منتديات قبائل شمران الرسمية


بـوح الـقـصيد للشعراء الأعضاء يختص بالشعر الغير منقول للاعضاء المسجلين

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 02-05-2021, 04:42 PM   #61
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا .. ابن عثيمين


الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا
وَبَيعُكثم يا أُهَيلَ الدينِ قَد رَبِحا
هذي التِجارَةُ لا مالاً يُثَمِّرُهُ
مَن كانَ ذا نَظَرٍ عَن مِثلِهِ طَمَحا
هذا هُوَ النَصرُ وَالفَتحُ المُبينُ بِهِ
جَرَت سَعادَةُ قَومٍ لِلوَرى نُصَحا
قَومٌ سَمَت لَهُمُ الحُسنى الَّتي سَبَقَت
في عالَمِ الكَونِ لا روحاً وَلا شَبَحا
هُمُ أَقاموا شِعارَ الدينِ وَاِرتَفَعَت
بِهِم مَعالِمُهُ إِذ قَد وَهى وَمَحا
فَالآنَ حُجّوا عِبادَ اللَهِ وَاِعتَمِروا
وَجَدّدوا الشُكرَ لِلمَولى الذي فَتَحا
فَيا لَها نِعمَةً ما كانَ أَكبَرَها
وَيا لَها مِنحَةً تَستَغرِقُ المِنَحا
قَد طَهَّرَ البَيتَ في الماضي أَوائِلُهُم
حَتّى عَلا الحَقُّ وَالإِشراكُ قَد طُرِحا
وَقَد أَعادَ لَهُم ذو المَنِّ كَرَّتَهُ
وَاللَهُ يَختارُ وَالعُقبى لِمَن صَلَحا
هذا لِعَبدِ العَزيزِ المُرتَضى شَرَفٌ
يَرضاهُ مَن قَد دَنا مِنهُ وَمَن نَزَحا
وَاِذكُر حُماةَ الهُدى وَالدينِ إِنَّ لَهُم
فَضلاً عَظيماً عَلى مَن حَجَّ أَو ذَبَحا
أَولاكَ إِخوانُ صِدقٍ جُلُّ مَقصَدِهِم
إِقامَةُ الشَرعِ لا فَخراً وَلا مِدَحا
قَومٌ هُمُ بَذَلوا لِلَهِ أَنفُسَهُم
لا يَأسَفونَ عَلى مَن ماتَ أَوجُرِها
أَهلُ التَوادُدِ فيما بَينَهُم وَهُمُ
أُسدٌ إِذا الحَربُ عَن أَنيابِهِ كَلَحا
إِنّي لَأَرجو لَهُم فَوزاً وَمَكرُمَةً
إِذ كُلُّ ذي عَمَلٍ رَهنٌ بِما كَدَحا
فَليَكفِهِم مَفخَراً دُنيا وَآخِرَةً
هذا المَقامُ الذي ميزانُهُ رَجَحا
فَأَخلِصوا نِيَّةً لِلَهِ صادِقَةً
عَلى الصَوابِ كَما قَد قَرَّرَ الصُلحا
وَمَن بَذَلتُم لَهُ بِالعَهدِ بَيتَتَكُم
فَذاكَ طَوقٌ عَلى أَعناقِكُم وَضَحا
فَناصِحوهُ وَأَدّوا طاعَةَ وَجَبَت
عَلَيكُم فَهيَ شَرطٌ في الذي نَصَحا
فَيا إِمامَ الهُدى زَينَ الوُجودِ وَيا
فَرعَ الأَئِمَّةِ وَاِبنَ السادَةِ السُمَحا
وَيا جَمالَ بَني الدُنيا وَزينَتَهُم
وَمَن بِهِ الدينُ وَالدُنيا قَد اِبتَجَحا
اِجعَل مُشيرَكَ أَهلَ العِلمِ إِنَّ لَهُم
رَأياً إِذا فالَ رَأيُ المُتَري نَجَحا
مَن كانَ ناموسُهُ العِلمَ الشَريفَ فَذا
أَجدِر بِه أَن يَنالَ الفَوزَ وَالفَلَحا
لا يَمتَري عاقِلٌ في الناسِ أَنَّ لَكُم
عَلى الخَليفَةِ فَضلاً شاعَ وَاِتَّضحا
أَنتُم أَقَمتُم لَهُم مِن دينِهِم عِوَجاً
قَد أَحدَثَتهُ بعيدَ المُصطَفى الطُلَحا
كَالغَيثِ أَوَّلُكُم فينا وَآخِرُكُم
قَد عَمَّ مَن قَد بَقِيَ نَفعاً وَمَن بَرِحا
كَذاكَ إِخوانُكُم في الدينِ إِنَّ لَهُم
نِكايَةً في الذي عَن رُشدِهِ جَمَحا
هُم أَرخَصوا في اِحتِدامِ البَأسِ أَنفُسَهُم
لا يَخشَعونَ إِذا ما حادِثٌ فَدَحا
عَلَيهِمُ وَجَّبَ الرَحمنُ طاعَتَكُم
نَصّاً جَلِيّاً أَتىفي الذِكر مُتَّضِحا
فيما أَحَبّوا وَفيما يَكرَهونَ خَلا
ما كانَ كُفراً بَواحاً حُكمُهُ وَضَحا
وَهُم عَلَيكُم لَهُم حَقٌّ بِمَعرِفَةٍ
بِالرِفقِ وَالعَدلِ فيما بَينَهُم سَنَحا
وَتَعدِلوا قِسمَةً في الفَيءِ بَينَهُمُ
وَأَن تُواسوهُمُ إِن دَهرُهُم كَلَحا
هذا وأَنتُم بِما قد قُلتُ ذو خَبرٍ
وَالعَدلُ مِنكُم وَفيكُم عَرفُهُ نَفَحا
إِنَّ الحُسَينَ الذي أَبدى عَداوَتَهُ
لِلمُسلِمينَ رَأى عُقبى الوَغى تَرَحا
أَزجى الجُموعَ وَغَرَّتهُ مَكائِنُهُ
فَباءَ بِالدُلِّ مَخذولاً وَمُكتَسحا
أَتاهُ قَومٌ اِشتَدَّ اللِقا صُبُرٌ
لا يَألمونَ شُواظُ الحَربِ إِن لَفَحا
فَذاقَ تَنكيلَ ما أَبداهُ مِن عَمَلٍ
كُلٌّ يوَفّيهِ رَبُّ العَرشِ ما اِجتَرَحا
هذا جَزاءُ الذي صَدَّ الأَنامَ عَن البَ
يتِ الحَرامِ عُتُوّاً مِنهُ أَو مَرَحا
لا زِلتُمُ يا إِمامَ المُسلِمينَ بِما
يَسوءُهُ وَيُفيدُ الوامِقَ الفَرِحا
وَلا يَزالُ مَدى أَيّامِهِ شَرِقاً
بِعِزِّكُم بِكُؤوسِ الغَبنِ مُصطَحِبا
ثُمَّ الصلاةُ وَتسليمُ الإِلهِ عَلى
مَن كانَ مَبعَثُهُ لِلخَيرِ مُفتَتَحا
وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ ما هَمَلَت
سُحبٌ وَما بَرقُها في جَوزِها لَمَحا

تابع




التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2021, 10:23 PM   #62
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️



