صورة مشرقة من صنائع المعروف
نقل أحد قضاة المحكمة العامه بالرياض ... صورة مشرقة من صنائع المعروف ... يقول كنت في المحكمة قبل عشر سنوات من عام ( 1435) دخل علي شخص سعودي تعرفت عليه في الحج... وقال جئت لأسلم عليك..... وذكروقال لي حادثةعجيبة يقول كنت في مجلس وذكر أحد الحاضرين أن شخصا من سوريا مسجون بسبب دين وقدره (مئة وخمسة وعشرون ألف ريال) نتج من حادث مروري حصل عليه... توفي في الحادث شخص سوداني وتلفيات في سيارته... والخطأ على السوري (مئة في المئة) وسمعتهم يقولون في المجلس أن السوري يقول لوخرجت من السجن جمعت المبلغ وسددته... فذهب السعودي وكفل السجين وهو ﻻيعرفه فأخرج من السجن... يقول نسيت الموضوع وبعد سته أشهر اتصل علي المرور وقال لك موعد في المحكمه بسبب الكفاله فقلت لم يسدد الرجل ؟؟؟ قالوا لا فكلمت من ذكر السوري في المجلس أين هو ؟ قال سافر لسوريا فقلت في نفسي أنه هرب فطلبت رقمه واتصلت عليه وقال إني لم أهرب ولكن ذهبت لأجمع المبلغ فجمعت ثمانين ألف ريال ... ولعلك تؤجل موعد المحكمة شهرين حتى أكمل الباقي.... أنا غير مصدق وفي شك من هذا الكلام فذهبت للمحكمة وطلبت تاجيل الموعد حتى يحضر السوري وفي الموعد المحدد حضر فعلاوحضر ورثة السوداني أصحاب الدية وهم أشقاؤه الثلاثة لأنه لم يتزوج وأبواه ميتان.... وجلسنا عند القاضي وسأل السوري هل أحضرت المبلغ قال نعم فلما رأى السودانيون إحضار المبلغ ووفاءه ... قالوا ياشيخ نحن متنازلون عن كامل المبلغ وخذوا من المبلغ عشرين ألف وسددوا دين على أخي المتوفى رحمه الله وباقي المبلغ متنازلين عنه لوجه الله ... يقول الشخص السعودي فقلت لأحدهم أين تعمل فقال محاسب براتب ألفين وسالت الثاني فقال سائق عند عائلة بألف وخمس مئة و الثالث فقال أبحث عن عمل... يقول القاضي : فلا أدري ممن أتعجب هل من شهامة هذا الرجل السعودي الذي كفل من لايعرفه... أم من وفاء السوري الذي وصل إلى بلده ثم عاد باختياره... أم أتعجب من عزه السودانيين على قله ذات يدهم وحاجتهم ..... فكم نحن بحاجه إلى مثل هذه الصور المشرقة حتى يستمر بذل الخير والمعروف بيننا ...... !!!
|