منتديات قبائل شمران الرسمية


الخواطر والقصص والروايات يهتم بالخواطر والقصص والنثر التي من نزف الأعضاء

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 10-24-2007, 06:34 PM   #1
شاعر
 
الصورة الرمزية مصلح الشمراني
 

مصلح الشمراني is on a distinguished road
رائحة الموت,,,قصه واقعيه مؤلمه(الجزء الأول)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذه قصة واقعية مؤلمة حزينة بعض الشي .. آمل أن تنال إعجابكم .. وأن أقرأ ردكم وتعليقاتكم عليها ..
------------------------------------------------
رائحة الموت
- 1 –
في إحدى ملاهي مدينة الرياض ، كنت واقفا مع زوجتي ، نراقب ابنتنا ندى ذات العامين تلعب في إحدى الألعاب الكهربائية ، كانت البنت يبدو عليها البرود وعدم الاهتمام باللعبة ، ولم تكن فرحة جدا باللعب كما غيرها من الأطفال . كانت ندى بطبعها هادئة جدا ، تذكرني بهدوئي عندما كنت صغيرا ، كان أهلي يمتدحون ذلك الهدوء ، وذلك الصمت الذي يعتريني أحيانا ، كنت وقتئذ استمتع بمنظر الوجوه وهي تتحدث ، وأبدأ أحلل النظرات والكلمات بطريقتي ، ولم أكن ألجأ إلى هذه الطريقة دائما بل في كثير من الأحيان . وحيث أن الشخص يحب نقيضه في الأمور التي لا يحبها ، لذا كنت فرحا جدا ، عندما رزقنا الله بزهرة أخرى تختلف عن أختها ، زهرة أخرى بعبق مختلف ، أضفت إلى البيت رائحة أخاذة ، فقد كانت غادة تحب اللعب ، كثيرة الحركة واللهو ، تستجيب لما تقوم به من كلمة أو حركة أو لهو ، كما أنها تعبر عما في داخلها أريد هذا ولا أريد ذاك ، وصوتها يملأ البيت بكاء وصراخا وحديثا . كبرت غادة وأخذت تلعب مع أختها ، وأصبح البيت يعج بالحركة و الصخب ، على الرغم أنه لم يكن هناك تشاحن أو خصام بينهما ، نظرا لطبيعة ندى الهادئة والمتسامحة ، وكذلك لم تكن غادة ذات مشاكل ، كل ما في الأمر أن البيت أخذ يسمع له صوت . في الشهر الحادي عشر خطت غادة خطواتها الأولى ، وبدأت تدب على قدميها ، فأصبح لها رونق آخر وهي تسير في أرجاء شقتنا وبجانبها أختها تمسك بيدها ، تسير بها هنا وهناك ، يلعبان معا ويلهوان معا ، ويذهبان معي إلى البقالة لشراء بعض الحلويات والحاجيات . كما بدأت غادة في نطق بعض الكلمات البسيطة ، زادتها جمالا ، وجعلنا نستمتع برنين تلك الكلمات وطريقة نطقها ، وكذلك حديثها مع أختها وكيف يتفاهمان معا . بمرور الأيام بدأنا نلاحظ تقوسا في قدمي غادة ، كانت تسير وتتمايل تقريبا يمينا وشمالا ، وللحق فقد كنت اعتقد أن حفاظ الأطفال له دوره في ذلك ، لكن إحدى قريباتي هي التي نبهتنا لذلك ، وذكرت أن الحفاظ لا يعمل ذلك التمايل الشديد . ذهبت بها إلى أحد المستشفيات الحكومية الكبيرة ، وأجرينا لها بعض الفحوصات اللازمة ، فاتضح أن لديها نقصا في فيتامين ( د ) ، ونصحونا أن تتعرض البنت لأشعة الشمس ، فهي أكبر مزود للفيتامين ، وأعطونا كذلك شرابا تأخذ منه البنت خمسين نقطة لمدة شهرين ، ثم خمس نقط يوميا ولعدة أشهر ، كما أخذت أمها تسقيها وتدهن قدميها بشراب ( الحوت ) بناء على نصيحة الأمهات . كم أتذكر تلك اللحظات التي تكون فيها غادة سعيدة ، تلعب بألعابها أو مع أختها ، وعندما يحين موعد الجرعة تناديها أمها ، ثم تفتح البنت فمها ، وعن طريق حقنة بلا إبرة تدفع سائلا مرا من فيتامين دال داخل فمها ، ولشدة مرورته ، كانت تقف قليلا و يتغير وجهها ، ثم تعاود نشاطها من جديد . بعد مرور فترة من العلاج ليست فصيرة ، تحسنت حالتها كثيرا ، وبدأ التقوس يتعدل ولكن ببطء ، وذهب قليل من ذلك التمايل الذي كان يظهر عليها أثناء مشيها ، فحمدنا الله على ما تحقق ، ثم سارت الأيام بنا جميلة إلى أن بدأت الحكاية ..
---------------------------------------------------------