تَهَلَّلَ وَجهُ الكَونِ وَاِبتَسَم السَعدُ .. ابن عثيمين

تَهَلَّلَ وَجهُ الكَونِ وَاِبتَسَم السَعدُ
وَعادَ شَبابُ الدَهرِ وَاِنتَظَم العِقدُ
وَأَصبَحَتِ العَلياءُ يَفتَرُّ ثَغرُها
وَقد كانَ فيها عَن جَميع الوَرى صَدُّ
لَوَت جيدَها نَحوَ الذي كانَ كَفؤَها
سعودُ بني الدنيا الذي فِعلُه جِدُّ
رَأى فيهِ سُلطانُ المُلوكِ وَفَخرُها
مَخايِل مجدٍ حينَ ما ضمَّهُ المَهدُ
فَما زالَ يَنمو وَالفَضائِلُ تَرتَقي
إِلى أَن بدا في فَضلِهِ العلمُ الفردُ
نَجيبُ مَناجيبٍ وَفرعُ أَئِمَّةٍ
هُمُ القَومُ لا عُزلُ اليَدَينِ وَلا نُكدُ
حَبيبٌ إِلَيهِ الحِلمُ وَالجودُ وَالتُقى
بَغيضٌ إِلَيهِ الجَورُ وَالبُخلُ وَالحِقدُ
فَلَّما سَمَت فيهِ النَجابَةُ وَاِرتَقى
إِلى غايَةٍ ما فَوقَها لِلفَتى قَصدُ
وَحلَّ بِعَرشِ المَجدِ في شَرخِ عُمرِهِ
كَأَفعالِ آباءٍ لهُ وَهُمُ مُردُ
رَآهُ إِمامُ المُسلِمينَ لِعَهدِهِ
كَفِيّاً وَفيما قَد رَأى الحَزمُ وَالرُشدُ
فَوَلّاهُ عَهدَ المُسلِمينَ رِعايَةً
لِنُصحِهِمُ فيما يَغيبُ وَما يَبدو
فرَضيَ بَنو الإِسلامِ ذاكَ وَبايَعوا
وَقالوا عَلَينا الشُكرُ لِلَّهِ وَالحَمدُ
فَقامَ بِأَعباءِ الخِلافَةِ ماجِدٌ
كَما فَعَلَت آباؤُهُ قَبلُ والجَدُّ
مُلوكٌ سما ذا نحوَ ذا فَتَوافَقوا
عَلى أَنَّ ذا كَفٌّ وَهذا لهُ عَضدُ
فَلِلَّهِ يا عَبدَ العَزيزِ بن فَيصَلٍ
مَآثِرُ تَبقى ما بَقي في الوَرى عَبدُ
وَهِمَّةُ مِقدامٍ إِذا هَمَّ لم يَكُن
يُنَهنِهُهُ عَنها وَعيدٌ وَلا وَعدُ
نَصَرتُم بِها الإِسلامَ في كُلِّ مَوطِنٍ
وَسُدتُم بِها أَهلَ القُرى وَالذي يَبدو
مَلَكتُم بها ما بَينَ بُصرى وَأَبيَنٍ
وَمَدَّت لكُم أَعناقَها مِصرُ وَالهِندُ
فَلَم تَقبَلوا إِلّا مَواكِرَ مَجدِكُم
وَفي العَربِ العَربا لِمَن سادَها مَجدُ
إِذا رُمتُمُ أَمراً مَلَكتُم زِمامَهُ
وَإن تَقدَحوا لَم يَكبُ يَوماً لكُم زَندُ
فَكَيفَ وَأَنتُم عِصمَةُ الدينِ وَالدُنى
وَسادَتهُم مِن قَبلِ هذا وَمِن بَعدُ
أَقَمتُم قَناةَ الدينِ بِالسُمرِ وَالظُبى
وَشوسٍ بِهِم تَعدو مُطَهَّمةٌ جُردُ
سِراعٍ إِلى الهَيجا ثِقالٍ إِذا الوَغى
تَكَعكَعَ عن حَوماتِها الأَسدُ الوَردُ
إِذا جاهِلٌ أَغراهُ مِن سوءِ حَظِّهِ
بِأَن سَوف يُنجيهِ معَ الهَرَبِ البُعدُ
رَمَوهُ بِشَهبَها يُعجِزُ الطَيرَ سَيرُها
فَلَم يُنجِهِ غَورٌ وَلا جَبَلٌ صَلدُ
فَأَصبَحَ يَدو بِالثُبورِ وَيَمتَني
لَو اِن صارَ كَالعَنقاءِ أَو ضَمَّهُ لَحدُ
هُمُ ما همُ لا الذَخلُ يُدرِكُ عِندهُم
وَإِن طَلَبوهُ أَدرَكوهُ وَلا بُدُّ
وَكَم غُمَّةٍ قَد فَرَّجوها بِهِمَّةٍ
بِها قَبلَ مَسعاهُم عُيونُ الهدى رُمدُ
أَجاروا عَلى كِسرى بن ساسانَ ماضِياً
وَفي الغابِرينَ الآنَ لَيسَ لهُم نِدُّ
همُ بَهجَةُ الدُنيا وَكَوكَبُ سَعدِها
وَهُم خَيرُ مَن أُلقي له الحلُّ وَالعقدُ
إِذا وَهَبوا أَغنَوا وَإَن قَدِروا عَفَوا
وَإِن حارَبوا أَشجَوا وَإِن عَقدوا شَدّوا
عَطاءٌ وَلا مَنٌّ وَحُكمٌ وَلا هَوىً
وَفصلٌ وَلا هَزلٌ وَحِلمٌ وَلا حَردُ
فَللّهِ رَبّي الحَمدُ وَالشُكرُ وَالثَنا
عَلى نِعَمٍ لا يُستَطاعُ لها عَدُّ
وَعُذراً فَما مَدحي بِقاضٍ حُقوقَكُم
عَليَّ وَلا المِعشارَ لكِنَّهُ الجَهدُ
وَلا تَعدَمِ الدُنيا بَقاكُم عَلى المَدى
وَلا زالَ مِن إِحسانِكُم لِلوَرى رِفدُ
وَصَلِّ إلهَ العالَمينَ على الذي
لهُ الفَخرُ في الدُنيا وَفي الجَنَّةِ الخُلدُ
كَذا الآلُ وَالأَصحابُ ما قالَ مُنشِدٌ
تَهَلَّلَ وَجهُ الكَونِ وَاِبتَسَم السَعدُ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2021, 10:26 PM   #63
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

هيَ الرُبوعُ فِقِف في عَرصَةِ الدارِ .. ابن عثيمين

هيَ الرُبوعُ فِقِف في عَرصَةِ الدارِ
وَحَيِّها وَاِسقِها مِن دَمعِكَ الجاري
مَعاهِدي وَلَيالي العُمرِ مَقمرَةٌ
قَضَيتُ فيها لُباناتي وَأَوطاني
بَكَت عَلَيها غَوادي المُزنِ باكِرَةً
وَجَرَّتِ الريحُ فيها ذَيلَ مِعطارِ
مَجَرَّ أَذيالِ غَضّاتِ الصِبا خُردٍ
حورِ المَدامِعِ المَدامِعِ مِ الأَدناسِ أَطهارِ
كَأَنَّما أُفرِغَت مِن ماءِ لُؤلُؤَةٍ
نوراً تَجَسَّدَ في أَرواحِ أَبشارِ
لِلسَّمعِ مَلهىً وَلِلعَينِ الطَموح هَوىً
فَهُنَّ لَذَّةُ أَسماعٍ وَأَبصار
إِذا هَزَزنَ القُدودَ الناعِمات تَرى
أَغصانَ بانٍ تَثَنَّت شبهَ أَقمارِ
تَشكو مَعاطِفُها إِعيا رَوادِفِها
يا لِلعَجائِب ذا كاسٍ وَذا عاري
فَكَم صَرَعنَ بِسَهمِ اللَحظِ من بَطَلٍ
عَمداً فَعَلنَ وَما طولِبنَ بِالثارِ
يَصبو إِلَيهِنَّ مَخلوعٌ وَذو رَشَدٍ
وَلَيسَ يَدنينَ مِن إِثمٍ وَلا عارِ
تِلكَ العُهودُ التي ما زِلتُ أَذكُرها
فَكَيفَ لا وَالذي أَهواهُ سَمّاري
أَستَغفِرُ اللَهَ لكِنَّ النَسيبَ حُلىً
يُكسى بِها الشِعر في بادٍ وَفي قاري
قَد أَنشَدَ المُصطَفى حَسّانُ مُبتَدِئاً
قَولاً تَغَلغَل في نَجدٍ وَأَغوار
غَرّاءُ واضِحَةُ الخَدَّينِ خُرعُبَةٌ
لَيسَت بِهَوجا وَلا في خَمسِ أَشبارِ
كَأنَّ ريقَتَها من بَعدِ رَقدَتِها
مِسكٌ يُدافُ بِما في دَنِّ خُمّار
أَقولُ لِلرَّكبِ لَمّا فَرَبّوا سَحَراً
لِلسَّيرِ كلَّ أَمونٍ عَبرِ أَسفارِ
عيساً كَأنَّ نعامَ الدَوِّ ساهَمها
ريشَ الجَناحِ فَزَفَّت بعدَ إِحضارِ
حُثّوا المَطِيَّ فَغِبَّ الجِدِّ مَشرَبُكُم
مِن بحرِ جودٍ خَضمِّ الماءِ زَخّارِ
يُروي عِطاشَ الأَماني فَيضُ نائِلِهِ
إِذا اِشتَكَت مِن صدى عُدمٍ وَإِقتار
مَلكٌ تَجَمَّلتِ الدُنيا بِطَلعَتِه
وَأَسفَر الكَونُ عَنهُ أَيَّ إِسفارِ
ملكٌ تَفَرَّعَ من جُرثومَةٍ بَسَقَت
في باذِخِ المَجدِ عَصراً بَعدَ أَعصارِ
هُم جَدَّدوا الدين إِذ خَفيَت مَعالِمُهُ
وَفَلَّلوا حَدَّ كِسرى يَوم ذي قارِ
هُم المُصيبونَ إِن قالوا وَإن حَكَموا
وَالطَيّبونَ نَثا مَجدٍ وَأَخبارِ
وَالباذِلونَ نَهارَ الرَوعِ أَنفُسَهم
وَالصائِنوها عَنِ الفَحشاءِ وَالعارِ
مَجدٌ تَأَثَّلَ في نَجدٍ وَسارَ إِلى
مَبدى سُهَيلٍ وَأَقصى أَرض بُلغارِ
مَحامِدٌ في سَماءِ المَجدِ مُشرِقَةٌ
مِثلَ النُجومِ التي يَسري بِها الساري
لكِنَّ تاجَ مُلوكِ الأَرضِ إِن ذُكروا
يَوماً وَأُرجِحَ في فَضلٍ وَمِقدار
عَبدُ العَزيزِ الذي كانَت خِلافَتُهُ
مِن رَحمَةِ اللَهِ لِلبادي وَلِلقاري
أَعطاهُمُ اللَهُ أَمناً بَعد خَوفِهِمُ
لَمّا تَوَلّى وَيُسرً بَعدَ إِعسارِ
أَشَمُّ أَروعُ مَضروبٌ سُرادِقُهُ
عَلى فَتى الحَزمِ نَفّاعٍ وَضَرّارِ
مُظَفَّرُ العَزمِ شَهمٌ غَيرُ مُؤتَشِبٍ
مُسَدَّدُ الرَأيِ في وِردٍ وَإِصدارِ
ما نالَ ما نال إِلّا بَعدَ ما سَفَحَت
سُمرُ العَوالي دَماً مِن كلِّ جَبّارِ
وَجَرَّها شُزَّباً تَدمى سَنابِكُها
تَشكو الوَجا بَينَ إِقبالٍ وَإِدبارِ
تَعدو بِأُسدٍ إِذا لاقَوا نَظائِرَهُم
باعوا النُفوسَ وَلكِنَّ القَنا الشاري
يَحكي اِشتِعالُ المَواضي في أَكُفِّهِمُ
تَأَلُّقَ البَدرِ في وَطفاءَ مِدرارِ
وَكَم مَواقِفِ صِدقٍ في مَجالِ وَغىً
حَكَّمتَ فيها سِنانَ الصَعدَةِ الواري
وَكَم عُلا طَلَّقَتها نَفسُ عاشِقِها
مِن خَوفِ بِأَسكَ لا تَطليقَ مُختارِ
قَهراً أَبَحتَ حِماهُم بِالقَنا وَهُمُ
أُسدٌ وَلكِن أَتاهُم ضَيغَمٌ ضاري
سَربَلتَ قَوماً سَرابيلَ الندى فَبَغوا
فَسُمتَهُم حَدَّ ماضي الضَربِ بَتّار
نَسَختَ آياتِ مَجدِ الأَكرَمينَ وَما
يَبني المَعالي سِوى سَيفٍ وَدينارِ
ذا لِلمُقيمِ عَلى النَهجِ القَويمِ وَذا
لِكُلِّ باغٍ بِعَهدِ اللَهِ غَدّارِ
فَدُم شَجىً في حُلوقِ الحاسِدينَ هُدىً
لِلمُهتَدينَ غِنىً لِلجارِ وَالطاري
وَهاكَ مِنّي مَديحاً قَد سَمِعتَ لهُ
نَظائِراً قَبلُ مِن عونٍ وَأَبكارِ
غَرائِباً طَوَّقَ الآفاقَ شارِدُها
تَبقى عَلى الدَهرِ طَوراً بَعد أَطوارِ
لَولاكَ ما كُنتُ بِالأَشعارِ ذا كلَفٍ
وَلا شَرَيتُ بِها مَعروفَ أَحرارِ
وَمَوقِفُ الهونِ لا يَرضى بِهِ رَجُلٌ
لَو أَنَّهُ بَينَ جَنّاتٍ وَأَنهارِ
طَوَّقتَني كَرماً نُعمى فَخَرتُ بِها
بَينَ البَريَّةِ مِن بَدوٍ وَحُضّار
لَأَحمَدَنَّ زَماناً كان مُنقَلَبي
فيهِ إِلَيكُم وَفيكم ضُغتُ أَشعاري
فَإن شَكَرتُ فَنُعماكَ التي نَطَقَت
تُثني عَليكَ بِإِعلاني وَإسراري
وَصلِّ رَبِّ على الهادي وَشيعَتهِ
وَصَحبهِ وَارضَ عَن ثانيهِ في الغار



