معي إلى جنة الدنيا الحقيقية

جاءني سلوة فؤادي ووحيد ودادي جاءني نور العينين ودفق القلب والشرايين جاءني ولدي وجعل يده بيدي وقال يا أبتاه يا سبب وجودي بعد فضل الإله يا من لا يفهم مرادي من البشر إلاه يا من إذا جاء عمني الفرح وإن غاب عني كاد أن يبرح بي الترح حدثني عن حلاوة الإيمان فقلت ما الذي جرى لك الآن ولماذا في هذا الأوان قال سمعت الله يقول في القرآن عن الدين والإيمان (وحبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم) فقلت يا بني سألت والله عن عظيم المرء بدونه في حميم الجحيم الإيمان يا بني أمر الله العظيم ومنة الله على عباده المؤمنين الإيمان يا بني نور يقذفه الله في القلوب به يبصر المرء دنياه والدروب الإيمان حلاوة يجدها الموفقون في قلوبهم تذهب عنهم لوعة الحزن وما ينوبهم الإيمان يا بني أنس بالرب عز وجل يذهب عن الصالحين الخوف والوجل الإيمان قائد لكل خير به يحلو في الحياة المسير الإيمان فرقان وأمان وسعادة واطمئنان الإيمان سلوة للفقير وعزاء للضرير الإيمان عطاء لكل محروم وحفظ لكل مكلوم الإيمان حصن من الهوى البئيس الذي يجعل المرء جنديا لإبليس الإيمان تعيش به حياة العز والشموخ والحرية والطموح الإيمان أمان مما يستقبل وعزاء مما من زمانك أفل لم يعش من لم يذق حلاوته وكنت سأسترسل في حديثي عن الإيمان والمؤمنين لكني رأيت في عيني صغيري بريق دمعتين حراوين فقلت مه يا بني قال أريد أن أكون من المؤمنين الصادقين فقلت الطريق واضح الحدود فسيح الميادين فما الذي يمنعك من ذلك يا سلوة الفؤاد قال زمان فيه من الفتن ما يزلزل الجبال ذات الأوتاد فقلت توكل على الرحيم الودود وانطرح بين يديه إذا وضعت على الزرابي خدود وقل يا حليم يا رحيم يا من عنده خزن الخزائن يا من لا يتعاظمه ذنب العبد المذنب الماجن رحمتك أريد يا سيدي حفظك من فساد عم بلدي فإن الله عز وجل لا يرد من سأل ولا يخذل من ببابه وقف وذل فطأطأ رأسه وأردف الدمعتين بأخرى وخرج فقلت إلى الله أكلك فهو الذي بيده مفاتيح الفرج