سعوديات ينتظرون سنوات من اجل الخلع

​ "مماطلة",و"تسويف", و"تغيب عن جلسات المحاكم", و"ابتزاز للنساء بالرضوخ لمطالبهم" , و"تهديدات بأن توقف المرأة طوال حياتها بلا طلاق ولا زواج", و"إساءة استغلال سرعة البت في قضايا فسخ عقود النكاح".

إنهم أزواج تجردوا من إنسانيتهم, ليمارسوا الإذلال بنساء تزوجوا بهن, ولم يحدث توفيق, واستحالة العشرة بينهما, وفشل جميع جهود الإصلاح والوساطات للتوفيق بينهما, وفي المقابل نساء ينتظرن فسخ عقودهن بالطلاق أو الخلع فلجأن للقضاء في انتظار "ورقة الطلاق" , ليبدأن حياة جديدة, أو يقدمن للحصول على الضمان الاجتماعي, أو يتخلصن من "كابوس" زواج يرفضنه.


"الخلع ..هو الحل" الذي تلجأ إليه الكثير من السعوديات الآن لوضع حد لمماطلة الرجل, وتسويفه وابتزازه, فتدفع الثمن "المهر" , و"ما قدمه الزوج لها", و"ما يطلبه منها", لتحصل على ورقة فسخ العقد.


فقد صار "الخلع" ظاهرة الآن وبلغ عدد الأحكام الصادرة في قضايا الخلع في منطقة الرياض في عام واحد فقط, 55 قضية, وفي قضايا فسخ النكاح بلغت 1222 قضية, أما في منطقة مكة المكرمة فقد بلغ عدد الأحكام في قضايا الخلع 655 قضية, وقضايا فسخ النكاح 1585 قضية .


والسؤال: كيف ننصف المرأة من "الجبابرة الرجال" الذين استحالت العشرة معهم؟ .."سبق" ترصد ظاهرة الخلع من داخل أروقة المحاكم, وتحكي التفاصيل, وتطرح الحلول الشرعية والقانونية لها .


في البداية تحكي "م.س" قصتها فتقول: عندما تقدم لخطبتي توسمنا فيه الرجولة والشهامة, ولم نتوقف عند أي طلب, بل إن والدي عندما سأله عن المهر قال سأدفع 60 ألفاً, ولكن ليس معي الآن إلا 20 ألفاً, وعلى وعد بإكمال المهر بعد أسبوع أو أسبوعين, وجاء المأذون وعقد النكاح، وعندما سأل عن المهر قال 60 ألفاً, ولكن مرت الأمور ولم يدفع باقي المهر, وتزوجنا لأن الوالد كان يعتقد أنه أعطى ابنته لرجل, يحسبه يخاف الله فيها, وبعد وقت قصير من الزواج اكتشفت أنه تزوجني لكي أصرف عليه, فأنا موظفة وهو أيضاً, ولكنه يريد جمع المال، فأنا التي أصرف على البيت كله, وأدفع حتى فاتورة المياه والكهرباء, وأشتري المواد الغذائية وكل احتياجات البيت.


في البداية التزمت الصمت لعل الأمور تنصلح, خصوصاً أنني رزقت منه بطفلين, ولكن شراهته في جمع المال زادت, حتى ثمن بنزين السيارة أنا الذي أدفعه, وإذا لم أدفع كان الضرب والسب والشتم, وكل الألفاظ النابية على لسانه, بدأ يضربني أمام الأطفال, ضقت ذرعاً, وطلبت منه الطلاق, فكان رده بسهولة "لا مشكله عندك المحاكم", فرفعت دعوى ضده استمرت حتى الآن سنتين, ونحن نريد الطلاق, ولا مجيب, فاخترت طريقاً آخر وهو خلعه, فأنا أكرهه ولا أطيق العيش معه, ووقفنا أمام القاضي, فأكدت طلب الخلع, فقال القاضي لابد من إعادة المهر المدون في عقد النكاح وهو 60 ألفاً, حاولنا أن نثبت أنه دفع 20 ألفاً فقط , ولكن طلب منا ما هو مدون في عقد الزواج, فقلت "أدفع عمري كله ولا أبقى يوماً واحداً على ذمته, وفعلاً دفعت 60 ألفاً لأتحرر منه .


وفي مدينة الرياض قالت "هـ. ف": بعد زواجي اكتشفت أنه يعاقر المسكرات, ومدمن حشيش ومخدرات, ولا يصاحب إلا رفاق السوء, وعند دخوله للمنزل لا مقابلة إلا بالضرب, لم أطق العيش معه, عدت إلى بيت والدي, وأطلعته على حقيقة زوجي, حاولنا أن نخرج بالمعروف ويطلقني إلا أنه رفض, فلجأت إلى الخلع, وبعد سنة ونصف السنة خالعته بلا عوض, ولست نادمة عليه ثانية واحدة, الحمد لله الذي كفاني شره .


أما "س. خ" فتحكي قصتها مع الخلع فتقول: تزوجت رجلاً من غير جنسيتي, فكشفت حقيقة أمره من أول يوم زواج, فهو تزوجني لمالي فقط, وعليَّ أن أنفق عليه وأعطيه ما يريد, وكان دائما يردد على مسامعي "إذا كنت تريدين الطلاق ادفعي ثمن حريتك!!", وفعلاً اشتريت ثمن حريتي بخلعه.


وتحكي "غ. ح" حكايتها فتقول: أجبرني والدي على الزواج من شخص تقدم لي, وعشت معه أياماً سوداء، كنت أكره فيها حتى سماع صوته, وبعد وفاة والدي طلبت الطلاق منه فرفض, فقمت برفع دعوى أمام المحكمة, ولكن الله كفاني شره، فمن أول جلسة رمى عليَّ يمين الطلاق أمام القاضي, بعد أن أكدت له أنني سألجأ إلى مخالعته حتى لا يطول أمد القضية .

ويفسر الشيخ بندر اليحيى "وسيط الزواج" لجوء بعض النساء للخلع إلى رغبتهن في إنهاء معاناتهن, وقال: إن حظ المخلوعات في فرصة زواج ثانية أسهل وأفضل بعد الخلع, لأن الرجل يحب المرأة المخلوعة أكثر من المطلقة, لأنها من الناحية النفسية كرهت العيش مع زوجها السابق وخالعته, فالراغبون في الزواج إذا عرفوا أن سبب افتراق المرأة من زوجها السابق أنها خالعته رغبوا فيها أكثر من أن تكون مطلقة.


ويضيف الشيخ اليحيى قائلاً: إن نسبة الخلع في المملكة ارتفعت كثيراً في السنوات الأخيرة, ولكن المحزن في الأمر, أن مراحل قضايا الخلع طويلة جداً, وتأخذ من عمر المرأة كثيراً, والقصص أمام المحاكم تؤكد ما أقول, وكم من يبكين حسرة من كثرة انتظارهن البت في طلب الخلع أو الطلاق .


وأرجع الشيخ اليحيى أسباب كثرة حالات الطلاق والخلع في المملكة إلى أن أهل الفتاة يستعجلون في الموافقة على من يتقدم لابنتهم, ولا يسألون عن الرجل قبل الزواج جيداً، ما يوقعهم في الكثير من المشاكل, التي تنتهي بالطلاق أو الخلع.


وندد رئيس التكافل الأسري في إمارة المنطقة الشرقية الدكتور غازي الشمري بالرجال الذين يعلقون النساء سنوات طويلة, ويتجبرون في ذلك دون أي مراعاة للجانب الإنساني, ووصف الشيخ الشمري هؤلاء بـ"الجبابرة"وطالب بحملة ضد هؤلاء الرجال الذين يعلقون النساء سنين طوالاً، لا طلاق ولا التزامات, ويتهربون من جلسات المحاكم, ونحن نعلم أن بين كل جلسة وأخرى فترة طويلة, وهم يلعبون على هذا الوتر, والمرأة تنتظر ورقة الطلاق حتى تقدم على الضمان الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية .