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2021, 10:29 PM   #64
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

أَرِقتُ لِبَرقٍ ناصِبٍ يَتَأَلَّقُ .. ابن عثيمين

أَرِقتُ لِبَرقٍ ناصِبٍ يَتَأَلَّقُ
إِذا ما هَفا ظَلَّيتُ بِالدَمعِ أَشرَقُ
إِذا ناضَ لَم أَملِك سَوابِقَ عَبرَةٍ
تَحُمُّ لَها الأَحشاءُ وَالقَلبُ يَخفُقُ
أَمُدُّ لَهُ طَرفي وَمِن دونِ وَمضِهِ
خُبوتٌ وَأَحقافٌ وَبَيداءُ سَملَقُ
وَمَجهَلَةٍ لِلجِنِّ في عَرَصاتِها
عَزيفٌ يُراعُ الذِئبُ مِنهُ وَيَفرَقُ
أُرَجِّمُ فيهِ الظَنَّ أَينَ مَصابُهُ
عَسى في رِياضِ المَجدِ يَهمي وَيَغدَقُ
مَنابِعُ أَنوارِ الهُدى في عِراصِها
لِباغي الهُدى وَالفَضلِ هديٌ وَمَرفِقُ
وَمَوطِنُ أَملاكٍ غَطاريفَ سادَةٍ
لَهُم عُنصُرٌ في باذِخِ المَجدِ مُعرِقُ
إِذا نازَلوا كانوا لُيوثاً عَوابِساً
وَإِن نَزَلوا كانوا بُحوراً تَدَّفقُ
أَجَل مَن يَكُن عَبدُ العَزيزِ فَخارَهُ
فَلا غَروَ لَو فَوقَ الكَواكِبِ يُعتِقُ
هُوَ النِعمَةُ الكُبرى مِنَ اللَهِ لِلوَرى
وَرَحمَتُهُ وَاللَهُ جَلَّ المُوَفِّق
بِهِ اللَهُ أَعطاهُم حَياةً جَديدَةً
وَهُم قَبلَهُ أَيدي سَبا قَد تَمَزَّقوا
قِوامٌ لَهُم في دينِهِم وَمَعاشِهِم
إِلى الحَقِّ يَهديهِم وَبِالحَقِّ يَنطِقُ
فَمَن يَعتَصِم مِنهُ بِحَبلٍ وَذِمَّةٍ
وَإِلّا مِنَ الدينِ الحَنيفِيِّ يَمرُقُ
أَلَيسَ أَتى في مُحكَمِ الذِكرِ أَمرُنا
بِطاعَتِهِ حَقّاً وَلا نَتَفَرَّقُ
فَقالَ أَطيعوا اللَهَ ثُمَّ رَسولَهُ
كَذاكَ وَلِيَّ الأَمرِ نَصٌّ مُحَقَّقُ
فَقُل لِاُناسٍ بِالكُوَيتِ وَحائِلٍ
يَقولونَ إِنّا بِالكِتابِ نُصَدِّقُ
أَهذا كَلامُ اللَهِ أَم قَولُ غَيرِهِ
مِ الحُكمُ مَنسوخٌ أَفيدوا وَحَقِّقوا
في الغَربِ أَم في الهِندِ فيما عَلِمتُمُ
أَمِ اليَمَنِ الأَقصى وَما ضَمَّ جِلَّقُ
إِمامٌ عَلى نَهجِ الشَريعَةِ سائِرٌ
نُبايِعُهُ نَحنُ وَأَنتُم وَنَصدُق
وَهَل عُدَّ في آبائِكُم وَجُدودِكُم
خَليفَةُ عَدلٍ أَو إِمامٌ مُوَفَّقُ
فَأَنتُم عَلى آثارِهِ تَقتَفونَهُ
أَبينوا لَنا أَم ذا هَوىً وَتَحَمُّقُ
وَإِلّا فَما يَمنَعُكُمُ أَن تُبايِعوا
عَلى ما بِهِ يَقضي الكِتابُ المُصَدَّقُ
إِمامَ هُدىً لِلرُّشدِ يَهدي وَيَهتَدي
مُقيمَ سَواءٍ بِالرَعِيَّةِ يَرفُقُ
فَمَن باتَ لَيلاً خالِعاً بَيعَةَ الَّذي
بِهِ لُمَّ شَعثُ المُسلِمينَ المُفَرَّقُ
فَإِن ماتَ كانَت ميتَةً جاهِلِيَّةً
وَإِن عاشَ فَهوَ المارِقُ المُتَزندِقُ
كَما جاءَ في الأَخبارِ نَصّاً مُوَكَّداً
فَلَسنا بِأَدنى شُبهَةٍ نَتَعَلَّقُ
أَما المُسلِمونَ الآنَ مِن جِذمِ رَيدَةٍ
إِلى الشامِ قَولٌ مُحكَمٌ لا مُلَفَّقُ
وَمِن مُنتَهى الرِيعانِ حَتّى تُنيخَها
بِأَقصى عُمانٍ كُلُّهُم قَد تَحَقَّقوا
بِأَنَّ لَهُ في عُنقِ كُلِّ مُوَحِّدٍ
مِنَ اللَهِ عَهدٌ بِالإِمامَةِ موثَقُ
فَيا لَيتَ شِعري أَينَ ضَلَّت حُلومُكُم
وَغَرَّكُمُ الغَرّارُ وَالحَظُّ مُخفِقُ
فَهَلّا اِتَّقَيتُم وَثبَةً مُقرِنِيَّةً
كَأَنَّ لَدَيها أَجدَلَ الطَيرِ خِرنِقُ
فَلا تُخرِجوهُ عَن سَجِيَّةِ حِلمِهِ
فَما هُوَ إِلّا اللَيثُ إِن هَمَّ يَصدُقُ
فَكَم عَفَّ عَمَّن لَو جَزاهُ بِذَنبِهِ
لَطارَ مَعَ العَنقاءِ حَيثُ تُحَلِّقُ
أَرَيتُكُمُ لَو جَرَّ مَن قَد ذَكَرتُهُ
عَلَيكُمُ يَسوقُ الفَيلَقَ الجَمَّ فَيلَقُ
أَهَل كُنتُمُ إِلّا لُقَيمَةَ آكِلٍ
لَهُم قَبلَ ما قَرنُ الغَزالَةِ بُشرِقُ
جَحافِلُ فيها مِن سُلالَةِ ناهِسٍ
أُسودٌ على أَعدا الشَريعَةِ حُنَّقُ
سِراعٌ إِلى الهَيجاءِ عِطاشٌ إِلى الوَغى
إِذا ما حِياضُ المَوتِ بِالمَوتِ تُدهَقُ
وَفيها لُيوثٌ مِن صَميمِ هَوازِنٍ
أولئِكَ أَدرى بِالطِعانِ وَأَحذَقُ
طِوالُ الخُطا في مَعرَكِ الطَعنِ لِلعِدى
ثِقالٌ إِذا ما مَأزِقُ الحَربِ ضَيِّقُ
وَفيها بَنو قَحطانَ قَومٌ سَما بِهِم
مَعَ العَزمِ آباءٌ إِلى المَجدِ سُبَّقُ
هُمُ هاجَروا لِلَّهِ ثَمَّةَ جاهَدوا
فَبُشراهُمُ لِلمَجدِ وَالخَيرِ وُفِّقوا
وَمِن شَمَّرٍ فيها وَحَربٍ وَغَيرِهِم
قَبائِلُ لِلدُّنيا الدَنِيَّةِ طَلَّقوا
وَهُم نَصَروا الدينَ القَويمَ وَأَصبَحَت
لَهُم رايَةٌ بِالعِزِّ وَالنَصرِ تَخفِقُ
وَفيها سَراةٌ مِن سُبَيعَ بنِ عامِرٍ
لِهامِ العِدى بِالمُشرَفِيِّ تُفَلِّقُ
وَفيها بَنو الإِسلامِ أَعلَوا مَنارَهُ
لَيالِيَ وَجهُ الأَرضِ بِالشِركِ مُغسِقُ
أولئِكَ أَهلُ المُدنِ مِن كُلِّ باسِلٍ
إِلى الطَعنِ في يَومِ اللِقا يَتَدَلَّقُ
بِيُمنِ إِمامِ المُسلِمينَ تَأَلَّقَت
قُلوبٌ وَأَهواءٌ غَشاها التَفَرُّقُ
إِذا صَلُحَت في داخِل الجِسمِ مُضغَةٌ
فَإِنَّ صَلاحَ الجِسمِ فيها مُعَلَّقُ
لَقَد كادَ هذا الدينُ يَنهَدُّ قَبلَهُ
وَسيمَ بَنوهُ الخَسفَ جَوراً وَأُرهِقوا
فَجاءَ بِهِ اللَهُ العِبادَ بِلُطفِهِ
غِياثاً لَهُم وَاللَهُ بِالخَلقِ أَرفَقُ
فَتىً دَهرُهُ شَطرانِ بَاسٌ وَنائِلٌ
بِهِ اللَهُ في الدُنيا يُهينُ وَيَرزُقُ
فَتى طَلِباتٍ لَيسَ يُغضي عَلى القَذى
وَيَقرَعُ بابَ الخَطبِ وَالخَطبُ مُغلَقُ
إِذا هَمَّ لَم يَردُد عَزيمَةَ هَمِّهِ
مَقالُ مُشيرٍ أَو عَذولٌ يُعَوِّقُ
وَلكِنَّهُ يَمضي وَلِلحَربِ غَليَةٌ
تَجيشُ لَها نَفسُ الكَمِيِّ وَتَزهَقُ
يُفيتُ مُلوكَ الأَرضِ ما يَطلُبونَهُ
لَدَيهِ وَإِن يَطلُبهُمُ فَهوَ يَلحَقُ
إِذا لاحَ أَعشى الناظِرينَ مَهابَةً
فَهُم نُكَّسُ الأَذقانِ وَالطَرفُ يُرمُقُ
مَهابَةَ مَلكٍ لكِنِ الدينُ تاجُها
وَمَن يَعرَ مِن ثَوبِ التُقى فَهوَ أَخرَقُ
وَكَالبَحرِ في حالِ الرِضى فَيضُ كَفِّهِ
وَكَالبَحرِ قُل ما شِئتَ إِن جاشَ يُغرِقُ
مَحامِدُ شَتّى لكِنِ الشَخصُ واحِدٌ
وَرَبُّكَ مُختارٌ وَما شاءَ يَخلُقُ
ولا كَاِبنِ عِجلٍ في سَفاهَةٍ رَأيِهِ
وَتَسويلِهِ لِلقَومِ حَتّى تَوَهَّقوا
فَصَبَّحَهُم جُندُ الإِلهِ وَحِزبُهُ
بِمَلمومَةٍ فيها الصَفائِحُ تَبرُقُ
فَأَدمَوا مِنَ العَضِّ الأَصابِعَ نُدَّماً
فَلَم يُغنِهِم طولُ الأَسى وَالتَحَرُّقُ
وَذي عادَةُ المَولى الكَريمِ بِمَن غَدا
يُناوي بَني الإِسلامِ لابُدَّ يَمحَقُ
فَيا مَعشَرَ الإِخوانِ دَعوَةَ صارِخٍ
لَكُم ناصِحٌ بِالطَبعِ لا مُتَخَلِّقُ
يَوَدُّ لَكُم ما يَمتَنيهِ لِنَفسِهِ
وَيَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ في اللَهِ أَوثَقُ
تَحامَوا عَلى دينِ الهُدى مَع إِمامِكُم
وَكونوا لَهُ بِالسَمعِ جُنداً تُوَفَّقوا
وَإِيّاكُمُ وَالإِفتِراقَ فَإِنَّهُ
هُوَ الهُلكُ في الدُنيا وَلِلدّينِ يوبِقُ
فَوَاللَهِ ثُمَّ اللَهِ لا رَبَّ غَيرُهُ
يَمينَ اِمرىءٍ لا مُفتَرٍ يَتَمَلَّقُ
وَلا قاصِدٍ يَوماً بِقَولي مَكانَةً
وَلا عاجِلاً لِلدّينَ وَالسَمتُ يَعرُقُ
لَما عَلِمَت نَفسي عَلى الأَرضِ مِثلَهُ
إِماماً عَلى الإِسلامِ وَالخَلقِ يَشفَقُ
عَسى أَن نَراها سيرَةً عُمَرِيَّةً
يَدينُ لَها غَربُ البِلادِ وَمَشرِقُ
فَفيهِ وَلا نَعدَمهُ تَبدو مَخايِلٌ
بِها العِزُّ لِلإِسلامِ وَالمُلكِ يورِقُ
وَصَلّى إلهُ العالَمينَ عَلى الَّذي
بِأَنوارِهِ الأَكوانُ تَزهو وَتُشرِقُ
كَذا الآلِ وَالأَصحابِ ما لاحَ بارِقٌ
وَما ناحَ في الدَوحِ الحَمامُ المُطَوَّقُ