- 2 –
في مساء يوم أحد ، اصطحبت غادة معي في مشوارٍ سريع ٍ إلى قريب لي لأعطيه غرضا ما ، كان عمرها وقتئذ سنة وستة أشهر ، وقفت بالسيارة أمام العمارة التي فيها شقته ، وجاء قريبي وأعطيته الغرض ، ومن عادته أن يلاعب غادة قليلا ، لكنها لم تتفاعل معه كعادتها ، أثار ذلك انتباهي . في طريق عودتنا إلى البيت لاحظت في وجهها شحوبا ، قلت لعله من آثار مرض الزكام الذي أصيبت به قبل أيام ، وعندما وصلت البيت حكيت ذلك لأمها الذي وافقتني على ذلك التفسير . سارت أيامها القادمة على ذلك الكسل والخمول والوجه الشاحب ، حتى جاء صباح يوم الجمعة ، فقد استيقظت معي في العاشرة صباحا ، وتناولنا إفطارنا معا ، وبدأت في قراءة الصحف ، بينما كانت تلعب بجانبي بوجهها الشاحب ، عندما عدت من صلاة الجمعة وجدتها نائمة ، استغربت الأمر ! فلم يكن من عادتها أن تنام مرة أخرى بعد استيقاظها ، فضلا عن نومها باكرا ليلة الجمعة ، واستمرت في نومها حتى الرابعة عصرا . في تلك الأثناء كنا نتناول غداءنا في صالة الشقة ، عندما استيقظت وأقبلت علينا بوجهها الشاحب المتكدر ، و بمشية غير متزنة ، فقدكانت المسافة من غرفتها إلى الصالة ثمانية أمتار تقريبا ، مشت خمسة منها ثم سقطت على الأرض وهي تبكي ، نهضت من مكاني وحملتها ووضعتها بجانبي . بدأت تظهر منا بعض التفسيرات لسقوطها : - لعلها شوكة في قدميها .. - بل لعلها قطعة زجاجة .. - أو لعلها دعست على شيْ آلمها .. - بل لعلها .. تحسست قدميها بيدي ، لا أثر لشيْ ، ولم تصرخ بمرور يدي عليها ، ومازلت تبكي متكدرة ، أكملنا غداءنا ، واستعدينا للخروج ، فلديهم زيارة لأقاربهم ، وبدأنا نعتبر الأمر عاديا كونه أمر عارض سيزول . في المساء اتصلت عليّ أمها ، لتخبرني أن البنت رغم أنها لم تمشي فقد بدت سعيدة ، وأنها تلعب مع الأطفال وتتفاعل معهم . في ظهر السبت ولما عدت من العمل ، كانت في الصالة هادئة ، جالسة بوجهها المتكدر ، سألت أمها عنها ، قالت : لما استيقظت لم تمش ، فحملتها ووضعتها في الصالة .. ذهبت إليها ، حملتها ، وقبلتها ، حاولت معها أن تمشي فرفضت كليا ، تحسست قدميها مرة أخرى ، لا يبدو هناك شيْ !حركت قديمها وحاولت منها أن تدفعني بقدميها ، فإذا هما قويتان وتحركهما بطريقة طبيعية ! لكن البنت في نهاية الأمر ترفض المشي على قدميها !! قررت الذهاب بها إلى طبيب ، ولكن ليس أي طبيب ، فالحالة ليست مرضا عاديا كزكام أوكحة ، بل هو أبعد من هذا ، إنها قضية مشي ، كان هناك طبيب له سمعة طيبة يعمل في مستوصف ، لكنها لا يعمل إلا ما بعد الثانية عشر ليلا .. ومع ذلك قررنا الذهاب إليه ، فهو الأفضل . في تمام الحادية عشر ليلا ، كنا في المستوصف ومعنا غادة التي مازالت مصرة على عدم المشي ، كان رقمنا أربعة في سجل المنتظرين ، ... في تمام الثانية عشرة وصل الطبيب ، وبعد نصف ساعة جاء دورنا ، كنا في لهفة تامة لمعرفة سر عدم المشي ، دخلنا على الطبيب ، أخبرناه بالأمر ، فحصها ، قال : لديها زكام سيذهب بمرور الأيام ، قلت: لا يهمني أمر الزكام المهم لماذا لا تمشي ؟! طلب الطبيب منها المشي ، فرفضت تماما ، أنزلتها وطلبت منها أن تمشي وشجعتها بحلوى ، رفضت أيضا ، فحص قدميها ، ثم قال : قد يكون هناك شيْ ما في قدميها ، والطفل يخاف أكثر لذا تجده يرفض المشي لوجود ما يؤلمه .. أكد لنا أن لا شيْ يعيقها عن المشي ، ولكن اصبرا عليها قليلا ، حتى يزول ما في قدميها أوتنسى أمره ، وستعود للمشي مرة أخرى . في تلك الليلة ، عاد إلينا بصيص أمل من كلام الطبيب ، فهو أدرى منا بأي حال ، ولعله كما قال أمر عارض وسيزول ، ولم نكن نعرف أن الأيام كانت تخبي لنا مناظر مرعبة

-----------------وللمعلوميه القصه منقوله---------------------------------

وللقصة بقية فانتظرونا ،،،،،


__________________



مصلح الشمراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر



أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
القضايا الأسرية..الجزء الأول الممتاز الأسرة السعيدة والمجتمع 4 07-14-2010 11:20 PM
رسالة زوجة إلى زوجها (( الجزء الأول )) طارق آل مزهود الأسرة السعيدة والمجتمع 6 02-07-2010 11:19 AM
صورجديده في عالم التكنولوجيا ( الجزء الأول ) ابن الجبل الصور والمناظر الطبيعية ومقاطع الفيديو 5 02-16-2009 01:29 PM
حينما رافقتني رائحة الموت لبضعة دقائق وبكى الناس من حولي وأيقنوا بالهلاك!! ملك القلوب الخواطر والقصص والروايات 1 07-20-2008 09:48 AM
صور اللاعبين وهم صغار الجزء الأول علي الساهري الصور والمناظر الطبيعية ومقاطع الفيديو 8 07-09-2008 05:22 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية