هل تملك الإحساس

قيل لأبي عثمان النيسابوري:
ما ارجى عمل عندك..؟
قال:
كنت في صبوتي يجتهد اهلي في زواجي..
فآبي..
فجاءتني إمرأة..
فقالت:
ياأبا عثمان.. اني قد هويتك..
وأنا اسالك بالله ان تتزوجني..!!
واحضرت اباها..
وكان فقيرا..
فزوجني وهو فرح بذلك..
فلما دخلت إلي..
رأيتها..
عوراء..
عرجاء..
مشوهة..
وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج..
فأقعد حفظا لقلبها..
ولا أظهر لها من البغض شيئا..
وكأني على جمر الغضا من بغضها..
فبقيت هكذا.. خمس عشرة سنة..
حتى ماتت..
فما من عملي شيءٌ هو أرجى عندي من حفظي لقلبها..

،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،

15سنة..
يراعي مشاعرها.. ولم يجرح احساسها..
15سنة..
الالاف من الايام والليال..
التي يجاملها فيها.. ويؤنسها..
وهو على جمر الغضا من بغضه لها..
وهو شاب ذو مركز في قومه..
ووسامة..

لكن..
الأكيد..
أنه يحمل قلبا.. اكبر من مركزه..
وعقلا اجمل من وجهه..
عملٌ يرجو به ان يكون سببا في الجنة..
عرف ان الجنة غالية..
ولا يبذل لها الا كل نفيس وصعب..

،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،

قصة اذهلتني..
بكل صراحة صدمتني..
تساءلت:
من الآن يملك الاحساس بالاخرين..
كم شخصا جرحنا مشاعره..
كم شخصا كسرنا قلبه بتصرفاتنا..
كم شخصا لجأ الينا وخذلناه..
كم شخصا حطمناه نفسيا ومعنويا بكلماتنا..
كم..
وكم....
،،
،،
والأهم من ذلك..
أمهاتنا..
وأبائنا..
كم مرة خذلناهم وحطمنا قلوبهم..
كل منا يسأل نفسه..
،،
،،
أمهاتنا..
وأبائنا..
كم مرة رفضنا لهم طلبا.. وكسرنا لهم قلبا..
،،
،،
أمهاتنا..
وأبائنا..
كم نحن بحقكم جاحدين..
،،
،،
أما غير الأم والأب..
فنحن لمشاعرهم واحاسيسهم..
وحوشا كاسرين..

	من الإيميل