تابع



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2021, 06:46 PM   #65
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

تَعزَّ وَأَنّى وَالمُصابُ جَليلُ .. ابن عثيمين

تَعزَّ وَأَنّى وَالمُصابُ جَليلُ
فَخلِّ الدُموعَ الجامِدات تَسيلُ
رُزِئنا زِمامَ الفَضلِ وَالدينِ وَالتُقى
نَعم نَجلهُ المَيمونُ منه بَديل
بُدورُ عُلا هذا هوى لِمَغيبهِ
وَذا في سَماءِ المَكرُمات يَجولُ
فَيا لكَ بدراً أَطلعَ الشَمس بَعدهُ
وَثَجّاجَ مُزنٍ أَعقَبَته سُيولُ
دعا عابِدَ الرَحمنِ لِلفَوزِ رَبَّهُ
وَجَنّاتُ عَدنٍ ظِلُّهُنَّ ظَليلُ
مَضى طاهرُ الأَخلاقِ وَالشِيَمِ التي
بِجِسمِ العَوالي غُرَّةٌ وَحجولُ
مَضى كافِلُ الأَيتامِ في كُلِّ شَتوَةٍ
إِذا عَمَّ أَقطارَ البِلادِ مُحولُ
مَضى هَضبَةُ الدُنيا التي يَلتَجي بِها
طَريدُ جِناياتٍ جفاهُ قَبيلُ
تُرجَّعُ فيهِ المَكرُماتُ حَنينَها
كَما رَدَّدَت رجعَ الحَنينِ عَجولُ
فَلا ذُخرَ بعد اليوم لِلدَّمعِ والأَسى
وَإ كانَ لا يُشفى بِذاكَ غَليلُ
فَلِلَّه كم عَينٌ تَحلَّبَ دمعُها
وَكم زَفرَةٌ إِثرِ البُكا وَعَويل
فَلو كان يُفدى بِالنُفوسِ وَلو غَلَت
فَداهُ هُمامٌ أَشوسٌ وَنَبيل
وَلَو كانَ مِن خَصمٍ تَنَمَّرَ دونهُ
رِجالٌ بِأَيديهِم قَناً وَنُصولُ
إِذا ما اِعتَلوا قُبَّ الأَياطلِ لم يَكُن
لهُم أَوبَةٌ أَو يُستَباح قَتيلُ
وَلكن قضاءٌ مُبرَمٌ يَستَوي به
مَليكٌ عَزيزٌ في الوَرى وَذَليلُ
نُؤَمِّلُ في الدُنيا بَقاءً وَصحَّةً
وَهذا مُحالٌ لَو صَحَونَ عُقولُ
وَفي سَيِّدِ الكَونَينِ لِلنّاسِ أُسوَةٌ
مُصابٌ به كلُّ الأَنامِ ثُكولُ
هوَ المَرءُ في الدُنيا غَريبٌ مُسافِرٌ
وَلا بُدَّ من بَعدِ الرَحيلِ نُزولُ
سَقى جدثاً وارى المَكارِمَ وَالعُلى
مِنَ العَفوِ رَجّاسُ السَحابِ هَمولُ
مُلِثٌّ إِذا ما راثَ حَنَّت عِشارُهُ
وَحلَّ عُراهُ أَزيَبٌ وَقَبولُ
إِمامَ الهُدى صَبراً عَزاءً وَحسبَةً
فَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلُ
فَإِن يَكُ طَودُ الفَضلِ زَعزَعَهُ الردى
وَأَضحى لهُ تَحتَ الرِجامِ مَقيلُ
فَفيكَ وَلا نَعدَمكَ من كلِّ فائِتٍ
لنا خلفٌ لِلمُعضِلاتُ حمولُ
فَأَنتَ الذي مهَّدت ذا المُلكَ بعدَما
تَلاشى وَجُثَّت من قُواهُ أُصول
وَعادَت بكَ الأَيّامُ غَضّاً شَبابُها
وَقد مسَّها بعدَ الغَيِّ قُحول
وَما ماتَ من كُنتَ الخَليفَةَ بعدهُ
له بكَ عمرٌ آخرٌ سَيَطولُ
وَلَولاكَ اَقفَرنَ المَعالي وَلم يَكُن
لها بَعدهُ في الغابِرينَ سَبيلُ
فَلا زِلتَ في عِزٍّ أَنيقٍ مُسَلَّماً
وَغالَ الذي يَبغي الرَدى لكَ غولُ
وَأَزكى صَلاةِ اللهِ ثُمَّ سَلامهِ
يَدومانِ ما ساقَ الغُدُوَّ أَصيلُ
عَلى سَيِّدِ الساداتِ نَفسي فِداؤُهُ
إِمامٌ إِلى طُرقِ النَجاةِ دَليلُ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-2021, 05:31 PM   #66
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️



