منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدي الاسلامي خــاص لاهل السنة والجماعة فقط .!

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 11-29-2020, 09:29 PM   #1
مشرف المنتدى الإسلامي
 
الصورة الرمزية ابو طلال*
 

ابو طلال* is on a distinguished road
Lightbulb العبادة في زمن الفتن كالهجرة

العبادة في زمن الفتن كالهجرة
لقمان عبد السلام



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر، فكان خيرًا له. الحديث[1]
قال ابن مسعود رضي الله عنه:” إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما، وأمرضهم قلبا، وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا وأمرضهم جسما، وايم الله، لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم، لكنتم أهون على الله من الجُعلان”[2]
وإن أشرف المقامات وأعلاها وأسعدها مقامة العبودية، وهي غاية الوجود وحقيقة الإنسان، ï´؟ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ï´¾ [الأنعام: 162، 163].
واللجوء إلى عبادة الله والعياذة بعظمته دوما؛ هو الذى يزول كل ضيق، ويُفرج كل هم؛ ويبدل الغم فرحا وسرورا، ويجلب السكينة ويورث راحة الضمير واطمئنانه وهدوء البال، والعبادة هي العروة الوثقى التى يلجأ إليها في الرخاء والشدة ï´؟ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ï´¾ [الذاريات: 50].

حقيقة العبادة

العبادة المأمور بها في الشرع: تتضمَّن معنى الذل، ومعنى الحب؛ فهي تتضمَّن غاية الذل لله، بِغَاية المحبَّة له، وهي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان للجار واليتيم، والمسكين، وابن السبيل، والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة.
وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله، والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك، هي من العبادة لله.
وذلك أن العبادة لله هي: الغاية المحبوبة له والمرضية له التي خَلَق الخلق لها، كما قال الله تعالى: ï´؟ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ï´¾ [الذاريات: 56].[3]


أحوال السلف في وقت المحن

لم تكن الابتلاءات في الإسلام مطلبا منشودا أو أمنية يتمناها عبد مؤمن، لذا كان يقول مطرف بن عبد الله بن الشخير: لأن أعافى فأشكر أحب إليّ من أبتلى فأصبر.”[4]
وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الله تعالى العافية -التى تعنى صحة البدن والنفس والعقل المعينة على الطاعة- فقال:”سلوا الله العفو والعافية، فما أوتي أحد بعد يقين خيراً من من معافاة”[5]
ولكن الناظر إلى أحوال سلف الأمة عند نزول البلاء والمصائب التي من أقدار الله المؤلمة يجدها في أعلى سُلّم العبودية، وقد كان السلف في تمام الافتقار إلى الله تعالى حينما تأتيهم المحن والشدائد حيث تزداد أحوالهم في الضراعة والذل والانكسار بين يدى الله عز وجل مفرج الهموم والغموم، وكانت الصلاة من أعظم ما يفزعون إليها في النوائب، لأنها محل الدعاء والاستعانة والاستغاثة بالله جل في علاه، ويقول علقمة: “إذا فزعتم من أفق من آفاق السماء؛ فافزعوا إلى الصَّلاة”.[6]

وهي مفزع الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ألم به أمر مكروه.
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، صلى»[7].
وقد فزع إلى الصلاة قبيل غزوة بدر طلبا للنصر.
ولما استيقظ عليه الصلاة والسلام ذات ليلة، فقال: “سبحانَ الله، ماذا أُنزلَ الليلة من الفتن، وماذا فُتح من الخزائن، أيقظوا صواحباتِ الحُجَر” وفي رواية في البخاري: “حتى يُصلِّين”[8]،
قال ابن حجر: “وفي الحديث استحبابُ الإسراع إلى الصَّلاة عند خشية الشَّرِّ، كما قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة: من الآية45] [9]
ولما نعي إلى ابن عباس رضي الله عنهما أخوه قثم وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما السجود، ثم قام يمشي إلى إلى راحلته، وهو يقولُ: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [10]

وعن عبيد الله بن النضر قال: كانت ظلمة على عهد أنس رضي الله عنه، فأتيت أنساً فقلت: يا أبا حمزة! هل كان يُصيبكم مثلُ هذا على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: معاذَ الله، إن كانت الريحُ لتشتدُّ فنبادر إلى المسجد مخافةَ القيامة”[11]
ومنهم من يخلو في بيته أيام المصائب تفرغا للعبادة والدعاء للمسلمين، كما جاء عن مسروق التابعي الجليل أنه مكث في بيته أيام الطاعون ويقول: أيام تشاغل فأحب أن أخلو للعبادة، فكان يتنحى فيخلو للعبادة، قالت زوجته: فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه، وكان يصلي حتى تورم قدماه وسمعته يقول: الطاعون والبطن والنفساء الغرق من مات فيهن مسلما فهي له شهادة.[12]

قال وهب بن منبه رحمه الله: إن من كان قبلكم إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء [13]!
ولما أصيبت امرأة منهم لم تتوجع بل ضحكت وقالت: إن لذة ثوابه أزالت عن قلبي مرارة وجعه [14].

وهكذا تسلحوا في أوقات المحن بالصلاة والدعاء والصبر والرضى والاحتساب ونحوها، فكانت عاقبة أمرهم فرجا وفرحا.


تابع




التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة ابو طلال* ; 11-29-2020 الساعة 09:32 PM.
ابو طلال* متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
اعتزال الفتن ابو طلال* المنتدي الاسلامي 8 10-17-2020 07:07 PM
في عصر الفتن الحمدان المنتدى العام 6 09-13-2019 07:06 AM
لا تترك سترة العبادة الحمدان المنتدى العام 2 12-03-2018 03:55 AM
البرنامج العملي للذة العبادة السامي سامي المنتدي الاسلامي 2 11-25-2009 01:20 PM
مظاهر الحرمان من لذة العبادة ريانة العود المنتدى العام 15 02-11-2008 07:49 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية