخططون لكِ الأمور بتفاصيلها في مقابل تسليمهم عقلكِ ونفسكِ ومالكِ .

كوني بارعة إلى أقصى حد . ولكن تذكري أن الحكمة هي دائماً أفضل من البراعة . ولا تضطربي لأن الحكمة لا تأتي إلا بعد وقت طويل جداً . فالحكمة تشبه المرض النادر من حيث أنها تسقط علينا من دون توقُُع , ولا ينالها في العادة , إلا أولئك الذين أوتوا العطف والإدراك .

هاهي يدي تقترب من مزلاج الباب وأنا لم أقل كلمتي بعد . دعيني أذهب أعمق قليلاً . الحياة تافهة وغير ذات معنى إلا إذا حملتِ المعنى إليها وجعلتِ منها شيئاً .

مهما أحببنا الآخرين أو هم أحبونا , يبقى في أعماق نفوسنا حضور عظيم أسمه " الوحدة " وعندما يحين وقت الصراع ضد تلك الوحدة الباردة , ذلك الوحش الواقف لكل منا بالمرصاد , أريد أن تواجهي ذلك الوحش اللعين , أن تعرفي ماهيته وتتغلبي عليه.

عندما كنت طالباً جامعياً قبل ربع قرن , كانت الوجودية فلسفة العصر , وكنا كلنا نتكلم عن العدمية لكننا أقبلنا إلى عالم ملؤه النشاط والسعي الدؤوب . أما اليوم فلا أحد يتكلم عن العدمية , ولكن يبدو أن العالم مليء بها.

كلما راودكِ هذا الحس بالتفاهة أريدك أن تكوني مستعدة . فالتفاهة لن تجد طريقها إليكِ إذا كنتِ منهمكة في العمل. ويمكن أن تحاربيها باللجوء إلى المهارات التي تنطوي عليها مهنتك والمهارات الأخرى التي تلقنتِها في هذا المكان . وهكذا تبلغين أعماق العالم وتساهمين في إعطائه شكلاً أفضل. يمكنكِ , مثلاً , أن تنقي الهواء والماء.
كما يمكنكِ دفع عجلة العدالة لتعمل من جديد , ويمكنكِ أيضاً تقريب اليوم الذي تطبق فيه المقاييس نفسها على الأغنياء والمحرومين . يمكنكِ كذلك محاولة العثور على الدوافع التي جعلت الناس , من كل بلد ودين , يفرضون العذاب على سواهم .
وإذا شئتِ أن تصارعي التفاهة حقاً , فحاولي أن تفهمي كيف يستطيع الناس إحياء الآخرين وقتلهم في آن :
كيف يقلقون عندما تُحصر طفلة صغيرة بين فكي آلة , لكنهم يهدمون قرية كاملة في أقل من طرفة عين
ويمكنك اليوم إيقاف حرب السنة المقبلة , قبل أن تبدأ هذه الحرب , لئلا يسرع الكبار في إرسال الصغار إلى الهلاك .

وبينما أنتِ تفعلين هذا كله تذكري أن جميع الحقوق التي حصلتِ عليها كامرأة هي مكاسب حققها لكِ ولجيلك جهاد النساء , وثمة فتيات صغيرات يولدن الآن , لن تكون لهن الحقوق التي لكِ إلا إذا حافظت عليها وحاولتِ تحصيل المزيد .
إن مرجل الحياة المتحضرة لا يغلي من تلقائه , فيحسن أن تضعي شيئاً في القدر للذين يأتون بعدكِ.

ثمة الكثير من الأمور التي تشغلكِ بقية أيام حياتكِ ولكن ليس في وسعي أن أعدكِ بأنها ستقضي على ذلك الحس بالتفاهة , لكنها ستنقصه إلى حدٍ يمكن احتماله , وهذه المشاعر من شأنها أن تمنحكِ شعوراً بأن الأمور تتحرك إلى الأمام وأن سعينا لا يذهب أدراج الريح .