بُلوغُ الأَماني في شِفارِ القَواضِبِ .. ابن عثيمين


بُلوغُ الأَماني في شِفارِ القَواضِبِ
وَنَيلُ المَعالي في مَجَرِّ السَلاهِبِ
وَمَن حَكَّمَ السُمرِ اللِدانِ تَعَبَّدَت
لَهُ مَع تُقى المَولى رِقابُ المُشاغِبِ
وَمَن قادَها مِثلَ السَراحينِ شُرَّباً
تَناقَلُ بِالشُمطِ الطِوالِ المَناكِبِ
وَكُلِّ فَتىً ضَربٍ خُشاشٍ إِذا سَطا
يَرى المَوتَ أَحلى مِن زُلالِ المَشارِبِ
وَفي ذَملانِ العيسِ في كُلِّ مَهمهٍ
بِكُلِّ جَرٍ عاري الاِشاجِعِ شاحِبِ
حَليفِ سُرىً لا يَثلِمُ اللَيلُ عَزمَهُ
إِذا هَمَّ أَلغى حادِثاتِ العَواقِبِ
إِذا نِيَّةٌ أَوفَت بِهِ الشَرقَ طَوَّحَت
بِهِ نِيَّةٌ أُخرى لِأَقصى المَغارِبِ
وَذاكَ قَريعٌ الدَهرِ إِن ماتَ لَم يُلَم
وَإِن عاشَ أَضحى في سِنِّيِ المَراتِبِ
أَقولُ لِطُلّابِ المَعالي تَأَخَّروا
فَقَد طَمَحَت عَنكُم لِأَكرَمِ خاطِبِ
لِأَروَعَ مِن عُليا رَبيعَةَ أُحكِمَت
تَجارِبُهُ مِن قَبلِ حينِ التَجارِبِ
قَعَدتُم وَلَم يَقعُد وَنِمتُم وَلَم يَنَم
يُساوِرُ هَمّاً كَاِضطِرابِ اللَهائِبِ
وَما نالَ هذا المُلكَ حَتّى تَحَطَّمَت
صُدورُ العَوالي في صُدورِ الكَتائِبِ
فَلَولا دِفاعُ اللَهِ عَنكُم بِسَعدِهِ
لِأَصبَحَ نَجدٌ مُضغَةً لِلنَوائِبِ
لَهُ سَطَواتٌ لَو تَنَحَّينَ مَرَّةً
عَلى يَذبُلٍ هَدَّت شِعافَ الشَناخِبِ
سَبَرتُ مُلوكاً قَد رَأَيتُ فِعالَهُم
وَطالَعتُ أَخبارَ المُلوكِ الذَواهِبِ
فَما نَظَرَت عَيني وَلا مَرَّ مِسمَعي
كَعَبدِ العَزيزِ اِبنِ الهُداةِ الأَطايِبِ
بَعيدِ مَرامِ العَزمِ لا مُتَفَيِّئاً
ظِلالَ الهُوَينا لا ولا بِالمُراقِبِ
وَلا عادِلاً عَن مَنهَجِ الحَقِّ يَمنَةً
وَلا يَسرَةً يَبغي حُطامَ المَكاسِبِ
عَفُوٌّ عَنِ الجانينَ حَتّى كَأَنَّهُم
لَدَيهِ كَأَدنى واشِجاتِ الأَقارِبِ
يُريدُ اِئتِلافَ المُلِمينَ وَجَمعُهُم
عَلى مَسلَكِ المُختارِ مِن جَذمِ غالِبِ
وَإِلّا فلا الواني وَلا مُتَبَلِّداً
إِذا طُرِقَت أُمُّ الدُهَيمِ بِحاطِبِ
مَتى هَمَّ أَمضى هَمَّهُ بِفَيالِقٍ
تَسوقُ إِلى الأَعداءِ دُهمَ المَصائِبِ
كَما ساقَها يَوماً أَبها وَقَد طَغَت
وَغُرَّت بِتَسويلِ الأَماني الكَواذِبِ
رَماهُم بِنَجمٍ زَلزَلَت صَعَقاتُهُ
دِيارَ مُغَيدٍ مَع تِهامَ وَمَأرِبِ
بِشِبلِ مُلوكٍ أَرضَعَتهُ ثُدِيُّها
وَمِدرَهِ حَربٍ عُضلَةٍ لِلمُوارِبِ
فَأَضحَوا وَهُم ما بَينَ ثاوٍ مُجَندَلٍ
وَبَينَ أَسيرِ في الحَديدِ وَهارِبِ
فَلا حَسَنٌ أَجدى عَلَيهِم وَلا اِرعَوى
لِغُرِّ الثَنايا وَاضِحاتِ التَرائِبِ
وَلكِنَّهُ وَلّى يَداهُ عَلى الحَشا
لَهُ خَفَقانٌ مِثلُ صَفقِ اللَواعِبِ
يَؤُمُّ رِعاناً جارَ وَبرٍ إِذا دَعا
يُجاوِبُهُ فيها ضُباحُ الثَعالِبِ
يُحاذِرُ ما لاقى مُحمَّدَ إِذ مَضى
وَأَصحابَهُ جَزراً لِحُمرِ المَضارِبِ
وَيَومَ بَني شِهرٍ عَلى العَينِ غودِروا
وَلائِمِ فيهِ لِلوُحوشِ السَواغِبِ
أَضَلَّهُمُ الغَرّارُ لا بَل شَقاؤُهُم
فَصارَ قُصاراهُم عِضاضَ الرَواجِبِ
فَيا مَلِكاً فاقَ المُلوكَ سَماحَةً
وَعَفواً وَإِحساناً إِلى كُلِّ تائِبِ
إِلَيكَ زَبَرتُ النُصحَ لا مُتَبَرِّماً
بِقَولي وَلا أُهدي نَصيحَةَ خالِبِ
إِذا لَجَأَت يَوماً عَدُوَّكَ حاجَةٌ
إِلَيكَ فَلا تَأمَنهُ عِندَ النَوائِبِ
يُريك اِبتِساماً وَهوَ لِلمَكرِ مُبطِنٌ
وَيومي إِلى الأَعدا بِرَمزِ الحَواجِبِ
وَأَنتَ خَبيرٌ بِالذي قَد تَواتَرَت
بِهِ قَبلَنا أَقوالُ أَهلِ التَجارِبِ
وَلكِنَّهُ مَن يَتَّقِ اللَهَ وَحدَهُ
يَجِد فَرَجاً عِندَ اِزدِحامِ الكَرائِبِ
ضَمَمتَ إِلى عَدنانَ قَحطانَ وَالتَقَت
عَلَيكَ قُلوبُ الناسِ مِن كُلِّ جانِبِ
فَما مُسلِمٌ إِلّا يَراكَ إِمامَهُ
سِوى مارِقٍ عَن مَنهَجِ الرُشدِ ناكِبِ
دَعَوتَ إلى الوَحيِ المُقَدَّسِ حاكِماً
بِما فيهِ مِن حَقٍ مُبينٍ وَواجِبِ
وَشَرَّدتَ قَوماً خالَفوهُ فَحُكمُهُم
بِأَوضاعِ كُفرٍ جُزِّئَت في العَواقِبِ
يَقولونَما شِئتُم مِنَ الفِسقِ فَاِفعَلوا
أَوِ الشِركِ بِالّلاطينَ تَحتَ النَصائِبِ
فَإِنَّكُم حُرِّيَةٌ في فِعالِكُم
وَأَقوالِكُم لا تَحذَروا مِن مُعاتِبِ
إِذا ما تَراضى الفاسِقانِ عَلى الخَنا
فَلَن يَخشَيا ما لَم يَكُن بِتَغاصُبِ
فَيا عَجَباً مِن عالِمٍ يَدَّعي الهُدى
يُواليهِمُ مَع فِعلٍ تِلكَ المَثالِبِ
وَهَل أُنزِلَت كُتبٌ وَأُرسِلَ مُرسَلٌ
بِغَيرِ اِفعَلوا أَو فَاِترُكوا بِالتَراتُبِ
فَيا مَن عَلا فَوقَ السَماءِ بِذاتِهِ
وَيَعلَمُ ما تَحتَ الطِباقِ الرَواسِبِ
أَدِم عِزَّ مَن لِلدّينِ كَهفٌ وَلِلدُّنا
وَأَيَّدهُ بِالإِسعادِ يا خَيرَ واهِبِ
وَصَلِّ إِلهي كُلَّما حَنَّ راعِدٌ
وَما ناضَ بَرقٌ في خِلالِ السَحائِبِ
عَلى خَيرِ مَبعوثٍ إِلى خَيرِ أُمَّةٍ
كَذا آلِهِ الأَطهار مَع كُلِّ صاحِبِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021, 07:35 PM   #67
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️



