البطة السوداء

البطة السوداء لمن نسي هي قصة للأطفال تحكي عن بطة صغيرة بزغب أسود و منقار مسطح رأت فراخاً جميلة ذات زغب أبيض رقيق تسير وراء إوزة سامقة العنق فرغبت بمرافقة الموكب الزاهي لكن الإوزة الجميلة حين رأت البطة
تسير مع فراخها الثلجية زجرتها

و طردتها بعيدا ً و لم يكن مستعصيا ً على البطة أن تفهم أن السبب هو أنها سوداء و البقية بلون أبيض لكن ما استعصى على إدراكها كان أنها بطة و ليست إوزة ...‏

في نهاية القصة تعثر البطة على مخلوقات سوداء الريش تشبهها و بعد لقاء عاطفي تتمتع البطة بكونها بطة وسط سرب و تنسى تماما ً رغبتها بمرافقة المخلوقات الثلجية الجميلة لأنها ببساطة لا تنتمي إليهم...‏

لكني أتصور أن هذه البطة لو كانت مثقفة لكانت أعلنت تمردها على جدلية السرب و كانت ستخرج من جيوبها النظريات و الأفكار التي تؤكد حقها باختيار السرب الذي سترافقه فقط لأنها.. تريد ..‏

لا أفهم لماذا هذة العنصرية المتخلفة ؟! لماذا نهتم للمظاهر فقط ولا ندرك السر الكامن في أعماق هذا الكيان ؟!

نحكم و نظلم بدون وجة حق !! يحق لنا أن نطرح وجهات نظرنا ولكن دون أن نفرضها .. كثيرون من يملكون المظهر اللامع ولكن بلا مظمون ..

كثيرون نتعايش معهم رغم أننا لا نتقبل افكارهم أو عقائدهم و أعطيكم على هذا مثال .. أنا في قاعة المحاضرة لا يوجد سواي وفتاتان سنيتان والبقية شيعة !! هذا لا يعطيني الحق أن أتجاوز الحدود معهم او إذائهم ولو كنت لا أطيقهم ولا

أحب مبادئهم و أفعالهم هداهم الله للطريق الصواب ..والعبرة في النهاية ان الأخلاق هي من تسمو بصاحبها فوق السحب وتهوي به إلى الدرك الأسفل .

(( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ))

تقبلو تحياتي و أحترام للجميع .