وقال الشمري: هناك نموذج رائع في الكويت، فالرجل الذي يتخلف 3 جلسات عن جلسة المحكمة يبت القاضي في الحكم ويفسخ عقد النكاح, لأنه يتهرب من المحكمة.


وعن مراحل الخلع القانونية قال المحامي والمستشار القانوني خالد الشهراني : عند ما تأتي لنا الزوجة لطلب الطلاق, لابد أولاً أن نبحث سبب الخلع, محاولين التوفيق بين الزوجين وإن لم يحصل التوافق نقوم برفع دعوى للمحكمة للمطالبة بفسخ عقد النكاح, وبعدها ينظر القاضي في الدعوة والأسباب الموجبة للخلع, ووفقاً لوجهة نظر القاضي تحول القضية لهيئة النظر في الصلح, ثم ينظر هل يتم الخلع بعوض أم لا؟


وأكد الشهراني ضرورة أن تكون هناك أسباب مقنعة وثابتة تعزز طلب الزوجة لفسخ العقد بالطلاق أو الخلع, ولكن في حالة عدم وجود أسباب مقنعة يرفض الطلب حتى لا يشاع الطلاق دون أسباب.


وعن أسباب كثرة دعاوى الخلع قال الشهراني : منها الهجر في الفراش, عدم الإنفاق, تقصير الزوج في القيام بواجباته الشرعية, إهماله في المنزل, يتعاطى المسكرات, الممارسة الجنسية خارج الإطار الشرعي. أما عن وقت الدعوى أمام المحاكم فقال الشهراني : قد تستمر الدعوى من سنتين إلى ثلاث سنوات, ولذلك نطالب بنظام للأحوال الشخصية مستمد من الشريعة الإسلامية لحل هذه الأمور.

فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان
أخي /محمد مزهر
ننظر إلى النساء بعين العطف دائماً ونرى أن الرجل هو الملام دائماً
ولكن إذا الزوجه هي السبب تريد الخلع من زوجها بدون سبب يعني زوجها رجل خلوق -مستقيم - كريم - شجاع - وسيم -لايعيبه شيء
وطلبت الزوجه الخلع منه فهل هذا من حقها؟
بعض الازواج يطلق عنده عزة نفس وبعضهم لايريد أن يطلق يبقيها معلقه لكي يأدبها ويعلمها أن الزواج موووووولعبه واذا تبغى كل يووم وهي على يد زوج فهذا امر حااااصل بين مجتمعنا ولابد من الحد منه
شكراً يا اخي محمد على موضوعك القيم

في مجتمعنا يكون الانصاف والوقوف مع الرجل وهذا امر مؤسف حقاً..

المشكله ان الاباء يطالبن بمهر يصل الى 60 و100 ولا يفكرن بمستقبل بناتهم مع رجال لايخافون الله وترجع

فوق روسهم يرجعونه كامل اذا طلبت البنت الطلاق وهذ مشكله بحد ذاتها..

فكان الله بعون النساء الاتي يعانين من الضرب والاهانه..

شكراً لك اخوي,,

اخي ابوراما اشكرك كل الشكر على ماقمتبه من رد جميل وموفق بارك الله فيك

ازادك الله علم ومعرفه المؤضوع ليس للرجال حتي النساء لاكن الرجال مايشتكى فقط المرءه تشتكى

اختي عذرآ على كبريائي ردك في غاية الجمال
والمشكله ليس في المهر المشكله فقط الطمع والمخدرات وغير====
لك الشكر ولاحترام اعتزبل القلم الذهبي وفقك الله