يا بارِقاً باتَ يُحيي لَيلَهُ سَهَرا .. ابن عثيمين


يا بارِقاً باتَ يُحيي لَيلَهُ سَهَرا
لَم تَروِ لي عَن أُهَيلِ المُنحَنى خَبَرا
وَهَل تَأَلَّقتَ في تِلكَ الرُبوعِ وَهَل
جَرَّت عَلَيها الصَبا أَذيالَها سَحَرا
لا أَستَقيلُ الهَوى مِمّا أُكابِدُهُ
وَلا أُبالي بِمَن قَد لامَ أَو عَذَرا
نَفسي الفِداءُ لِأَقوامٍ مى ذُكِروا
تَحَدَّرَت عَبَراتي تُشبِهُ المَطَرا
مَن لي بِأَحوَرَ مَهزوزِ القَوامِ إِذا
بَدا تَوَهَّمتُهُ في سَعدِهِ القَمَرا
يُجنيكَ مِن خَدِّهِ وَرداً وَمِن فَمهِ
شَهداً مُذاباً وَمن أَلفاظِهِ دُرَرا
يَحلو لِعَينَيكَ حُسناً في غَلائِلِهِ
وَيَطرُدُ الهَمَّ إِمّا كانَ مُؤتزِرا
أَستَغفِرُ اللَهَ ما لي بَعدَ بَزَغَت
شَمسُ المَشيبِ بِلَيلِ الفودِ وَاِنحَسَرا
فَدَع تَذَكُّرَ آرامٍ شُغِفتَ بهِم
أَيّامِ رَوضُ التَصابي بِالصِبا خَضِرا
وَاِصرِف مَقالَكَ فيمَن لَو نَظَمتَ لهُ
زُهرَ الكَواكِبِ مَدحاً كانَ مُحتَقَرا
مَلكٌ تَكوَّنَ من بَاسٍ وَمن كَرَمٍ
يُفني الصَفاتِ وَيَسقي ضِدَّه كَدرا
طَغَت بِيامٍ أَمانيها فَجرَّ لها
دُهمَ الكَتائِبِ فيها كلُّ لَيثِ شَرى
جُرداً مَتى صَبَّحت حيّاً بِمَنزِلهِ
لَم تَلقَ مُعتَصَماً مِها وَلا وَزَرا
فَصَبَّحَتهُم جُنودُ اللَهِ ضاحِيَةً
فَغادَرَتهُم لِحَدِّ المَشرَفي جُزُرا
قَواضِبٌ كَتَبَت أَيدي المنونِ بِها
آجالَ مَن خانَ عهدَ اللَهِ أَو غَدرا
أَهَجتُمُ أَسداً تُدمي أَظافِرهُ
كَم أَصيَدٍ تَرَكَت في التُربِ مُعتَفِرا
ما حكتمُ فَاِقتَضاكُم ذو مُماحَكَةٍ
ما اِعتداَ في طَبعهِ جُبناً وَلا خَورا
فَجاءَكم حيثُ لا خُفٌ يَسيرُ بكُم
وَلا جَناحٌ إِذا ما طِرتُمُ شُهرا
وَلَّيتُمُ بينَ مَقتولٍ وَمُنهَزمٍ
قَدِ اِستَعارَ جناحَ الرَألِ إِذ ذُعِرا
يَدعو الوَليدُ أَباهُ بعدَ مَعرِفَةٍ
فَما يُردُّ له ليتاً وَإن جَأرا
لَمّا اِنجَلَت عَنكمُ غُمّاءُ جَهلِكمُ
كُنتُم كنا كِثَةِ الغَزلِ الذي ذُكرا
وَبَعدَها إِن أَرَدتُم سوءَ مُنقَلبٍ
فَشاغِبوا أَو فَقولوا لا إِذا أَمرا
فَمن يَكونُ كَعبدِ اللَهِ يومَ وَغىً
إِذا الكُماةُ تَهابُ الوِردَ وَالصَدَرا
الضارِبِ القِرنَ هَبراً وَالقَنا قَصداً
وَمُكرِهِ الخَيلِ حَتّى تَركب الوَعر
شِبلُ الأُسودِ التي كانَت فرائِسهُم
صيدَ المُلوكِ إِذا ما اِستَشعَرُ صَعرا
هلّا سَأَلتُم عُماناً كيفَ أَشعَلَها
ناراً إِلى الآنِ فيها تَقذِفُ الشَررا
لاذوا بِمَعقَلِهِم أَن سَوفَ يَمنَعُهُم
فَجاءَهُم كَعُقابِ الجَوِّ إذ كَسَرا
وَأَنتُمُ ذُقتُمُ من بَأسِهِم طَرفاً
يَومَ العُنَيقا دِماكُم أُلغِيَت هَدرا
وَفي البَطاريقِ يَومَ الشَقبِ مُعتَبَرٌ
لَو كانَ فيكُم رجالٌ تَعقِلُ الخَبَرا
يا أَيُّها المَلكُ المَيمونُ طائِرهُ
اِنشُر لِواءَكَ تَلقَ العِزَّ وَالظَفرا
بِسَعدِ جدِّكَ هذا الدَهرُ مُبتَسِماً
بَعدَ العَبوسِ وَهذا المَجدُ مُفتَخرا
فَاِنهَض فَأنت بِحَولِ اللَه مُنتَصَرٌ
وَاِملِك إِذا شِئتَ باديها وَمن حَضرا
وَشِد قَواعِدَ مَجدٍ كان وطَّدَهُ
قِدماً أَبوك وَبحرُ الموتِ قد زَخرا
وَاِشدُد يَدَيكَ بِسَيفٍ إِن ضَرَبتَ بهِ
أَصبَحتَ تَحمدُ من أَفعالهِ الأَثَرا
أَمضى مِنَ العَضبِ مَصقولاً عَزائِمهُ
طَوعاً لِأَمرِكَ فيما جَلَّ أَو صَغُرا
سامي المَكارمِ وَهّابُ الكَرائِمِ رَكّ
ابُ العَظائِمِ لا يَستَعظِمُ الخَطَرا
أَخوكَ صِنوُكَ حامي كُلِّ عاثِرَةٍ
عَبدُ الرحيمِ الذي بِالبَأسِ قَد شُهِرا
لا زِلتُما فَرقَدَي أُفقٍ بِلا كَدَرٍ
تُقَضِيّانِ بأسنى الرُتبَةِ العُمُرا



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021, 07:37 PM   #68
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

وَقَفتُ عَلى دارٍ لِميَّةَ غَيَّرَت .. ابن عثيمين

وَقَفتُ عَلى دارٍ لِميَّةَ غَيَّرَت
مَعالِمَها هوجُ الرياحِ النَواسِف
فَأَسبَلَتِ العَينانِ دَمعاً كأنهُ
جُمانٌ وَهى من سلكِهِ مُتَرادِف
أُسائِلُها عَن فَرطِ ما بي وَإِنَّني
بِعُجمَةِ أَحجارِ الدِيارِ لَعارِف
لِعَهدي بِها بيضٌ أَوانِسُ كَالدُمى
غَرائِرُ عَمّا لا يحلُّ صَوادِفُ
إِذا ما سَحَبنَ الأَتحمِيَّ تَمايَلَت
غُصونُ النَقا مالَت بِهنَّ الرَوادِف
وَفيهِنَّ مِقلاقُ الوِشاحِ كَأنَّها
قَضيبٌ إِذا ماسَت من البانِ وارِفُ
أَلا لَيتَ شِعري أَينَ مِنّي مَزارُها
وَقد حالَتِ الصُمّانُ دوني وَواصِف
أَظَلُّ نَهاري أَنكُتُ الأَرضَ واجِماً
وَفي كَبدي بِاللَيلِ تُحمى المَراصِفُ
وَأَجهدُ يومَ البَينِ أَن يَظهَرَ الهَوى
وَقد أَعلَنَتهُ الساجِماتُ الذَوارِفُ
وَإِنّي وَإِن كانَت إِلى الغَورِ نِيَّتي
لَفي الرَبرَبِ النَجدِيِّ لِلقَلبِ شاغِفُ
أَقولُ لِرَكبٍ يَمَّموا قُلَّةَ الحِمى
عَلى شَدقَميّاتٍ طَوَتها التَنائِف
قِفوا حَدِّثوني عَن أَجارِعِ رامَةٍ
عَسى أَنبَجَسَت فيها السَحاب العَواطِفُ
وَهل أَمرَعَت أَجراعُ لَعلَع بَعدَنا
وَهل رُدِّدَت فيها اللُحونُ الهَواتِفُ
سَقى هَضَباتٍ بعدَ ما وانَ في الحِمى
من المُزنِ ثَجّاحُ العَزاليِّ واكِف
وَجادَ رُبوعاً بِاللِوى كلُّ مُطفِلٍ
أَجشُّ هَزيمٍ وَدقُهُ مُتَرادِفُ
فَلي سَكنٌ ما بَينَ مُلتَفِّ دَوحِها
يَعزُّ عَليهِ أَن يَطولَ التَقاذُف
يَظَلُّ إِذا أَضمَرتُ لِلبَينِ نِيَّةً
يُرامِقُني وَالدَمعُ هامٍ وَذارِفُ
خَليلَيَّ وَدَّعتُ التَصابي وَقُوِّضَت
مَآربُ لي في رَبعهِ وَمواقِفُ
وَأذَّنَ صُبحُ الشَيبِ في لَيلِ لِمَّتي
فَفِئتُ وَلكِني عَلى اللَيلِ آسِفُ
وَباعَدَ مَن كُنّا نُسَرُّ بِقُربِهِ
وَآخرُ مَطوِيٌّ عَليهِ اللَفائِفُ
رِجالٌ وَأَوقاتٌ وَشَرخُ شَبيبَةٍ
مَضوا وَزمانٌ بِالحَبيبُ مُساعِفُ
فَقُل ما تَشا في مُهجَةٍ قَد تَصَدَّعَت
بِلَوعَةِ مَوتورٍ بِما أَنا واصِفُ
جَعَلتُ سَميري حينَ عَزَّ مُسامِري
دَفاتِرَ أَملَتها القُرونُ السَوالِفُ
فَطَوراً أُناجي كُلَّ حَبرٍ مُوَفَّقٍ
إِذا ما دَعا لَبَّت دُعاهُ المَعارِفُ
وَطَوراً كَأَنّي مَع زُهَيرِ وَجَروَلٍ
وَطَوراً يُناجيني مُلوكٌ غَطارِفُ
تَسَلَّيتُ عَن كُلٍّ بِتِذكارِ عُصبَةٍ
لَهُم في العُلا مَجدٌ تَليدٌ وَطارِفُ
بِها لَيلُ سادوا مَن يَليهِم وَمن نَأى
كُهوفٌ حَصيناتٌ إِذا اِضطُرَّ خائِفُ
مَطاعيمُ في اللأوى مَطاعينُ في الوغى
بُحورُ نَدىً لا يَجتَويهِنَّ غارِفُ
رَبيعٌ لِأَقوامٍ جَفَتهُم بِلادُهُم
إِذا اِستَحكَمَت غُبرُ السِنينَ الجَواحِفُ
يَعولونَهُم فَضلاً وَلا صِهرَ بَينَهُم
وَلا نَسَبٌ يُدنيهِمُ أَو تَعارُفُ
يُنَسّونَهُم أَخدانَهُم وَدِيارَهُم
فَكم أَرمَلٍ في أَدهَمِ الفَضلِ راسِفُ
لِيَهنِ بَني الشَهمِ الغَضَنفَرِ قاسِمٍ
مَآثِرُ تَبقى ما تَخلَّفَ خالِفُ
أُولاكَ بَنو خَيرٍ لهُ إِن أَرَدتَهُ
وَإِن كانَ شَرّاً فَالأُسودُ الزَوالِفُ
وَلَأيٍ لهُم لكِن لِمَن حلَّ في الثَرى
مَزيدُ اِختِصاصٍ بي وَما ثَمَّ عاطِفُ
سَقى اللَهُ قَبراً حلَّهُ سَيبَ رَحمَةٍ
وَلَقّاهُ فَوزاً يَومَ تُتلى الصَحائِفُ
لَقَد بانَ مَحمودُ النَقيبَةِ لَم يَكُن
بِطائِشِ لُبٍّ وَالسُيوفُ رَواعِفُ
وَلي بَعدَهُ وُدٌّ بِأَروَعَ ماجِدٍ
أَبِيٍّ لِخَلّاتِ الكِرامِ مُحالِفُ
إِذا الرائِدُ الزَهافُ أَخفَقَ سَعيُهُ
وَضاقَت بِأَربابِ المَواشي النَفانِفُ
هُنالِكَ إِمّا رافِدٌ أَو مُمَوِّلٌ
يَلوذُ بهِ الهُلّاكُ بادٍ وَعاكِفُ
كَذا الرَوعُ إِن أَبدى نَواجِذَ عابِسٍ
وَخَفَّت حُلومٌ وَاِستُطيرَت شَراسِفُ
تَرى قَسَماتِ الأَريَحِيِّ اِبن قاسمٍ
تَهلَّلُ نوراً وَالوُجوهُ كَواسِفُ
وَإِن قيلَ عَبد اللَهِ وافى لِمُشكَلٍ
تَبَجَّحَ مَضهودٌ وَفاءَ مُخالِفُ
أَلَم تَرَهُ يُعطي الجَزيلَ مِنَ اللُها
وَيَقتَحِمُ الأَهوالَ وَهيَ مَخاوِفُ
فَقُل لِاِمرىءٍ يَسعى لِيُدرِكَ شأوَهُ
رُوَيدَكَ دونَ المَجدِ فيحٌ صَفاصِف
تَعَشَّقتَ أَمراً في كفِّ سَيِّدٍ
فَهَيهاتَ تَأتي فِعلَهُ أَو تُناصِفُ
فَما المَجدُ إِلّا قُنَّةٌ في مُمَنَّعٍ
وَدونَ اِرتِقاها مُعضِلاتٌ مَتالِفُ
وَدونَكَ أَبياتاً شَوارِدَ في المَلا
تُهَزُّ إِذا تُتلى لَهُنَّ السَوالِفُ
أَوابِدُ إِلّا في مَديحِكَ أُنسُها
نَوفِرُ إِلّا عَن عُلاكَ عَوازِفُ
وَأَسحَنُ خَتمٍ لِلنِّظام إِذا اِنتَهى
صَلاةٌ وَتَسليمُ الإِلهِ المُضاعَفُ
عَلى المُصطَفى الهادي الأَمينِ وَآلهِ
وَأَصحابهِ ما طافَ في البَيتِ طائِفُ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-15-2021, 07:52 PM   #69
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

