مشاهدات يومية !!

ليش ياعم بوعلي !!

رهز الباب بقدمه بقوة وهو ينادي افتح الباب ياولد وهو معذور في ذلك ربما لكونه لايعرف أن هناك جرساً لابد أن يقرع أو أنه كان على عجلة من أمره ورأى - رعاه الله - أن رفع يده وطرق الباب ربما يؤدي الى تأخره عن مكتبه العقاري وفرشته الخضراء التي يتوسدها كل عصريه أمام باب المكتب لأن أبا علي - أطال الله في عمره الى مابعد المئة والخمسون - لايحب هواء المكيفات كما صرح لمريديه ذات يوم ولذلك فإنه يجب أن لاتأخذك الدهشة فيما لو أردت أن تزور أبو علي في شهر اغسطس عندما تكون درجة الحرارة فوق الخمسين درجة مئوية وقال لك تعال نتبرد قدام المكتب !!
أما لماذا رهز أبو علي الباب بقدمه فقد كان يهدف الى بث الرعب في قلبك حتى لاتحاول أن تجادله عندما يلقي بقنبلته المدوية على مسمعيك فهو وإن كان أمياً يتفاخر بذلك في مجالسه الخاصة والعامة الا أنه يفهم في أصول الإثارة وخاصة إثارة الرعب في النفوس .
(انت تسمعني ياولد ) هكذا قال أبو علي بصوته المجلجل والذي جعل الأطفال الصغار يختبئون تحت الكراسي وهم في حالة ارتجاف شديدة لم نعهدها الا في تلك الحمى التي تتلبسهم في ليالي الشتاء القارصة البرودة .
(ايجارك الشهرالجاي سبعتشر ألف واذا ماتقدر ابيك تفرغ البيت خلال اسبوع أنت تسمع ؟!!) هنا ألقى أبو علي بقنبلته شديدة الإنفجار على أذني الرهيفة والتي أكاد أجزم بأنها لن تتحمل ولو لشظية واحدة من شظايا تلك القنبلة فما بالك بالقنبلة بأكملها ! فمن خمسة عشر ألف ريال ايجاراً لتلك الحفرة الضيقة المسماه شقة الى سبعة عشر ألف ريال !!
ليش يابو علي ؟!!
هكذا أتت هذه الكلمة عفوية برئية لتنطلق من على طرف لساني ولكن لمن ؟!!
لقد غادر أبو علي المكان كطائرة الشبح ولم يبقى الا تلك الرائحة المعتادة والمضمخة بعرق الصيف المعتق والتي دائماً مايتفضل بها أبو علي ربما تكرماً منه على المكان الذي يتواجد فيه أو حتى يمر به !



مساءكم عطرولكن ليس كعطر أبو علي !!