رحيل ميسي عن برشلونة.. شخص واحد يكتب النهاية

رحيل ميسي عن برشلونة.. شخص واحد يكتب النهاية

26 ديسمبر 2020


ميسي
بعد سنوات طويلة ساد فيها الاعتقاد بأن ليونيل ميسي، سينهي مسيرته الكروية في برشلونة، ليكون أحد أبرز نجوم نادي "الفريق الواحد"، أكد عام 2020 أن ليو قد يبدأ طريقه لأحد المنافسين على أطلال هذه التوقعات.

وكشفت الشهور الماضية الغطاء عن أزمة حقيقية بين ميسي وناديه لم تكن وليدة الصدفة وإنما هي نتاج العلاقة غير الطيبة بين اللاعب وجوسيب ماريا بارتوميو، المستقيل من رئاسة النادي وسط الضغوط المتراكمة عليه.

وقبل شهور قليلة، استحوذ ميسي على عناوين الأنباء وكان في بؤرة الضوء بشدة؛ بسبب أزمته مع برشلونة والتي جعلته الهدف الأبرز لعدد من الأندية الأوروبية الكبيرة الصيف الماضي.

وبعد أسابيع من الجدل حول وجهة اللاعب والنادي الذي يستطيع احتواء نجم بهذا الحجم وتوفير عناصر النجاح من حوله، توقف الحديث عن هذه الصفقة ولو بشكل مؤقت ليصبح "ميركاتو" ميسي بمثابة ضجيج بلا طحين.

بداية الأزمة

أزمة ميسي لم تبدأ في هذه الفترة وإنما بدأت منذ فترة طويلة في ظل العلاقة المتوترة بين النجم الأرجنتيني، وبارتوميو.

كادت وسائل الإعلام تفجر الأزمة مبكرًا عندما ذكرت تقرير إعلامي في فبراير/شباط الماضي أن إدارة بارتوميو اتفقت مع شركة "آي 3 فنتشرز" لإدارة حسابات إلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي لتحسين صورة مجلس الإدارة.

وكذلك الإساءة لسمعة عدد من نجوم وأساطير النادي مثل ميسي وزميله جيرارد بيكيه والنجم السابق للفريق تشافي هيرنانديز، وبيب جوارديولا المدير الفني الأسبق للفريق وبعض المرشحين المحتملين لرئاسة النادي، في الانتخابات المقررة خلال 2021.

وبعد شهور من الجدل بشأن هذه الأزمة، أعلن نادي برشلونة في يوليو/تموز الماضي أن نتائج التحقيقات التي أجرتها شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" للمحاسبة، برأته من ادعاءات تنظيم حملة تشويه بحق رموز مهمة للنادي.

وذكر النادي أن شركة المحاسبة خلصت إلى أنه "في التعاقد المتعلق بمتابعة وتحليل حسابات التواصل الاجتماعي، لم يوجه برشلونة بشن أي حملة تشهير بحق أي شخص".

كذلك كشفت عملية التدقيق أن برشلونة لم يدفع ما يزيد عن أسعار السوق مقابل الحصول على خدمات شركة "آي 3 فنتشرز".

ولكن هذا لم يستطع إخفاء حقيقة الأزمة بين ميسي وإدارة بارتوميو خاصة مع تفاقم أزمة النادي في ظل المشاكل المالية نتيجة تبعات أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" من ناحية ثم السقوط المدوي في دوري الأبطال بالهزيمة الثقيلة 2-8 أمام بايرن ميونخ في دور الثمانية للبطولة.
إشعال الحرب

وفي الوقت الذي سادت فيه التوقعات بإجراء تغييرات جذرية في النادي الكتالوني قد يكون منها رحيل بارتوميو نفسه من منصب رئيس النادي ضمن ثورة تصحيح شاملة، أشعل بارتوميو فتيل أزمة أكبر بشكل ليس هناك ما يؤكد أنه كان متعمدا.

وبالتزامن مع بداية مسيرة المدرب الهولندي رونالد كومان المدرب الجديد للفريق، أطاح بارتوميو وكومان بعدد من نجوم الفريق، في إطار خطة إعادة بناء الفريق.





