ذكريات من التاريخ والادب العربي ( ابوالطيب المتنبي بين سيف الدوله و سيوف اعدائه من الشعراء )

قيل في المثل العربي ( الشاعر لسان قومه ) وقيل ايضاً ( كم من شاعراً قتلته لسانه حتى لو لم يكن القتل بمعنى الموت ) .


اين نحن من زمن ابوالطيب المتنبي أعضم شعراء العرب واكثرهم تمكناً باللغه العربيه واعلمهم بقواعدها وبمفرداتها , صاحب كبرياء وطموح محب للمغامرات في شعره اعتزاز بالعروبه وتشاؤم وافتخار بنفسه , افضل شعره في الحكمه وفلسفة الحياة ووصف المعارك , انه شاعر مبدع عملاق غزير بالانتاج يُعد بحق مفخره للأدب العربي .. هذا ما قاله احد الكتاب المؤرخين عن ابوالطيب .

فما عسانا ان نقول عن بعض مانراه اليوم من ما تبقى لنا من الموروث اللغوي واختلاط مفاهيم الناس بين الماضي والحاضر والصراع القائم بين شعر الفصحى والشعر العامي النبطي إن صحت التسميه .

مضاف لها موروثاتنا الشعبيه وما نراه من غزارة من الكم بعيداً عن الكيف وبعض الشعراء وقصائدهم التي تعيدنا الى التعصب الجاهلي ونسي الشعراء بأن ابواب واغراض الشعر كثيره ( واختصرت في انا وانت وكنا وكان ونحن ...... ) .


أعود الى ابوالطيب المتنبي ذلك الشاعر الطموح اللذي عاش متنقل من مكان الى اخر يطارد طموحات نفسه حتى استقر به المقام لدى سيف الدوله في الشام في حلب وجد عنده المكانه فأبدع وارتبط اسمه بإسم سيف الدوله , كثر حساد ابوالطيب وكلما كبر شأن الانسان كلما كثر اعداءه من الحساد هكذا هي الحياة .

ولكن يبدوا ان ابوالطيب المتنبي كان قد اطلق لفكره ولسانه ما لم يكن يحسب لما سيأتي غداً حتى وصلت به طموحاته الى ان مدح نفسه بأكثر مما مدح به سيف الدوله , ليُغيض به اعدائه ضناً منه ان ذلك لن يتعدى كونه تحد شعري بينه وبين الشعراء ( لكنها كانت زلة لسان كما يقال قاتله ) .

كاد له اعداءه من الشعراء لدى سيف الدوله من هذا الباب فلم يترك احداً من اعداءه حتى هجاه فلما رأى ما رأى من سيف الدوله من تجاهل قرر الرحيل , رحل لكافور مصر لعله يجد مكاناً يضاهي به سيف الدوله ولكن لم يتحقق ذلك له .

عاد الى العراق ثم الى فارس ثم اراد ان يعود الى الكوفه و في طريقه اعترضه احد من كان له عداوة معه ومعه عدداً من الفرسان , وحينما أدرك بأنهم قاتليه حاول الفرار فقال له احدهم ألست القائل
( الخيل والليل والبيداء تعرفني .... والسيف والرمح والقرطاس والقلم ) وهذه من آخر القصائد التي قالها في مجلس سيف الدوله مادحاً نفسه .

فانكف راجعاً قال بلى , فقال خصمه أين أنت من هذا البيت ! فعاد اليهم مقاتلاً فقتلوه .


وكان هذا البيت سبب نهاية ابوالطيب المتنبي ..

........

الخلاصه :
يا شعراءنا الافاضل اخشى عليكم مما نسمع كل يوم من اشعار قد تضعكم ذات يوم في موقفاً لاتحسدون عليه , فالله الله وما تقوله ألسنتكم .

............................................

اسمحولي ان آخذكم معي الى بعض من وجدانياتي لأخفف عنكم عناء ما قرأتم بعيداً عن شعر الحماسه وما قد يؤدي اليه /

يا غايبه عن عيوني صورتك حاضره .. اعيشها في خيالي كل ماجيت انام
طيفك يخيم علي وارتاح و آسآمره .. واعيش حلماً حقيقي فيه عشق وغرام
ياللي ملكتي فؤادي اوله وآخره .. تستاهلين الوفى والحب والاحترام
بيني وبينك مواثيق الوفى عامره .. انتي عزيزه وانا والله عزيز المقام
ماني من اللي يده لامدها قاصره .. الفعل يكفيك مني عن كثير الكلام
اموت ولا ( ..... ) ينكسر خاطره .. إما اجتمعنا تفرقنا فراق الكرام


.. والسلام عليكم ..
.. ابونايف الشمراني ..

مقال رائع وقصة واقعية

ورب كلمة تقول لصاحبها دعني

وختامها ابيات غاية في الروعة

كما عودتنا ابو نايف

سلمت يمناااااااك

ماقاله رائعه جداً

فلبد للرجل ان يكون كفواً لما يقول وان يجعل فعله اكبر من قوله

وان يعيى ما يقول ويخاف الله فيما يقول في كتاب الترمذي،
عن معاذ رضي اللّه عنه قال فى حديث طويل وفيه:أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ألا أُخْبِرُكَ برأسِ الأمْرِ وَعمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنامِهِ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! قال: رأسُ الأمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهادُ، ثم قال: ألا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذلكَ كُلِّهُ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! فأخذ بلسانه ثم قال: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قلت: يا رسول اللّه! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟"

صح الله لسانك يا ابو نايف

لك خالص تقديري واحترامي

الخلاصه :
يا شعراءنا الافاضل اخشى عليكم مما نسمع كل يوم من اشعار قد تضعكم ذات يوم في موقفاً لاتحسدون عليه , فالله الله وما تقوله ألسنتكم .

شكرا لك اخي ابونايف على ايراد
هذا الموضوع الهادف ذكريات من التاريخ

اخي الكريم شيهان شمران

شكرا لك على مرورك وكلماتك الطيبه

المقال والصيغة التعبيرية دلالة وعيك وجمال ما تملك من أحاسيس

وكذلك كان البيت الذي يقول :
ماني من اللي يده لامدها قاصره .. الفعل يكفيك مني عن كثير الكلام


صح الله لسانك ياصاحبي القدير جدا

عن معاذ رضي اللّه عنه قال فى حديث طويل وفيه:أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ألا أُخْبِرُكَ برأسِ الأمْرِ وَعمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنامِهِ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! قال: رأسُ الأمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهادُ، ثم قال: ألا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذلكَ كُلِّهُ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! فأخذ بلسانه ثم قال: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قلت: يا رسول اللّه! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟"

صح الله لسانك يا ابو نايف