ها أنا أخال جبينك مقطباً بطريقته المعهودة التي أحبها , وارى ذلك التغصن بين حاجبيك علامة الشك .
ترى أي دافع يحدوني – في هذا اليوم العامر فرحاً ورجاء – على الكلام عن التفاهة والعدمية ؟
أجل لقد شئتُ لكِ أن تستجمعي هذا الرجاء وذاك الفرح لتسددي بهما شعاعاً يخترق جوهر خيبتنا ويعريه أمامنا.
أريد لك أن تكوني فعالة :
أن تفعلي الخير عندما تقدرين , وتحملي براعتك وعقلك درعاً ضد استهتار الآخرين .
وفوق ذلك كله , أريد أن تضحكي وتستمتعي بحياة من إبداعكِ واختياركِ وسط عالم هو كذلك صنع يديكِ .
كما أريد لِك أن تكوني قوية وصلبة ومقاومة ومفعمة بالإحساس .
أريد أن تكوني كل ما أنتِ , أن تحققي أعمق ما في ذاتكِ .

وأريد أيضاً أن تتحلي بموهبة الكشف , إذ لا شيء عظيماً حقق من دون هذا الحس الخلاق , كولمبوس كان له هذا , وما من أحد أنجز أمراً خطيراً إلا به . اضحكي على نفسكِ , ولكن إياكِ وتوجيه الشك إلى نفسكِ , كوني جسورة , ومتى رسوت في مكان غير أليف , فلا تتركي جزءاً منك على الشاطئ , بل اذهبي بكليتكِ ولا تتوقفي عن الكشف . كوني شجاعة بما يكفي لتعيشي حياتكِ على سوية المبدعين . فالإبداع يقضي بكِ إلى أمكنة لم يطأها أحد قبلاً . اتركي مدينة الراحة والاستكانة واذهبي إلى صحراء الحدس . ليس ثمة من حافلة تنقلك إلى ذلك الموضع , العمل الشاق والمغامرة وخوض المجاهيل , هي تحملكِ إلى هناك , ولسوف تكتشفين شيئاً رائعاً ... إنه ذاتك بالذات .

هذه هي كلمات الوداع أقولها لكِ اليوم قبل أن يغلق الباب بيننا, لتكن لك الحياة والسعادة.

للمناسبة , اسمعي : إني أحبكِ . ".



ابويزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-2009, 11:12 PM   #2
مشرف سابق
 

حكيم البادية is on a distinguished road
افتراضي رد: امنيات اب الي ابنتة

مشكور أبو يزن على ما طرحته وأتمنى لك التوفيق ... شكراً



حكيم البادية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-29-2009, 07:00 PM   #3
شخـصيه هـامه
 

المستشار1 is on a distinguished road
افتراضي رد: امنيات اب الي ابنتة

الأخ العزيز والقدير والمشرف المحترام /أبو يزن
مشكور على ما طرحته وأتمنى لك التوفيق والله يعطيك مليون عافيه



المستشار1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-30-2009, 02:29 PM   #4
اداري عام المنتديات
 
الصورة الرمزية أميرة الورد
 

أميرة الورد is on a distinguished road
افتراضي رد: امنيات اب الي ابنتة

أشكرك ع هالطرح

يعطيك العافية

لك الود وباقات الورد

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أميرة الورد



أميرة الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-2010, 07:40 PM   #5
مشرفه سابقه
 
الصورة الرمزية بنت رجال
 

بنت رجال is on a distinguished road
افتراضي رد: امنيات اب الي ابنتة

رائـع ماطرحت..
دمت بخير..



بنت رجال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر



أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
ضوابط النجاة من الفتن الحمدان المنتدي الاسلامي 10 01-06-2021 10:09 AM
سبيل النجاة الحمدان المنتدى العام 4 06-18-2019 03:31 AM
عجائب النجاة الحمدان المنتدى العام 11 06-15-2017 04:25 AM
النجاة من الظالمين الياقوت ديوان الشاعر محمد بن مستور الشمراني 2 10-31-2014 02:34 AM
نحر ابنتة وهي تقول يبة السكين تعورني ابويزن الخواطر والقصص والروايات 14 10-18-2009 06:14 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية