الحل المحال ..

السلام عليكم ..

منذ بدء الخليقة والأمطار تهطل بغزارة على ارض الأحباش ..
ومنذ بدء الخليقة والأحباش ينظرون الى هذه المياه تنساب من أراضيهم الجبلية بقوة وسرعة هائلة لتكون نهر النيل العظيم فيسقي السودان ثم مصر قبل ان يصب في البحر ..
السودان ومصر اقاموا السدود والبحيرات وزرعوا واكلوا بينما الأحباش كانوا فقط ينظرون ويسمعون لا غير ..
مؤخرا تنبه الحبوش لهذا الأمر المفزع وقرروا ان يستفيدوا هم أيضا من امطارهم وانهارهم , فقرروا بناء سد النهضة الأسطوري لتوليد الكهرباء والاستفادة من بعض المياه التي يمكن حجزها خلف السد في مشاريع الشرب والزراعة في بلد يعتبر جنة على الأرض , فقامت قيامة مصر والسودان رفضا لهذا المشروع وكأنه مقام على ارض مصرية او سودانية او ان المياه تنبع منذ الاف السنين من ارضهما , ولما فشلت كل المحاولات السلمية والتهديدية في منع إقامة السد , كان لا بد من البحث عن وسائل بديلة مثل مشروع "نهر الكونغو" الذي يتم الترويج له حاليا كمشروع بديل , وهو المشروع الذي أثار تساؤلات كبيرة حول إمكانية تنفيذه ، والذي تسعى من خلاله مصر والسودان لربط نهر الكونغو بنهر النيل الأبيض للتحكم بالموارد المائية في البلدان المستفيدة وهي مصر والسودان وجنوب السودان والكونغو على اعتبار انه المشروع الحلم الذي سيأتي لمصر والسودان بكمية مياه إضافية تصل إلى ضعف حصتهما الأصلية من مياه النيل‏ حاليا ..
هذا المشروع في حكم المستحيل لأن حوض الكونغو ليس حوضا محليا كما يروج المسؤولون عن المشروع ، بل هو حوض دولي تتشارك فيه 9 دول منها أنغولا وإفريقيا الوسطى ورواندا وبوروندي والكونغو وغيرها ، ولابد أن توافق الدول جميعا على نقل المياه لحوض نهر النيل الأبيض وهذا من سابع المستحيلات , كما ان المنطقة المقترحة للمشروع شديدة الانحدار ، ويلزمها إقامة سدود لتخزين المياه في الكونغو ثم رفعها بطلمبات لمسافة 200 متر تقريبا وهذا يتطلب طاقة كهربية هائلة لدفع تلك الكمية للارتفاع المطلوب ، مما يحتم إنشاء محطات لتوليد الكهرباء إلى جانب محطات الرفع وهذه تكلفتها عالية جدا ماديا وكهربائيا , ولا يمكن ان تتحملها أي دولة من الدول التسع ولا كلها مجتمعة , والحقيقة التي يؤكدها الخبراء أن ربط نهر الكونغو بنهر النيل الأبيض يلزمه حفر نيل آخر مواز في الصحراء الشرقية مسافة 2000 كيلومتر , وهذا في حكم الخيال طبعا ..