هذا المكان

هذا المكان

لاتبرحي هذا المكان وتتركيني عالقا
إني على جرفِ الصخورِ مهددٌ بالانزلاق
رجلايا قد ثقلت وفيها كالجليد برودة
لاتستطيع السير في عكس الطريق بلا رفاق
السحر من أحداق عينا كِ أصاب بداخلي
نبض الوصال وفز قلبي من غياهبه أفاق
من ارض بيشة تكتسين من النخيل أصالةً
وتعانقين بياض صايرةِ الجبالِ بلا عناق
من أنت ؟ عيناكِ عناكب حسنها قد بادرت
نسجت خيوطاً أحكمت حولي بفتنتها الوثاق
من أنت ؟ والحسن البهي أماتني بضلاله
حتى ظننت بأن حسنك طعمه شهدٌ يراق
من أنت ؟ كالفجر الجديد بوهجه متسيداً
منه ظننت الشمس بالخدين تختتم السباق
حناء كفكِ كالغصون تشابكت اطرافها
فرسمتِ دجلة خلفها في ماءها تبكي العراق
فكأن كفيكِ رهنتي من الجمال بريقها
في مسح دمعات العروبة في التمزق والشقاق
من أنت ؟ قد فاض التسأول في حروبكِ داخلي
يامن سمعتُ بهمسكِ جُملٌ تعبر عن وفاق
إني شربتُ من المحاسنِ جرعةً وبلهفةٍ
فرائيتُ في عيني دقائق تنجلي مثل السباق
أصواتُ حذوكِ بالطريق تكونت وتفردت
في عزفٌ اغنيةٍ يصوغ لحونها الم الفراق
أفتر حلين وتتركين مع الرحيل تسأئلي ؟
صمت الإجابة في كواكبه يعبر عن فتاق
اوتبرحين من المكان فتتركيني عالقا
إني على جرف الصخور مهدد بالانزلاق

الشاعر
ابراهيم الشمراني
ناظم الهمسات