كن أنت كما أنت 🌹

كن أنت كما أنت

لماذا لا نُبحر قليلاً في استبطان ذواتنا والاستبطان كما عرَّفه العلماء «هو التأمل الباطني والغوص في أعماق النفس والتفتيش بدواخلها وهو منهج قائم على أسس البحث العلمي الذي يتم استخدامه بكثرة من قِبَل المدرسة البنائية، ويتلخص هذا المنهج في ملاحظة الفرد المدققة لإدراكه ومشاعره وخبراته وانفعالاته ملاحظة متعمدة صريحة، تهدف إلى وصف هذه الحالات وتسجيل هذه الملاحظات وتحليلها.

نحن كبشر قد خلقنا الله سبحانه وتعالى على فطرة فُطرنا عليها، والتي تشكل الشخصية من الداخل قبل أن تُطبع عليها كل المدخلات التي قد تكون بعضها مقيتة! ونحن أصغر بكثير من أن نسدي النصائح لأحد، لكوننا بشرا له ماله وعليه ماعليه، وهذا ما دعانا لهذا هو ما تزخر به الفضاءات الحرة الطليقة من أخبار وحوادث بحلوها ومرها إلا أن مرارتها تتفوق!

لماذا لا نُبحر قليلا في استبطان ذواتنا والاستبطان كما عرَّفه العلماء "هو التأمل الباطني والغوص في أعماق النفس والتفتيش بدواخلها وهو منهج قائم على أسس البحث العلمي الذي يتم استخدامه بكثرة من قِبَل المدرسة البنائية، ويتلخص هذا المنهج في ملاحظة الفرد المدققة لإدراكه ومشاعره وخبراته وانفعالاته ملاحظة متعمدة صريحة، تهدف إلى وصف هذه الحالات وتسجيل هذه الملاحظات وتحليلها.

فالاستبطان وصف لحالة الشعور أو تأمل لما يجول في الذهن، إنه الحس بالإحساس، وانعكاس الشعور على نفسه. "والذي يستخدمه الإنسان لفهم شخصية الإنسان وسلوكه وخاصة الإنسان نفسه بأن يستبطن ذاته ويسبح في دهاليزها دون غيره لفهم ذاته أولا، وبكل تأكيد إذا ما كان استبطانه في خلوة فريدة نافذة إلى عمق الذات الفطرية النقية سيجد فيها خيرا كثيرا، هذا الخير الذي نقب عنه بداخله سيطفو على السطح، على وجهه، وعلى مشاعره وعلى وجدانه وعواطفه، ومن هنا يتشكل السلوك الإنساني برمته.

وبذلك سيكون الإنسان أكثر وعيًا بمكانته في المجتمع الخاص به، ومن خلاله سيتمكن من إقامة مجموعة من العلاقات الاجتماعية، وأساس هذه العلاقات الاحترام المتبادل بين كافة الأفراد والجماعات! ولعلم النفس مجموعة من المناهج من أهمها منهج الاستبطان في علم النفس.

إن أعظم ما خلقه الله بدواخلنا هو الحب ونعتقد أن التنقيب عنه في دواخلنا بالاستبطان الحر الدفين في النفس ذاتها سيخرج لنا هذا الحب وبكل تأكيد. الحب لكل ما خلقه الله على وجه الأرض فكل خلق الله هو صنعته ولا نعتقد أننا نحن لا نمقت من لا يحب شيئا صنعناه؛ فكيف برب العباد وخالق كل شيء سبحانه وتعالى وبالتالي صنعته عز وجل تنزه عن كل مثال وتشبيه، وإنما لتقريب وجهات النظر ومدى حبنا لما نصنعه فالله أولى بهذا الحب ذلك بأن نمعن النظر في كل خلقه ثم نحب كل خلقه لأننا نحبه قبل وبعد كل شيء، وبالتالي حب جميع ما خلق وبهذا يستقيم هذا العالم المليء بالتنمر والتذمر والكراهية والشوفونية حتى يتطور الأمر من الأفراد إلى جماعات ثم دول وحروب وهلاك.

