اترك أثرًا

بعد 100 سنة تقريبًا من الآن
غالب من يعيش على وجه
الأرض سيكون من أخبار
الماضي ولن يهم الناس
آنذاك بنا كاشخاص وأفراد
مجتمعات ولن يهتموا أين
كنا نسكن؟ وأي سيارة نركب؟
وأي قدر من الثروة نملك؟
كل هذا سيكون خارج اهتمام
حساباتهم إلا شخص ترك
اثرًا استفادوا منه في
حياتهم المستقبلية..
وحتى اليوم لن يهتم الناس
بما يرونه من بهرجات الدنيا
الفانية وجماليات الحياة
المؤقته لأنها كلها ستنهتي
بعد موتك مباشرة
ولن يذكر إلا ما قدمت من
تعامل حسن وأخلاق نبيلة
أو تركت كتابًا أو مقالةً
أو محاضرةً أو وقف خيري
أوقفته أو صدقة جارية

اليوم كنت استمع إلى الإذاعة
فإذا بمذيع إذاعة القرآن يقول
نستمع الآن إلى تلاوة عطرة
بصوت الشيخ القارئ علي
جابر رحمه الله تعالى ..
عجباً!! لقد قد مات لكنه
ترك أثرًا، المهم ليس في الأثر
بل في نوع الأثر.!
يا ترى كيف حاله الآن في قبره
أيود أن يعود للدنيا
ليستمتع بأثره الطيب؟؟
وقِراءتهُ للقرآن ودعائه
للختمة برمضان لسنوات
عديدة أثرًا جميل ونعم الأثر
كل منّا سيرحل ويترك خلفه
أثرًا صغيرًا أو كبيرًا ظاهرًا
للناس أم باطنًا
فهلا حرصنا في تعاملاتنا
مع البشر بالأثر الطيب
والذكر الحسن والأخلاق
النبيلة وحسن التعامل !

ما أجمل قول الشاعر:
غدًا توفى النفوس ما كسبت
ويحصد الزارعون ما زرعوا

إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا

اترك أثرًا يكون لكَ بمثابة
الصدقة الجارية فهذا الذي
سيبقى بعد الرحيل وزوال
الأوهام وانكشاف الحقائق