حصاة شمران

ِِالسلام عليكم وبركاته

عندما وصفت مشرقو الأقسام ببائع الزهور فأنا اعني ما أقول فمهمته صعبة حتى ولو بدأت للبعض سهلة مع هذا فهي لها من الجمال ما تستحقه حتى إن البعض قد يفضل أن يداوم صباح السبت بدل المكاتب والميادين في محل للزهور ينسق بتلاتها وينفح عليها برذاذ من الماء لتفيض هي بدورها عليه بعبقها ما أجمله من صباح .
مشرفي الكريم أنت مهندسنا وحجر الزاوية في صرحنا هذا فأحرص على جعل عبق قسمك جديدا معتقا

كنا نلاحظ عمل المشرف على أصوله متمثلا في مشرف هذا القسم نسأل الله أن يمن عليه بالصحة والعافية عندما كنا نشعر بحركة هذا القسم وتجديده وفلترة مواضيعه فلم نكن نشاهده جامدا كما هي الكثير من الأقسام التي قد يمر عليها اشهر لم يحدث بها لمسه . مادمنا ذكرنا المهندسون فإليكم قصة بعض المهندسون

القصة

عودة العسكر

منذ ثلاثة عقود دعا احد الأمراء شيوخ القبائل لمناسبة ما .على أن يأتي كل شيخ بقبيلته مستعرضة بتراثها المتمثل في العرضة وما إن سمع أفراد قبيلة شمران بمثل هذا حتى بدأ الحراك القبلي يدب في كل جزء من أجسامهم كما هي العادة. حتى من كان خارج القبيلة في وظائفهم في المدن الكبيرة في جميع أنحاء المملكة بدأوا بالعودة إلى قبيلتهم ويذكر احدهم انه ما إن وصل إلى مديره ليستأذن حتى بادره بقولته أنت شمراني ؟ اذهب لان جميع أفراد القبيلة ما إن يسمعوا بتحرك قبيلتهم حتى يعودوا مهما كلفهم ذلك . وتبدأ القرى تكتظ وتزهو بأبنائها وتبدأ اللقاءات عند الشيخ للتنسيق ومعرفة المهام تاركين كل خلافاتهم الشخصية جانبا لا هم لهم سوى سمعة شمران .. الأثرياء يتنافسون في حمل القسط الأكبر .. الشباب يتنافسون بالخدمة وبدأ مهندسو القبيلة بوضع اللمسات الأخيرة للترتيبات . وفي اليوم الموعود بدأ رجال شمران في التوافد تحت عدة بيارق إلى موقع اللقاء الأولي في قبيلة شمران ثم التحرك من هناك سوية لا تجد فيهم المخالف تحت بيرق واحد (الله يخالف أضلاع من يخالف سعد شمران) إلى مشارف الحفل الكبير في ميدان الأمير آنذاك وأخذت القبائل الأخرى في الدخول إلى الميدان بكل ابتهاج
أما قبيلتنا فما إن وصلت إلى المكان المعد لها لتسوية صفوفها الذي لم تستغرق فيه سوى وقت قصير لكون كل منهم يعرف مهامه..

- الشباب في أماكنهم .. كبار السن في أماكنهم المناسبة...

-لا تجد تسابق على مقدمة المعراض والتكدس فيه بل الكل يسارع في الاصطفاف في أي مكان في صف قبائله فالرجل معروف بين ربعه في مقدمة المعراض أو أخره (التقدير والاحترام ونبذ الأنانية سمة الموقف)

- لا تجد همجية بين ( المزيفين أو المحمًلون) فالمزيفون معروفون ومحددون أما (المناقزة والمطامرة) فلا تكاد تجدها

- نظافة الملبس وأناقة الهندام سمة من سمات شمران فلا تكاد ترى احد يحمل بيده خشبة

- الجدية في الاصطفاف والتوحد في نقلة الأقدام كما لو كانوا في اصطفاف عسكري ( عاشوا شمران)

= لا تكاد تجد من يتمشى في وسط المعراض أو من يتسلق المنصة إلا من له داع فالجميع في صف قبيلتهم

وما إن بدا بيرق شمران يرى من بعيد وصوت سلاحهم يسمع لجمهور الحفل الكبير حتى ترك اغلب الجماهير أماكنهم وتركوا الحفل وذهبوا إلى بيرق شمران الذي اخذ يشق طريقه إلى الميدان ليصفقوا ويتمتعوا بهيبة المنظر وسط ترحيب الجميع
أما إنا فأخذت امشي خلف كبير المهندسين الذي كان يمسك طفله الصغير بيده الذي كان كثير الأسئلة لوالده ولكن الأب لم يجاوبه لكونه كان مشغول العقل والتفكير بالحفل ومن ضمن الأسئلة التي طرحها ذلك الصغير وجعلتني ملازما لهم لسماع الإجابة هو ...
لماذا يا أبي الناس كلهم جاءوا يتفرجون علينا وتركوا الحفل ؟ فكانت الإجابة

حصاة شمران بين القبائل يا ابني ثقيلة

يا لها من اجابة تصف المشهد والمعنى بكل حماس وقوة دلالة

حفظكم الله وحفظ لشمران كل مهندسوها المخلصين