هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أبحرتُ نحوكِ ليس لي من عودةٍ
وحرقتُ أشرعةَ السفينِ ورائي

إما بناري قد أموتُ صبابةً
أو جَنّتي بعيونكِ الكحلاءِ

‏إنّي بوجهكِ أستردُّ طفولتي
‏وبهِ أعيشُ أنا الزمانَ الباقي

‏يوماً ستنكمشُ المسافةُ بيننا
‏مثل الجفونِ بغفوةِ الإرهــاقِ

فأنَا الَّذِي بِهُيَامِهِ وَغَرَامِهِ
‏أهوَاكَ يَا قَمَراً عَلى رَأسِ المَلاَ

‏لَمَّا رَآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّماً
‏عَرفَ الحَبِيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلاَ

‏فَلَكَ الدَّلاَلُ وَأنتَ بَدرٌ كَامِلٌ
‏وَيَحِقُّ لِلمَحبُوبِ أن يَتَدَلَّلاَ
‏


‏ابن سهل الأندلسي

لساني يقول ولا يفعلُ
وقلبي يريد ولا يعملُ

وأعرفُ رُشدي ولا أهتدي
وأعلمُ لكنني أجهلُ



ابن القارح

حَوراءُ واضِحَةٌ تَزالُ صَبابَةً
ما عِشتَ تَذكُرُ حُسنَها وَجَمالَها

‏وَحَديثَها الحَسَنُ الجَميلُ وَعَقلَها
‏ ذاكَ الأَصيلُ إِذا أَرَدتَ مِحالَها

تَتدلَّلين لأنِي أهوَاك
‏فَتدللِي فَالدلُّ كم حلَّاك

‏و لتسلُكي دربَ الفُؤَاد وحيدةً
‏فلقد خلَا من سَالِكٍ إلَّاك

إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
‏أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا

‏وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
‏إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا

‏ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
‏وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا

‏وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
‏لكن أهل الهوى يدعونهُ شجنا

يا محرقا بالنار وجه محبه
مهلا فإنّ مدامعي تطفيهِ

أحرق بها جسدي و كل جوارحي
واحرص على قلبي فإنك فيهِ

تَختالُ مِثلُ الرَّشا مِن حُسنِ مَشيَتِها
خَلخالُها الوَردُ والسّاقانِ مِن لَبَنِ

بَيضاءُ كَالُّلؤلؤِ المَكنونِ طَلعتُها
وَالعَينُ عَينُ المَها، وَالصَّدرُ كَالوَطَنِ

تُخفي الطّفولةَ في أعماقِ مُقلتِها
وَالوَجهُ بَدرٌ بَدا مِن عَتمةِ الزّمَنِ

تُبدي التَّبَسُّمَ وَالأَحداقُ دامِعَةٌ
وَالشَّعرُ نَسجُ المَسا المَصبوغِ بِالحَزَنِ



وسام عمارة

•••

إنّا لنشهد ما نطقت عن الهوى
ما ضرّ أهل الشام خذلُ الخذّلِ

فعليك صلّى الله ما حربٌ أتت
لغشاوة الأبصار حتّى تنجلي