منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدي الاسلامي خــاص لاهل السنة والجماعة فقط .!

موضوع مغلق

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 04-08-2007, 09:43 PM   #1
عضو شرف قدير
 

القاضي is on a distinguished road
افتراضي الغفلة التي تقتل القلوب


الحمد لله تفرد بالبقاء، والعظمة والكبرياء، وسع خلقه رحمة وحلما، وأحاطهم معرفة وعلما، وأشهد أن لا إله إلا الله، كاشف الكرب، ومزيل الهم ومثبت الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة بالقول الثابت، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أنذر وبشر، ونصح وجاهد، حتى ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيراً
أما بعد
قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
أيها الأحبة في الله.. كم يسعى الإنسان ويجهد في هذه الحياة الدنيا، قد ملأ قلبه بالطموحات، وغره طول الأمل، وغفل عن كثرة العلل، فانطلق كالسهم يركض خلف مبتغاه ، يعرق ليجمع، ويجمع لينفق أو ليبخل، قد أطغاه حب الجاه، وأرهقه التطلع للمنصب، وأشغله هم الأولاد، وقصم ظهره اللهث وراء الأموال، فيفلح حينًا، ويعثر حينًا آخر، وينهض مرة أخرى لا يبالي بتعب، ولا يفكر في جهد، فقط أن يصل إلى ما وصل غيره بل يزيد على ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلا ومن أصدق من الله قيلا
*********
قال تعالى
إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
يالله كم للدنيا من فتن مغرية تأخذ بلب المرء وقلبه ، وتهد من جسده وقوته ، يظن أنه سيبلغ غايته ، وينال مبتغاه ، وفي لحظة من اللحظات لم يحسب لها حسابًا ، قد انغمس في عمله، يدقق حساباته الدنيوية غافلاً عن حساب الآخرة الشديد، وفي لحظة من اللحظات وهو في غمرة السعادة بين أهله وذويه، أو بين أصحابه وأحبابه، وفي لحظة من اللحظات يعيش نشوة الأموال، وكثرة الأولاد، واستقرار الصحة والجسد، في تلك اللحظة التي يبصر بها من حوله، ويسمع من يحدثه، ويحدث من يسمعه، ويحرك فيها جسده، لا مرضًا يشكو ، ولا علة يعالج، ولا طبيبًا يزور، قوة في جسمه تركب فوق قوة، ونشاطًا في عقله تختصم فيه الأفكار بالأفكار
*********
لحظة رهيبة، ومفاجأة غريبة، فيها توقف كل شيء، ماذا جرى للجسم الصحيح، ماذا حصل للعقل المدبر، ماذا وقع لصاحب الأموال والمنصب والجاه، ما هذه الصفرة التي سرت في جسده، أين سافرت نضرة هذا الجسم المترف
عجبًا أرى: عينين كانتا جميلتين بالبصر، مالهما قد زاغتا لا لفت أو نظر، قم يا رجل، انهض ، فوراءك حياة مليئة بالعمل، أتترك أعمالك، أموالك، جاهك و منصبك
تحرك !!.. لقد ارتخى اللسان السليط ، وخفت الصوت الصارخ، فلا حس أو خبر
حينها تَنادَى الأحباب، وتعالت الأصوات ، أحضروا الطبيب، حركوا الأموال، اتصلوا بأصدقاء الجاه والمراتب العالية، أخبروهم بالمفاجأة، علهم يجدوا الخلاص، والنجاة من المصيبة
*********
أين المفر من القضاء مشرقًا ومغربا
انظر ترى لك مذهبًا أو ملجأً أو مهربا
سلّم لأمر الله وارض به وكن مترقبا
فلقد نعاك الشيب يوم رأيت رأسك أشيبا
يمسي ويـصبح طالب الدنيا مُعنًى متعبا
*********
لقد انتهى كل شيء، وجاء الوعد الحق، لتنسل به الروح من الجسد، وتقلع منه حثيثا، ومن أصدق من الله حديثا
قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
يا لها من مفاجأة يباغت فيها الإنسان، فيؤخذ على غرة، تعددت أسبابها، وتلونت أشكالها، واختلفت أعمارها، وتنقلت أوقاتها، لا تميز بين الطفل والشاب والشيخ، كل له أجله المكتوب، وعمره المحسوب، عند رب رحيم حليم
غير أنها الغفلة التي تقتل القلوب عن هذه الساعة المملوءة بالفاجعة، المقرونة بالبكاء والصراخ ، الممزوجة بالدموع ، المتلونة بالحسرة واللوعة ، على مَنْ ؟
عليّ أنا وأنت وكل مولود كبير أو صغير
*********
عباد الله: اعلموا رعاكم الله أن من علامات الساعة الصغرى كثرة موت الفجأة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة ، رواه الطبراني وحسنه الألباني
وإن المتابع لأخبار الزمان اليوم ليجد عجبًا عجابًا من كثرة ما يقع من موت الفجأة، وهو ما يسمى اليوم بالسكتة القلبية، ومع هذه الكثرة إلا أن جملة منا في غفلة، وكأن ما أتى غيرنا لا يأتينا ولا يقرب من دارنا
عجبًا لنا: كيف نجرأ على الله فنرتكب معاصيه، وأرواحنا بيده، وكيف نستغفل رقابته، والموت بأمره يأتي فجأة، أما سأل أحدنا نفسه: لماذا لا يستطيع أحد أن يعلم متى سيموت، إنها حكمة بالغة، ليبقى المؤمن طوال حياته مترقبًا وداع الدنيا، مستعدًا للقاء ربه
*********
رُوي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال: من أنت ؟ فقال ملك الموت: أنا من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة، قال: فإذًا أنت ملك الموت، قال: نعم، قال : أتيتني ولم أستعد بعد ! قال: يا داود أين فلان قريبك ؟ أين فلان جارك ؟ قال: مات، قال : أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد ؟
يا حسرتنا ـ يا عباد الله ـ على غفلة قد طمت، ومهلة قد ذهبت، أضعناها في المغريات، وقتلناها بالشهوات، وأهدرناها في التفاهات، نسير كأن أحدنا سيعمر ألف سنة، ونغفل كأن بيننا وبين الموت ميعاد مؤجل، كم قريب دفنا، وكم حبيب ودعنا، نفضة غبار القبور من أيدينا أنستنا هول ما رأوا، وعظم ما شاهدوا، وعدنا من دور اللحود وعادت معنا الدنيا، لنغرق في ملذاتها
أين العيون الباكية من خشية الله، أين القلوب الوجلة من لقاء الله، ألا نعود أنفسنا على توديع هذه الدنيا كل يوم، فنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبها الله، ألا نعزم على مضاعفة الأعمال الصالحة من صلاة واستغفار وذكر وبر وصلة، ألا نفكر بجدية مقرونة بعمل أن نقلع من معاصينا، ونتوب من تقصيرنا في حق الله تعالى، ألا نجعل ساعة الموت هذه واعظًا لنا في هذه الدنيا الفانية من الغفلة عن الله تعالى ؟
*********
قال تعالى
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ
*********
اللهم ارحم ضعفنا ، وآنس وحشتنا ، وذكرنا بك ما حيينا ، واللهم التوبة النصوح قبل الممات يا رب العالمين ، استغفروا الله وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم

منقول



القاضي غير متواجد حالياً  
قديم 04-09-2007, 02:33 PM   #2
المؤسس الأول وصاحب الفكرة
 
الصورة الرمزية عايض الشمراني
 

عايض الشمراني is on a distinguished road
افتراضي

الاخ العزيز القاضي

جزاك الله خير على هذا الموضوع

الجيد

بارك الله فيك



عايض الشمراني غير متواجد حالياً  
قديم 04-28-2007, 04:08 PM   #3
مشرف سابق
 

سموالمشاعر is on a distinguished road
افتراضي

الله يجزاك الف خير يالغالي على هذا الجهد

تقبل مني فائق تحياتي وتقديري



سموالمشاعر غير متواجد حالياً  
قديم 05-05-2007, 02:10 PM   #4
 

الرهيب is on a distinguished road
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الرهيب غير متواجد حالياً  
قديم 05-05-2007, 02:36 PM   #5
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية شمراني وافتخر
 

شمراني وافتخر is on a distinguished road
افتراضي

الاخ العزيز القاضي

جزاك الله خير على هذا الموضوع

الجيد

بارك الله فيك



شمراني وافتخر غير متواجد حالياً  
قديم 05-06-2007, 05:31 PM   #6
د.عبدالرحمن بن صالح مؤسس وعضو مجلس الإدارة العليا
 
الصورة الرمزية أبو بلال
 

أبو بلال is on a distinguished road
افتراضي

أخي القاضي

لقد قطعت صك المحبة من محكمتك فأحكمته

فكيف أقاضيك وأنت القاضي

سلم على أهل الساحل



أبو بلال غير متواجد حالياً  
قديم 02-01-2008, 05:33 AM   #7
عضو مؤسس
 

بلقاسم الشمراني is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير

والله يعطيك العافية



بلقاسم الشمراني غير متواجد حالياً  

موضوع مغلق

مواقع النشر



أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
شعبان.. والعبادة زمن الغفلة 🌾 ابو طلال* المنتدي الاسلامي 11 03-22-2021 12:58 AM
اللعبة التي سحرت القلوب منذ أكثر من 20 عامًا 10 معلومات حول إطلاق الجزء الرابع من "Crash" ريهام خالد الكمبيوتر والأنترنت 8 12-22-2020 02:56 PM
الغفلة الحمدان المنتدى العام 8 10-08-2018 10:12 PM
الأندية التي ستشارك في البطولات الخارجية للموسم القادم هي .... " الفريق + البطولة التي سيشارك بها " أبو فيصل الرياضة والرياضيين 13 05-22-2009 01:12 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية