<<< الفراق ،، كان لابد مِنْ ذلك >>

::::
:::
::
:

الفُراق ..
أصَعبُ ما يؤلم القلب الفراق
وبخاصة مَعَ مَنْ نُحب
أنظر لطفل صغير جمعته الأيام
مع رفقاء سنّه لفترة زمنية
حتى وأن قصرت ؛ ستجد أنه
يذرف الدموع لمفارقتهم
وكذا الإنسان عندما تفرّقه
الأيام عمّن يُحب ايضاً .
في الحياةِ - يا ساده - نسيرُ
بطريقٍ طويل ، نعيشُ ونتعايش
نُقابل ونتقابل بكثيرٍ مِنْ البشريه
البعضُ يمرّون مرور الكرام
لا نُلقْ لهم بالاً البتـه ؛ هؤلاءِ حياتنا
معهم رتيبه مُملّه كيئبة
ولن تتغير حياتنا بفراقهم
فحضورهم أو غيابهم كليهما سواء لدينا
بل أن غيابهم أرحم .
والبعضُ الآخر لهم وقعهم الخاص فهم
لا يموت قطعياً حتى وإن فارقونا
فهم محفورون في الذاكرةِ ؛ لا تطويهم
رحى النسان ولا عدد السنين
هؤلاء - يا ساده - كانوا طعم الحياة
الحلوه وملحها ومصدر سعادتنا
في هذا الطريق الطويل "طريق الحياة"
وهم القلّة الذين يستحلون
عقولنا ، ويستوطنون سويداء القلب
لهم وحدهم نذرف دموع الفراق .

:
:
:

كان لابد مِنْ ذلك ..
كثير مِنْ الناس يضطرون لاتخاذ قرارات
وما أن تسألهم لماذا فعلت ذلك
سيُجيبُكـ بعبارة "غصب عني"
أو عبارة أخرى كـ"لازم اسوي كذا"
رغم أن ما اتخذه من قرار له مرارة وألم
شديدين لذلك اعطتنا الحياة درس قاس جداً
وعِبارة مُملّة ؛ رغماً عنّا نُرددها (كان لابد من ذلك) .
الإنسان غالباً أو دائماً ما يكتسب صفات حياته
من طبيعة المكان الذي يعيش فيه
البدوي يعشق الأبل والخيل والصحراء
وأهل القرى "القروي" يعشق الأرض والفلاحه
والزراعه والتجاره ؛ بل أن كل إنسان يتكلم
بطبيعة الحياة التي يعيشها
ولنا في قصة (بن الجهم "إنْ لم تخني الذاكرة")
حينما قدم للخليفه ليمدحه حيث قال:
أنت كالكلبِ في حفاظك للود
وكالتيس في قراع الخطوب
إلاّ أنه بعد أن عاش في الحضاره ؛ وترف حاله قال:
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
لو أحضرت لك بدوياً عاش في الصحراء احرقه
لهيبها ؛ واسمرّ لونه منها ووضعته في خيمه بجانب
إحدى الحدائق الغنّاء بأنهارها واشجارها ومناظرها
وكل ما فيها واسكنته بجانب هذه الحديقة ؛ ستجد أنه
بعد فترة مِنْ الزمـن سيرحل ليعود إلى الصحراء كونه
لا يستطع الحصول على الحديقه ؛ ولسان حاله يقول:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

:
:

قريباً موضوع بعنوان ( دعوة للرقـص )

:
:


فَيضَ ودي

:
:

الفقير لِـ ربه: إنسان