رمضان زمان

أتتني حسرة ممتدة من
العبارات الحزينة على أيام كنا
فيها أناساً آخرين
كانت طفولتنا تتوق وتحترق
شوقاً ليلة رمضانية
تجتمع فيها العائلة بعد
الإفطار ملتفين حول بعضهم
البعض متسامرين ذلك يروي
القصص والآخر يحك
الحكايات كلا منّا ينظر إلى
الآخر بشوق مستمتعين بهذه
الساعة العائلية التي تلي الإفطار.
صحيح كان بيتنا خالي من
التلفاز أو العاب البلاستيشن
أو جهاز حاسب آلي أو آيباد
أو تلفونات ذكية متصلة
بالأنترنت، ولم نكن نتابع
برامج أو فزورات
أو مسابقات أو مسلسلات
لكن كانت لحظات رمضان
زمان جميلة ورائعة وغالية
على جميع افراد الأسرة
لذا تجدنا ننتظر هذه
اللحظات بفارغ من الصبر في كل عام.
الكبار وأقصد بالكبار من هم
في سن أجدادي، وجلّهم
عندما تجلس إليهم تجده
احدهم يترحم على أيام
زمان تلك الأيام الجميلة التي
كان فيها رمضان البساطة
والطيبة واللقاءات الحميمية
الأخوية.
الكبار اليوم يترحمون على
رمضان مضى ويحزنون على
روحه التي ذهبت مع أجيال
أحيت زمن رمضان الطفرة
أما رمضان اليوم فالناس
لا هم لهم سوى الأكل
كما لو أنهم صاموا العام
وغربت شمسه في رمضان.
رمضان اليوم فيه من
المنغصات الشيء الكثير التي
شوشت بال من ينشد
الروحانية الرمضانية،
حتى الترواح بالنسبة لي لم
تعد مثل السابق لها رونق خاص
لذلك الكبار أكثر من يردد
متسائلاً أين روح رمضان؟؟
لأن رمضان اليوم ارتبطت
روحه بكثرة الأطعمة
والحلويات والسهرات وولائم
الطعام وانتظار المسلسلات
بحلقات وقصص لا نهاية
لعددها وبرامج تافهه الغث
فيها أكثر من السمين.
رمضان اليوم ما يهم إلا أن
تمتلئ المقاهي والمطاعم
بروادها لتمضية الليالي
الرمضانية، والدوريات
الرمضانية الشبابية في
الحواري والازدحام في كل
مكان
أما روح وروحانية رمضان
قد فقدها الجميع.
رمضان زمان ليس طقوساً
دينية فحسب فكم نحن
مشتاقين لتلك الأيام
الجميلة وهل نملك القدرة
على وداعه؟؟
أم نهلل ونقول أين روح رمضان؟؟
وهل نقول الله يرحم رمضان
زمان
ولماذا القديم دائماً يكون
أحسن في حياتنا؟؟
كل شيء في رمضان يسير
مثل كل سنة أو يزيد فقط
ذلك الشيء الوحيد الذي يقال إنه
يختفى كل سنة هو روح
رمضان فأقول: وداعاً رمضان زمان.!!

اخي الحمدان
شكرا لك على هذا التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
بارك الله فيك وجزاك الله خير

أخي الغالي أبو تركي
شكرا لك لمرورك وتعقيبك
مع أطيب التحايا والتقدير