مثـل شـعبي يـدك والحـار🌾

مثـل شـعبي

يـدك والحـار

الكاتب ناصر الحميضي
لمثل الشعبي القائل: "يدك والحار" يتضح معناه مباشرة من مفرداته والسياق الذي يمكن أن يتضمنه، كما أنه يفهم وقت سماعه مباشرة لا يحتاج توضيح يذكر، فالشيء الحار يستوجب الحذر وكف اليد عن الوصول إليه، ويعقب الحذر الانتباه ومن ثم التصرف. ويعد المثل من حيث تصنيف الأمثال طولا وقصرا، من أقصرها، فأقصر منه كلمة، وبعد ذلك كلمتان وهكذا.
فالمثل المكون من كلمة غالبا يكون وصفا بما يقلل، أو بما هو عزيز مشرف.
ولأن في حياة الناس ما يحذر منه أو يستوجب الصيانة والحفظ، كحقوق الغير، والتعامل مع الأقوى، والاهتمام بالمخاطر، وتناقل الكلام، والحذر من ترويج الأكاذيب والشائعات.. الخ، تعين وجود مثل أو حكمة تنبه الناس وتختصر القول، فكل هذه يقال لمن هم بها أو استهان بها (يدك والحار)، ولو أننا وجدنا من يستهين بالدين وبالخطوط الحمراء كالوطن والمجتمع والعادات الحسنة والتقاليد الطيبة ومكارم الأخلاق فإننا نقول له: انتبه، يدك والحار.
واستخدمت اليد وإن كان المعنى غيرها، لسهولة تلقي الاستعارة أو التشبيه، وفهم المطلوب.


يقول الشاعر: عبدالله المفضلي، في هذا المعنى:

إي والله أدري مار ما كني أدري
إلزم حدودك وانتبه "يدك والحار"
مقابر أسرار المعارف بصدري
وأموت ما بيّحت سر من الاسرار
اراقب ألفاظي ولا اهين قدري
وش قيمة الرجّال لا صار ثرثار
ومن القصائد في هذا المعنى أيضا، ما قاله شاعر آخر لهذه الأبيات، يوضح استخدام المثل في جانب تقدير الحقوق وعدم التعدي عليها، وكأنه يحذر من الوصول إلى شيء ليس له أو الاستهانة به.
يقول الشاعر:

لو هي مصامخ روس ومصامخ أشعار
وكلٍ علـى المرقـاب يبغـى يعـدّي
أنافس أهل الطيـب وافيـن الاشبـار
ولي الشـرف دام الدعـاوى تحـدّي
والهرجة اللي مالهـا قيـس وعيـار
تجيـب شــيٍ ما يـحـب أو يــودّي
بذكّـرك وأقـول لـك (يـدك والحـار)
وعلى حقوق النـاس ما انـت متعـدّي