إن ما يمر به عالمنا اليوم ابتداء من العلاقات الإنسانية الفردية وانتهاء بما يحدث بين الدول من حروب فردية وجماعية ودولية، هو إقصاء لهذا الحب الذي فُطر عليه الإنسان نفسه فأقصاه بفعل التسيّد المادي في عصر المادية البحتة والمدمرة للإنسانية ذاتها والتي يتشدق بها المطالبون بحقوق الإنسان والذين هم أنفسهم من يدمرون الإنسان والإنسانية على حد سواء، ونعتقد أن الصمود أمام هذا الطغيان المادي المدمر هو استنهاض الفرد نفسه لبواطن ذاته ومكامن الحب فيها.

لقد سلط الله علينا ما يدعى بـ الترند(Trend) وهو ما هرع إليه من ضعاف النفوس وطالبي القريشات التي يذهبون إلى منبعها كل يوم ليلتقطوا ما يُقذف إليهم من (بقشيش)! وهو ما استشرفته في كتابة نصي المسرحي (شق المبكى) والذي كتبته عام 1998م قبل ظهور هذه الوسائل بأن مستثمرين أجانب أتوا لإزالة الحوائط الإسمنتية للمنازل وبناء مدن منازلها من زجاج فيصبح الكل مكشوفا لبعضهم والكل مكشوفا للعالم إلى أن دخلوا غرفة نوم البنات وجعلوا حائطها المشروخ زجاجا، وسط اعتراض البعض وموافقة البعض الآخر، مع إصرار شخصية أبو سالم وأحد أبنائه على ذلك طمعا في توفير المال!

عالم إلكتروني لا أعلم أهو مقصود بتدمير الذات من الداخل أم لاستدرار الجيوب، وإنما نعلم أن الكل قد هرع لالتقاط ما يُقذف إليهم، دون تفكر وتدبر إلى ما تهدره أفعالهم من تدمير الذات من الداخل وتآكل جميع الفضائل فيها وبالتالي جمع العلاقات الإنسانية التي فطرت في الأساس على الحب والفضيلة! سبق وأن كتبت نصا مسرحيا بعنوان (المتاهة) عام 2008 وهو نص عبثي (Absurd) وقد حاز على جائزة وهذا النص يتحدث عن جمع من البشرية في مكان شبه أثري ينقب البعض قيه عن كنز، إلا أن أغلب الشخصيات تنطق بكل ما يخطر على ذهنها من كلمات دون أي تلاقٍ منطقي مع الآخرين، لكنه مليء بالرموز وبالدلالات التي تحيِّر المشاهد أو القارئ عن جدوى هذا العبث الزماني والمكاني وأيضا المنطقي في ترابط الخطاب لكنه يأسر القارئ بجدية الشخصيات التي تتمتع بنوع من الرزانة والثقة فيما تفعله، لكننا في نهاية النص المسرحي نكتشف أن هذا العالم الذي نراه في مصحة نفسية! ونعتقد أن هذا النص قد استشرف ما نحن فيه الآن!
الكاتبة/ د. ملحة عبدالله

بارك الله فيكي مشرفتنا الغالية
دمت بخير

طرح رائع
فشكرا لك لحد روعتك

تسلم الايااادي وننتظر قاادمك
كون بخير

شكرا على الموضوع
جزاك الله خير الجزاء
تحياتي وتقديري

مقال جميل

شكرا على الطرح المميز
جزاك الله خيرا
تسلم يداك ولك كل التقدير والود

بارك الله فيك على الطرح الرائع
إستمر ولك التوفيق بـإذن الله
ونفعا الله وإياك بما تقدمه

تقديري وإحترامي

بارك الله فيك على المشاركة
اثابك الله الأجر
واسعد قلبك في الدنيا والاخره
دمت بحفظ الرحمن

بارك الله فيك

ودمتم بخير