أريجُ مَجدٍ منَ الرَيّانِ حَيّانا .. ابن عثيمين

أريجُ مَجدٍ منَ الرَيّانِ حَيّانا
أَهدى لَنا نَشرُهُ رَوحاً وَرَيحانا
اِسمٌ حكاهُ مُسَمّاهُ وَطابَقَه
فَكَم شَفى مِن أُوامِ العُدمِ عَشطانا
فِدىً لهُ القَلعَةُ الزَهرا وَساكِنُها
وَالغوطَتانِ وَمَلهى شَعبِ بَوّانا
تَناوَحَت فيهِ أَرواحُ النَدى فَسَرَت
حَتّى لَكادَت تُعيدُ الشيبَ شُبّانا
وَالجودُ وَالبَاسُ ما حَلّا بِمَنزِلَةٍ
إِلّا أَشادا لها في المَجدِ بُنيانا
قَد شَرَّف اللَهُ أَرضا أَنتَ ساكِنُها
وَفاخَرَت بِحَصاها الغَضِّ عِقيانا
بَحرٌ تَبَعَّقَ في أَرجائِهِ كَرماً
يَعلو الرَوابيَ لا نَقعاً وَغُدرانا
وَضَيغَمٌ عَبَثَت بِالأُسدِ عاثيَةً
كَفّاهُ حَتّى لَخِلنا الأُسدَ حُملانا
لَولا أَواصِرُ يَرعاها وَيَحفَظُها
لَكانَ غَيرُ الذي بِالأَمسِ قد كانا
لأَنَّهُ من أُناسٍ مِن سَجِيَّتِهِم
مَحوُ الصَغائِرِ إِجمالاً وَإِحسانا
لكِن لهُم فَتكاتٌ عِندَ غَضبَتِهِم
تَشجي العَدُوَّ وَتُخلي مِنهُ أَوطانا
ياِبنَ الأُلى طَوَّقَ الأَعناقَ فَضلُهُمُ
فَقَرَّطوا لَهمُ بِالمَدحِ آذانا
سَمَوتَ لِلمَجدِ إِذ كُنتَ الخَليقَ بهِ
حَتّى لَأَرغَمتَ آناقاً وَأَذقانا
وَلَيسَ سارٍ إِلى نَيلِ العَلاءِ كَمَن
أَضحى بِنَومِ المُنى وَالعَجزِ وَسنانا
يَحسَبونَ العُلا تُجنى أَزاهِرُها
بِغَيرِ سَيفٍ وَبَذلِ المالِ مَجّانا
وَالناسُ قَد فاوَتَت أَقدارَهُم هِمَمٌ
وَقد أَقامَت عَلى ما قُلتُ بُرهانا
كَما بِهِمَّتِكَ العُليا بَنَيتَ بِها
لِلمَجدِ وَالفَضلِ أَعلاماً وَأَركانا
قالوا هُوَ النَدبُ عَبدُ اللَهِ قُلتُ لَهُم
لَو كانَ عِندَ سِواكُم عُدَّ سُلطانا
فَاَدعوا لهُ بِالبَقا تَبقى سَعادَتُكُم
إِذ كانَ روحاً وَكانَ الغَيرُ جُثمانا
لاتُخرِجوهُ بِكرهٍ عَن سَجِيَّتِهِ
فَاللَيثُ لا يَعرِفُ البُقياءَ غَضبانا
إِنّي أَقولُ وَخيرُ القَولِ أَصدَقُهُ
وَلَيسَ مَن قالَ صِدقاً مِثلَ مَن مانا
لَقَد حَبا اللَهُ أَرضاً كانَ مالِكَها
مِنهُ بِغَيثٍ يَسُحُّ الجودَ هَتّانا
يُسيمُ مُثريهَمُ فيهِ وَمُقتِرَهُم
لَم يَخشَ مِن غَيرِهِ ظُلماً وَعُدوانا
فَيا لها نِعمَةً ما كانَ أَكبَرَها
فَهَل تُصادِفُ مِنّا اليَومَ شُكرانا
إِن لَم تُفَدِّكَ مِنّا أَنفُسٌ كَرُمَت
فَقَد جَحَدناكَ ما أَولَيتَ كُفرانا
أَقَمتَ لِلمَجدِ أَسواقاً مُعَطَّلَةً
تُعَدُّ قَبلَكَ شَيئاً بانَ إِذ كانا
كُنّا سَمِعنا في الغابِرينَ فَمُذ
أَتَيتَ كانَت بُعَيدَ الوَهمِ أَعيانا
لَو صَوَّرَ اللَهُ شَخصاً مِن مَكارِمِهِ
صُوِّرتَ مِن كَرَمِ الأَخلاقِ إِنسانا
لَمّا مَدَحتُكَ قالَ الناسُ كُلُّهُمُ
الآنَ مَدحُكَ بِالمَمدوحِ قَد زانا
فَاللَهُ يُبقيكَ مَحروساً وَمُغتَبِطاً
آلاً وَحالا وَأَولادا وَإِخوانا
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى مَن كانَ مَبعَثُهُ
لَنا سَعادَةَ دُنيانا وَأُخرانا
وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ كُلِّهِمُ
ما قَطَّعَ اللَيلَ تَسبيحاً وَقُرآناً



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-15-2021, 07:55 PM   #70
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

بَينَ العُلى وَالقَنا وَالمشرَ في نَسَبُ .. ابن عثيمين


بَينَ العُلى وَالقَنا وَالمشرَ في نَسَبُ
وَصِدقُ عَزمِ الفَتى في ذلِكَ السَبَبُ
لا يَبلُغُ المَجدَ إِلّا مَن تَكونُ لَهُ
نَفسٌ تَتَوُقُ إِلى ما دونَهُ الشُهُبُ
جوداً وَبَأساً وَعَفواً عِندَ مَقدِرَةٍ
وَخَفضَ جَأشٍ إِذا ما اِشتَدَّتِ النوَبُ
وَجَحفَلاً تَستَخِفُّ الأَرضَ وَطأتُهُ
تَخُرُّ لِلخَيلِ فيهِ الأُكمُ وَالحَدَبُ
لِلَّهِ سَعيُ إِمامِ المُسلِمينَ فَقَد
حَوى الخِصالَ الَّتي تَسمو بِها الرُتَب
عَبدِ العَزيزِ الَّذي لَم تَبدُ طالِعَةً
شَمسٌ عَلى مِثلِهِ يَوماً وَلَم تَجِب
ما قُلتُهُ قَطرَةٌ مِن بَحرِ هِمَّتِهِ
هَيهاتَ يُحصي ثَناهُ النَظمُ وَالخَطبُ
مِنَ الأَولى جَدَّدوا لِلنّاسِ دينُهُمُ
بِالوَحيِ تَعضُدُهُ الهِندِيَّةُ القُضُبُ
قَفَوا أَبا بَكرٍ الصِديقَ ما وَهَنوا
لَمّا دَعا الناسَ وَالأَهواءُ تَضطَرِبُ
فَرَدَّهُم بِالقَنا مِن حَيثُ ما خَرجوا
وَقالَ أَدّوا الَّذي في شَرعِنا يَجِب
وَأَنتُمُ حينَ لا بَدوٌ وَلا حَضَرٌ
إِلّا لَهُم نَحوَ ما يُرديهِمُ خَبَبُ
هذا يَطوفُ بِرَبِّ القَبرِ يَندُبُهُ
يَرجو النَجاةَ إِذا ما اِشتَدَّتِ الكُرَبُ
وَذا يُعَطِّلُ آياتِ الصِفاتِ وَذا
مُغرىً بِتَحريفِ ما جاءَت بِهِ الكُتُبُ
قُمتُم مَقاماً يَؤودُ القائِمينَ بِهِ
وَقَد رَمَتكُم بِقَوسِ البِغضَةِ العَرَبُ
لكِنَّ مَن يَنصُرُ الرَحمنَ يَنصُرُهُ
جُندُ الإِلهِ بِهِم لَو قَلَّوا الغَلَبُ
رَدَدتُموهُم إِلى الدينِ القَويمِ وَهُم
مِن قَبلِكُم عَن طَريقِ المُصطَفى نُكُبُ
نِعمَ الوَزيرُ لَكُم شَيخٌ مَقالَتُهُ
ما قالَهُ اللَهُ وَالمُختارُ وَالصَحَبُ
أَعطاهُ مَولاهُ نوراً فَاِستَضاءَ بِهِ
وَاللَهُ يَختارُ مَن يُعطي لِما يَهَبُ
عِنايَةٌ شَمَلَت نَجداً وَساكِنَهُ
بِهِ وَفَخرٌ لَهُم ما اِمتَدَّتِ الحِقَبُ
وَحينَ قَلَّصَ ظِلُّ الأَمنِ وَاِنقَشَعَت
مِن نَجدَ أَعلامُهُ وَاِستَفحَلَ الكَلبُ
أَتى بِكَ اللَهُ غَوثاً لِلعِبادِ وَلِل
بِلادِ غَيثاً هَنيئاً بَعَ ما جَدبوا
فَضَلتَ تَنسَخُ آياتِ الضَلالِ بِما
يَقضي بِهِ النَصُّ لا زورٌ وَلا كَذِبُ
حَتّى اِستَقامَت قَناةُ الدينِ وَاِعتَدَلَت
فَالحَمدُ لِلَّهِ لا رَيبٌ وَلا رَيبُ
وَكَم مَكارِمِ أَخلاقٍ أَتَيتِ بِها
يَرضى بِها في الجُثى آباؤُكَ النُجُبُ
وَاِذكُر بَلاءَ بَني الإِسلامَ إِنَّهُمُ
نِعمَ الظَهيرُ لَهُ وَالناصِرُ الحَدِبُ
قَومٌ شَرَوا في سَبيلِ اللَهِ أَنفُسَهُم
وَجاهَدوا طَلَباً لِلأَجرِ وَاِحتَسَبوا
قُم أَدنِ مِن ساهِماتِ العيسِ ناجِيَةً
أَدنى تَغشمُرِها الإِرقالُ وَالخَبَبُ
كَأَنَّها خاضِبٌ يَحدو سَفَنَّجَةً
وَالدَوُّ شاسِعَةٌ وَالغَيثُ يَنسَكِبُ
تَلاحِظُ السَوطَ أَحياناً وَيُزعِجُها
إِذا رَأَت ظِلَّهُ أَو مَسَّها عَقَبُ
سُقها مِنَ البَلَدِ المَعمورِ مُتَّخِذاً
دَليلَكَ الجَديَ إِن لَم تَهدِكَ النُصبُ
سَلِّم عَلى فَيصَلٍ وَاِذكُر مَآثِرَهُ
وَقُل لَهُ هكَذا فَلتَفعَلِ النُجُبُ
سَيفُ الإِمامِ الَّذي بِالكَفِّ قائِمُهُ
ماضي المَضارِبِ ما في حَدِّهِ لَعِبُ
إِذا الإِمامُ اِنتَضاهُ في مُقارَعَةٍ
مَضى إِلَيها وَنارُ الحَربِ تَلتَهِبُ
رَئيسُ عُلوى عَلا بِالدينِ مَجدُهُمُ
وَالدينُ يُعلى بِهِ لَو لَم يَكُن نَسَبُ
وَمَن بَبَوَّأَ بِالدارِ الَّتي بُنِيَت
عَلى التُقى وَالهُدى أَكرِم بِهِم عَرَبُ
الساكِنينَ بِأَرطاوِيَّةٍ نَصَحوا
لِلدّينِ بِالصِدقِ في نُصحِهِم خَلَبُ
كَذاكَ إِخوانُهُم لا تَنسَ فَضلُهُمُ
هُم نُصرَةُ الحَقِّ صِدقاً أَينَما ذَهَبوا
أَعني بِهِم عُصبَةَ الإِسلامِ مِن سَكَنوا
مُبايِضاً وَلِحَربِ المارِقِ اِنتَدَبوا
وَاِذكُر مَآثِرَ قَومٍ جُلُّ قَصدِهِمُ
جِهادُ أَهلِ الرَدى لا النَفلُ وَالسَلَبُ
هُم أَهلُ قَريَةَ إِخوانٌ لَهُم قَدَمٌ
في الصالِحاتِ الَّتي تُرجى بِها القُربُ
صَبَّ الإِلهُ عَلى أَهلِ الكُوَيتِ بِهِم
سَوطَ العَذابِ الَّذي في طَيِّهِ الغَضَبُ
طَلَّت سِباعُ الفَلا تَفري تَرائِبَهُم
تَنوبُهُم عُصَبٌ مِن بَعدِها عُصَبُ
وَالطَيرُ تَمكو عَلى أَعلى جَماجِمِه
كَأَنَّها شارِبٌ يَهفو بِهِ الطَرَبُ
كَم عاتِقٍ تَلطِمُ الخَدَّينِ باكِيَةً
تَقولُ واحَربا لَو يَنفَعُ الحَرَبُ
تَفاءَلوا بِاِسمِكَ المَنحوسِ طائِرُهُ
بِسالِمٍ فَإِذا في سالِمَ العَطَبُ
هذا نَكالُ إِمامِ المُسلِمينَ لَكُم
فَإِن رَجَعتُم وَإِلّا اِستُؤصِلَ العِقبُ
يا شيعَةَ الدينِ وَالإيمانِ إِنَّ لَكُم
عَلَيَّ حَقّاً أَرى نُصحي لَكُم يَجِب
تَمَسَّكوا بِكِتابِ اللَهِ وَاِتَّبِعوا
هَديَ الرَسولِ وَلا تَأخُذكُمُ الشَعبُ
وَأَخلِصوا نُصحَ والي الأَمرِ فَهوَ لَهُ
شَرطٌ عَلَيكُم بِآيِ الذِكرَ مُكتَتَبُ
قَد أَوجَبَ المُصطَفى بِالنَصِّ طاعَتَهُم
لَو أَنَّهُم أَخَذوا لِلمالِ أَو ضَرَبوا
ما لَم يَكُن أَمرُهُم شِركاً وَمَعصِيَةً
هُناكَ طاعَتُهُم في ذاكَ لا تَجِبُ
أَمّا إِذا قَصَدوا الإِصلاحَ وَاِجتَهَدوا
وَلا اِستَبانَ لَنا الدّاعي وَلا السَبَبُ
فَما يَسوغُ اِعتِراضٌ أَو مُنابَذَةٌ
بِذاكَ جاءَت نُصوصُ الحَقِّ تَأتَلِبُ
ثُمَّ الصَلاةُ على الهادي وَشيعَتِهِ
وَصَحبِهِ ما هَمى بِالوابِلِ السُحُبُ





التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
في السعودية.. عيون ونخيل بين شق جبلي تجري مياهه طوال العام ☘️ شذى الياسمين السفر والسياحة والرحلات البرية 9 10-14-2021 07:31 PM
كلمة للشاعر والأديب/ عبدالله بن زهير الشمراني بمناسبة اليوم الوطني ال (٩١) للمملكة العربية السعودية☘️🌹 فتى بلاد شمران ديوان شعراء قبائل شمران 4 09-28-2021 02:42 AM
يالمملكه،،الغاليه لك،،سلامات ☘️☘️ ريحانة شمران الشاعر / ابوعبدالله 9 02-17-2021 05:56 PM
رغماً عن كيد الاعادي ستبقين ذخراً وفخراً يابلادي ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 3 02-01-2021 06:26 PM
اليد البيضاء الحانيه دائماً ماتبدد الضلمه الحالكه ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 5 01-15-2021 09:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية