هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يالَهفَ نَفسي عَلى مالٍ أُفَرِّقُهُ
عَلى المُقِلّينَ مِن أَهلِ المُروآتِ

إِنَّ اِعتِذاري إِلى مَن جاءَ يَسأَلُني
ما لَيسَ عِندي لَمِن إِحدى المُصيباتِ


الشافعي

اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ
فَإِنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ فِي نَفَرَاتِهِ

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً
تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ

وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقْتَ شَبَابِهِ
فَكَبِّرْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا لِوَفَاتِهِ

وَذَاتُ الْفَتَى وَاللهِ بِالْعِلْمِ وَالتُّقَى
إِذَا لَمْ يَكُونَا لَا اعْتِبَارَ لِذَاتِهِ


الشافعي

أُحِبُّ مِنَ الإِخْوَانِ كُلَّ مُوَاتِي
وَكُلَّ غَضِيضِ الطَّرْفِ عَنْ عَثَرَاتِي

يُوَافِقُنِي فِي كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ
وَيَحْفَظُنِي حَيًّا وَبَعْدَ مَمَاتِي

فَمَنْ لِي بِهَذَا لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ
فَقَاسَمْتُهُ مَا لِي مِنَ الحَسَنَاتِ

تَصَفَّحْتُ إِخْوَانِي فَكَانَ أَقَلَّهُمْ
عَلَى كَثْرَةِ الإِخْوَانِ أَهْلُ ثِقَاتِ


الشافعي

إِذا رُمتَ المَكارِمَ مِن كَريمٍ
فَيَمِّم مَن بَنى لِلَّهِ بَيتا

فَذاكَ اللَيثُ مَن يَحمي حِماهُ
وَيُكرِمُ ضَيفَهُ حَيّاً وَمَيتا



الشافعي

إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ
فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ

فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ
وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ



الشافعي

ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ
إن سيلَ كيفَ معادهُ ومعاجه

أيقولُ: جاوزتُ الفراتَ ولم أنل
ريَّاً لديهِ وقد طغت أمواجهُ

وَرِقِيتُ في دَرَجِ الْعلاَ فَتَضَايَقَتْ
عمَّا أريدُ شعابهُ وفجاجه

ولتخبرنَّ خصاصتي بتملُّقي
والماء يخبرُ عن قذاهُ زجاجةُ

عنْدِي يَوَاقِيتُ الْقَرِيضِ وَدُرُّهُ
وَعَلَيّ إكْلِيلُ الْكَلاَم وَتَاجُهُ

تربي على روضِ الرُّبا أزهارهُ
وَيَرُفُّ في نَادِي النَّدى دِيبَاجُهُ

وَالشَّاعِرُ المِنْطِيقُ أسْوَدُ سالخٌ
وَالشعْرُ مِنْهُ لُعَابُهُ وَمُجَاجُهُ

وَعَدَاوَةُ الشّعَرَاءِ دَاءٌ مُعْضِلٌ
وَلَقَدْ يَهُونُ عَلَى الْكَرِيمِ عِلاَجُهُ


الشافعي

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى
ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ


الشافعي

قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم
إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ

والصمَّتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ
وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ

أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَةٌ
وَالكَلبُ يخسى لَعَمري وَهوَ نَبّاحُ


الشافعي

فقيهاً وصوفياً فكن ليسَ واحداً
فَإني وَحَقِّ اللَّهِ إيَّاكَ أَنْصَحُ

فذلك قاسٍ لم يذق قلبه تقىْ
وهذا جَهولٌ كَيفَ ذو الجَهلِ يَصلُحُ


الشافعي

قالوا تَرَفَّضتَ قُلتُ: كَلّا
مَا الرَّفْضُ دِيني وَلاَ اعْتِقَادِي

لكنْ تَوَلَّيتُ غير شكَّ
خيرَ إمامٍ وخيرَ هادي

إنْ كانَ حُبُّ الْوَلِيِّ رَفْضاً
فإنَّ رفضي إلى العبادِ


الشافعي