فيما يقال للمؤمنين يوم القيامة

فيما يقال للمؤمنين يوم القيامة
وتبشيراً وطمأنتا لهم .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

( ياعباد لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليوم وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
الذين آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ ادخلوا
الجنة أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ)
الزخرف 68 -70

في هذا النداء وما بعده بشر الله - تعالى -
عباده بجملة من البشارات الكريمة ، .
ذكر المحاسبي : أن منادياً ينادي يوم
القيامة :
( يا عبادي لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )
فيرفع الخلائق رئوسهم يقولون :
نحن عباد الله . ثم ينادي الثانية :
الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين
فينكس الكفار رئوسهم ويبقى الموحدون
رافعي رءوسهم .
ثم ينادي الثالثة :
الذين آمنوا وكانوا يتقون فينكس أهل الكبائر
رئوسهم ويبقى أهل التقوى رافعي
رئوسهم قد أزال عنهم الخوف والحزن كما
وعدهم .

وهذا النداء جاء بعد أن ذكر الله تعالى حال
أهل المعاصي والفجور و الكفر وما يحصل
بينهم من التباغض والعداوة والتلاعن فجاء
بعد قوله :
( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
إِلَّا الْمُتَّقِينَ )
وقال في سورة
ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ
بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن
نَّاصِرِينَ.

فبشر عباده هنا بقوله
يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
ومعنى الآية الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض
عدو إلا المتقين فإنهم يقال لهم :
يا عبادي لا خوف عليكم اليوم من عقابي
فإني قد أمنتكم منه برضاي عنكم ولا أنتم
تحزنون على فراق الدنيا فإن الذي قدمتم
عليه خير لكم مما فارقتموه منها.

فخاطبهم بنفي الخوف عنهم وتأنيسا لهم منة
وتذكيراً لهم بسبب مخالفة حالهم لِحال أهل
الضلالة والفساد .
وهو إيمانهم بآياته وتقواهم له سبحانه وتعالى.
اللهم أمنا من الفزع واجعلنا يا كريم ممن
تقول لهم لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم
تحزنون اجعلنا اللهم من المتقين .