مثل شعبي (مدح النفس سماجة) 🍀

مثل شعبي
مدح النفس سماجة





يقول المثل الشعبي «مدح النفس سماجة»، وهذا من الأمثال المباشرة التي لا تحتاج إلى إيضاح، فقد يضرب للشخص الذي يذكر أعمالا يكسب منها رفعة وفخرا على أقرانه دون مبرر.
فالمجتمع في السابق وحاليا لا يستسيغ سماع الشخص وهو يمدح نفسه، يستعرض شجاعته أو فطنته أو قدرته أو تفوقه على أقرانه.. إلخ.
ويصفون ذلك بالسماجة، وأنه بمدح نفسه يثقل دمه في مجلس سامعيه، والسماجة في هذا الموضع تعني ثقل الدم، والعمل غير المستحسن الخالي من الظرافة والقبول، كما أن السماجة تعني القبح.
فالذي يمدح نفسه يثقل على السامعين الإصغاء لقوله أو قبوله، فضلا عن استحسان، والسامج من الطعام وغيره هو الذي لا تقبله النفس لفساد أو غيره.
ومدح النفس يختلف في بعض المواقف، عندما يكون مطلوبا من أجل استخدام الشخص فيما يتقن، وتوظيفه فيما يقدر عليه، وتوجيهه لصنعة يبرع فيها، وإنما المرفوض من مدح النفس هو ما لا داعٍ لإيراده.
في هذا المعنى يقول الشاعر عبدالله المفضلي:
ماني رفيق اللي يفاخر بالأفعال
أنا رفيق اللي يـخـفّـي فـعـولـه
من خلقة الدنيا ومن ماض الأجيال
مــدّاح نـفـسـه ما يـنـال البطولة
المدح ما يأتي على شرب فنجال
إلّا عـلـى فـعـلا ثـقــالٍ حـمـولـه
فعلٍ يغيض رجال ويفرّح رجال
ويخلّي الصعبات يسر وسهولة

ناصر الحميضي