وكان من بين هؤلاء النجوم، الكرواتي إيفان راكيتيتش، والتشيلي أرتورو فيدال، والأوروجوياني لويس سواريز.

رحيل سواريز كان بمثابة شرارة الأزمة الجديدة بين ميسي وإدارة بارتوميو، لاسيما وأن سواريز هو الصديق المقرب إلى ميسي، كما أن مستواه لم يكن بالشكل الذي يدفع برشلونة للإطاحة به بهذه السرعة مع قدوم كومان، ويظهر الدليل على هذا من المستوى الجيد الذي يقدمه اللاعب حاليا مع أتلتيكو مدريد.

إعلان الرحيل

وربما شعر ميسي بأن الاستغناء عن سواريز هو بمثابة ضربة موجهة إليه من خلال التخلص تدريجيا من بعض اللاعبين المرتبطين به بهدف إضعاف مستوى هيمنته على الفريق.

ولهذا، طالب ميسي إدارة النادي بعدها مباشرة بالسماح له بالرحيل عن صفوف الفريق خلال صيف 2020، وقبل بداية الموسم الأخير في عقده الحالي مع النادي.

وأشار ميسي إلى أن عقده مع النادي يتضمن بندا يتيح له الرحيل عن برشلونة عقب نهاية كل موسم، بشرط إبلاغ إدارة النادي بهذه الرغبة في غضون أيام قليلة عقب انتهاء فعاليات الموسم.

لكن إدارة النادي أكدت أن الوضع الاستثنائي للموسم الماضي 2019-2020 وانتهائه مؤخرا لا يعني تغيير موعد تفعيل هذا البند الاستثنائي، وأكدت أن هذا البند يسري فقط حتى نهاية مايو/أيار الماضي، فيما انتهى الموسم فعليا في أغسطس/آب.

وتمسكت إدارة النادي بالحصول على قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب إذا أراد الرحيل عن صفوف برشلونة قبل انتهاء عقده، علما بأن قيمة هذا الشرط الجزائي تبلغ 700 مليون يورو، ما يعني صعوبة انتقال اللاعب لأي ناد آخر.

كان مانشستر سيتي وسان جيرمان وإنتر ميلان، في مقدمة الأندية الأوروبية المرشحة لخطف ميسي بخلاف بعض التكهنات التي ربطت ميسي بإمكانية الرحيل إلى الدوري الصيني أو نظيره الأمريكي، في ظل الأزمة المالية التي تعانيها الأندية الأوروبية من تبعات جائحة كورونا.

ولكن شيئا من هذا لم يتم في ظل تمسك برشلونة بالحصول على قيمة الشرط الجزائي الخرافي في عقد اللاعب ودعم رابطة الدوري الإسباني (لا ليجا) للنادي في تفسيره القانوني الخاص بأن فترة تفعيل بند الرحيل لميسي انتهت بالفعل.

لهذا، ظل ميسي في برشلونة وأصبح الجدل بشأن رحيله في فترة الانتقالات الصيفية بمثابة "ضجيج بلا طحين".

استقالة.. ولكن

لكن، على الرغم من استقالة بارتوميو قبل شهرين تخوفا من طرده من خلال تصويت كان مزمعا إجراؤه في الفترة الماضية على سحب الثقة منه، لا يزال الوضع بين ميسي وبرشلونة على المحك.

فهناك قناعة لدى بعض المرشحين لرئاسة النادي أو المتابعين له بأنه كان من الضروري ترك ميسي يرحل في الميركاتو الصيفي، مع تخفيض قيمة الشرط الجزائي للاستفادة من المقابل المالي بدلا من تركه يرحل عن صفوف الفريق بعد نهاية الموسم الحالي، بلا أي استفادة مالية.

ويستطيع ميسي التوقيع لأي ناد آخر في يناير/كانون ثان المقبل، دون موافقة برشلونة للانتقال من النادي الكتالوني إلى الوجهة التي يريدها في صفقة انتقال حر عقب نهاية الموسم.

ومن ثم، ربما أصبح مستقبل ميسي مع برشلونة مرهونا بهوية الرئيس الجديد للنادي الكتالوني، والذي ستسفر عنه الانتخابات المقررة الشهر المقبل.