الطلاق في عصر السرعه !!

الطلاق في عصر السرعة !!












الناظر في ارتفاع نسب الطلاق في مملكتنا الحبيبة من الإحصائيات الأخيرة لا يملك إلاَّ أن يضع يده على قلبه من هول الصدمة، وتعتري محيّاه الدهشة من هذه الأرقام المخيفة التي لا تبشر بخير ، والشيء الغريب واللا معقول أن حالات الطلاق تتم في مدة وجيزة، قد لا تتعدى 6 أشهر وكأنها أصبحت كالوجبات السريعة، ويبدو أن عصر السرعة أمتد تأثيره حتى على الحياة الزوجية التي ما إن تبدأ ونبارك للعروسين حتى نسمع خبر طلاقهما، ثم نردد بعدها : (يا فرحة ما تمت)! وهذا بلا شك يشدنا لمعرفة السبب وراء نسب الطلاق التي تتم بشكل سريع

ومن وجهة نظري أن الصورة المشوبة بالخيال والأحلام الوردية في ذهن كلا الزوجين هي صورة لا تعكس الواقع الحقيقي لمفهوم الزواج، كأن تشعر الفتاة بأن الزواج رحلة إلى عالم الجنة الخالي من المنغصات، وتعيش حياة هادئة سعيدة كلها رحلات (وخرجات)، ويخّيل إلى الشاب أن هناك حوراء تستقبله، وتخضع له، وتتذلل بين يديه، وتلبي كل احتياجاته؛ ولذا تجد أن أكثر المقبلين على الزواج من الشباب في وقتنا الحاضر ليست لديهم أدنى فكرة بالحقوق المناطة بهم تجاه زوجاتهم، وكذلك نفس الشيء بالنسبة للفتيات، وانحصر مفهوم الزواج في عقولهم على المظاهر الخارجية، والأشياء الثانوية، وإعطائها جل اهتماماتهم كأن تنشغل الفتاة بتجهيز فستان زفافها، وانقضاء أيام ما قبل الزواج في التنقل بين الأسواق لشراء مستلزمات ومتطلبات الحياة الزوجية، وهي في حقيقة الأمر لا تعي ما هو الدور الحقيقي الذي يجب أن تهتم به تجاه زوجها، أو تتعلم كيف تدير منزلها والحفاظ عليه، والشاب هو الآخر يبدأ في البحث عن المنزل، ومن ثم تدبير مهر الزواج، وينتهي به الأمر بكيفية (لبس المشلح) فما إن ينتهي شهر العسل، وتبدأ طلائع الحياة الحقيقية حتى يظهر كل واحد منهما على سجيته وحقيقته.

فالشاب يبدأ حياته كما اعتاد عليها في السابق، سهر بالليل خارج المنزل مع الأصدقاء، و لا يتحمل المسؤولية، وغير مستعد لقضاء حوائج زوجته، أو القيام بواجباتها واحتوائها، وتلبية كافة رغباتها. والفتاة تعيد نمط حياتها سابقًا، وتطيل المكوث أمام ا لتلفاز في مشاهدة المسلسلات وغيرها، والنوم طيلة النهار، ولا تتلمس حاجات الزوج الأساسية، وتوفير سبل الراحة له، والحرص على أن يكون بيته هو راحته ومملكته الهانئة الخالية من ضجيج الحياة ومنغصاتها

فأود أن تشاركونني بأرائكم عن هذه المشكلة التي تعد من المشكلات التي تؤدي لتفشي الصراعات
الإجتماعيه الشرسه ,,,, وشكراً لكم على حسن قرائتكم